جامعة النهضة لا تحترم الأحياء ولا الأموات.. كوارث تتكرر دون حساب

غفلت الأعين في سباتها العميق وغطى الرفات الثرى، وبينما القلوب تحترق على أرواح صعدت إلى بارئها لتوها، أضحت جامعة النهضة مرتعًا للرقص على جثث الموتى، وبدلاً من الدعاء وقراءة القرآن للمتوفين، أجهد صخب الأحياء من يسكنون أسفل الأرض، فهل تمايل أحدهم فوق جثمان أباك، أمك، أخاك أو رفيق دربك؟ لا تبتأس ولاتحزن على من لبوا الدعوة فالخطأ صدر من قادة جامعيين.

وبينما أنت قابع في ركن بيتك تذرف الدموع على من رحلوا ودفنوا في مقابر بياض العرب، اعتادت جامعة النهضة تنظيم الحفلات الغنائية والراقصة على أرضها التي تحتضنها تلك المقابر، الأمر الذي قوبل بالغضب الشديد من قبل الطلاب، وهاجمهم الكثيرون ممن يعرفون جيدًا معنى حرمة الموتى، ولكن الكارثة لم تقتصر فقط على إقامة الليالي الساهرة، بل في رد رئيس الجامعة أيضًا.

الرقص على جثث الموتى في جامعة النهضة

غضب عارم اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت بعد تنظيم حفل غنائي داخل جامعة النهضة ببني سويف مساء يوم الأربعاء 19 أكتوبر 2022، للمغنيين أحمد سعد ومحمود العسيلي، احتفالاً باستقبال العام الدراسي الجديد والطلبة المستجدين والقدامى، والتي تفصلها سور، مجرد سور، عن المقابر ولكن بشهادة رئيس الجامعة هي تعلو مدافن سابقة.

وثقت حفلة أحمد سعد ومحمود العسيلي في جامعة النهضة متاع الدنيا وظلمة القبر في صورة واحدة، عزاء وفرح، حزن وسعادة، وأخذ الطلاب والمتضامنين معهم في إعادة نشرها مرة أخرى، مستنكرين كل من شارك في هذا الحفل المخزي الذي علا المدافن.

رد رئيس جامعة النهضة على الحفلات

لم يتنصل الدكتور حسام الملاحي، رئيس جامعة النهضة، من دوره في تنظيم الاحتفالات على أرضها، بل وجد سببًا مبررًا لذلك- من وجهة نظره- ألا وهو أن الاضطرار لإقامة الحفل في القاهرة سيكلف الخريج ما يزيد عن 1500 جنيه لحضوره، بينما على الأرض التي تحتضن الموتى ستكون بالمجان.

واستنكر رئيس جامعة النهضة في رده على الحملة التي شنت ضده والقيادات الأخرى بها، الهجوم الذي شهدته الساعات الماضية، مؤكدًا أن الجامعة أنشأت على تلك الأرض التي كانت مقابر في السابق، وأنها منذ ذلك الحين، أي طوال 18 عامًا، وهي تنظم مثل تلك الاحتفالات ولم يكن الأمر بجديد.

وأضاف الملاحي أن احتفالات جامعة النهضة تتم بموافقات أمنية من جميع الجهات المختصة لتأمين الحفل والمطربين.

حفلة جامعة النهضة 

تصريحات رئيس الجامعة تمتعت بالمصداقية، حيث أن حفل محمود العسيلي وأحمد سعد لم يكن الأول، بل سبقه وفي نفس الشهر احتفالاً أحيته إحدى فرق الفنون الشعبية، على أرض ملعب الجامعة، ابتهاجًا أيضًا بعام دراسي جديد.

لم يعبأوا بالموتى داخل قبورهم، رجال ونساء بملابس شعبية أخذوا يتمايلون بحركات الرقص الشعبي، مرتدين الجلابيب والملابس التي لا تليق بالجامعة، بحسب الطلاب.

وبينما اتخذ البعض الاحتفال بين الأموات على محمل السخرية، اتهم آخرون جامعة النهضة بالتساهل مع عروض الرقص، حيث اعتاد أحد المطاعم داخل الحرم الجامعي تشغيل إحدى القنوات الفضائية التي تعرض مقاطع راقصة دون أي تدخل من مسؤوليها.