بحث عن تأثير بعض الألعاب الإلكترونية في اكتساب قيم غير مرغوبة لمن يمارسونها
أثرت التكنولوجيا الحديثة وبشكل كبير ليس فقط على الحياة العلمية والعملية، بل أيضًا على سلوكياتنا والتحصيل الدراسي لدى أبنائنا، وهذا التأثير لم يكن في مجمله مفيدًا، بل أن البعض قد تأثر به وبشكل سلبي وهو ما نوقش في العديد من الأبحاث التي أجريت، والتي ننشر إحداها، وهو بحث عن تأثير بعض الألعاب الإلكترونية في اكتساب قيم غير مرغوبة لمن يمارسونها بمختلف أعمارهم، وتحديدًا الأطفال والمراهقين.
مقدمة بحث عن تأثير بعض الألعاب الإلكترونية في اكتساب قيم غير مرغوب فيها
ونحن الآن بصدد الحديث عن تأثير بعض الألعاب الإلكترونية في اكتساب قيم غير مرغوبة لمن يمارسونها، والتي تنافي المجتمعات وتعرض حياة البعض للخطر، فضلاً عن أثرها البالغ في المستوى التعليمي للأطفال والمراهقين.
وأثبتت بعض الدراسات التي أجريت على شريحة من المراهقين أن تأثير بعض الألعاب الإلكترونية على تحصيلهم الدراسي ارتبط ارتباطَا وثيقًا بمدة المكوث على تلك الألعاب، حيث ثبت أن العلاقة بينهما طردية، فكلما ازدادت عدد ساعات اللعب كلما قل مستوى تحصيل الطالب.
استبيان عن أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال
وفي العاصمة المغربية- الرباط- أجرت الدكتور التجنية خليد، أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، استبيانًا وزع على 30 طالب وطالبة تبين من خلاله أن هناك إقبالاً كبيرًا على الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على العنف والحروب، وانتهت الدراسة إلى أن قضاء وقت طويل في اللعب بالألعاب الإلكترونية يؤثر بشكل سلبي على تحصيل التلاميذ الدراسي.
وأوضحت الدراسة أن الألعاب الإلكترونية تحسن من التنسيق الحسي الحركي والتعلم الإدراكي البصري لدى ممارسيها، فضلاً عن زيادة مهاراتهم المعرفية مثل زيادة الانتباه، الذاكرة البصرية المكانية، وغيرها، بشكل قصير ، إلا أن ذلك إذا ما قضي وقت قصير في الألعاب الإلكترونية، وإلا فهي تكسب ممارسيها قيم غير مرغوب فيها.
كيف تؤثر بعض الألعاب الإلكترونية في اكتساب قيم غير تربوية لدى من يمارسونها؟
أوضحت الدراسة أن المراهقين من الشباب يخصصون ما يزيد عن 50% من وقت فراغهم بشكل يومي للألعاب الإلكترونية، ولوحظ أن هؤلاء يكتسبون قيم تربوية ليست مرغوبة، من بينها:
- اضطرابات السلوك.
- فرط الحركة.
- مشاكل مع الأصدقاء.
- اضطرابات انفعالية.
أضرار الألعاب الإلكترونية على المجتمع
وأما عن أضرار الألعاب الإلكترونية على المجتمع فقد أثبتت دراسة أجريت في غرينفلد الأمريكية عام 2017 أن العنيفة منها تؤدي إلى زيادة السلوك العدواني والتفكير بشكل أكثر عداءً، فضلاً عن تدهور في السلوك الاجتماعي الإيجابي.
وفي دراسة أجرتها الدكتور سهير إبراهيم عيد ميهوب، مدرس بقسم العلوم النفسية كلية رياض الأطفال، جامعة الفيوم، على عينة من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 و6 سنوات حول تأثير الألعاب الإلكترونية حول المهارات المهنية، تبين الآتي:
- تباين المهارات الاجتماعية بين من يقضون أوقاتًا أكثر وأقل في الألعاب الإلكترونية من حيث عدة عوامل، من بينها السلوك الاجتماعي، التواصل مع الأخرين، التفاعل الاجتماعي، ووجد عدم اختلاف المهارات الاجتماعية بالنسبة لمن يقضون أوقاتًا أطول في تلك الألعاب، من حيث المشاركة، التعبير الانفعالي والتعامل مع البيئة المدرسية.
- عدم اختلاف المهارات الاجتماعية بالنسبة للسلوك الاجتماعي، التواصل مع الأخرين، التفاعل الاجتماعي، المشاركة، التعبير الانفعالي والتعامل مع البيئة المدرسية، فضلاً عن الدرجة الكلية للمهارات الاجتماعية باختلاف نوع الألعاب الإلكترونية.
- أسفرت النتائج عن وجود فروق إحصائية بين متوسط درجات الذكور والإناث في بنود التفاعل الاجتماعي، التواصل مع الآخرين، التعبير الانفعالي والسلوك الاجتماعي لصالح الإناث، فيما وحظ وجود اختلاف في بندي المشاركة والدرجة الكلية لمقياس المهارات الاجتماعية لصاح الذكور، بينما لم يلاحظ وجود أية فروقات بين متوسط درجات الذكور والإناث فيما يتعلق بالتعامل مع البيئة المدرسية.
- كلما ازدادت عدد ساعات ممارسة الألعاب الإلكترونية كلما زادت عزلة الطفل عن مجتمعه.
خاتمة بحث عن تأثير بعض الألعاب الإلكترونية في اكتساب قيم غير مرغوبة
وفي الختام يتضح أن للألعاب الإلكترونية أثرها الإيجابي على الأطفال والمراهقين ما لم تكون مرتبطة بأعمال العنف أو الحروب، وإذا ما كانت المدة الزمنية التي تقضى فيها قصيرة، أما إذا طالت الفترة في ممارستها فمن المؤكد أنها ستؤثر بالسلب على من يمارسونها وتكسبهم عادات ليست محمودة عقباها.