مستقبل الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط: كيف تقوم الدول العربية بتغيير سوق الألعاب؟

مستقبل الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط: كيف تقوم الدول العربية بتغيير سوق الألعاب؟

شهد قطاع الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث زاد عدد اللاعبين والمشاهدين بشكل كبير، كما أن الحكومات العربية استثمرت في تطوير البنية التحتية، مما يعكس مستقبلًا مشرقًا للرياضات الإلكترونية في المنطقة.

يعتبر هذا القطاع منصة جديدة لعشاق لعبة البوكر التي تجذب جمهورًا واسعًا عبر الكازينوهات الاون لاين. إلى جانب ذلك، شهدت المنطقة اهتمامًا متزايدًا بلعبة سلوتس الجاك بوت التقدمية، التي تحاكي عديد الألعاب الإلكترونية،  مما يعزز تنوعها وجذب مزيد من الاستثمارات إلى هذا السوق الواعد.

فكيف تساهم الدول العربية في تطور الرياضات الإلكترونية؟

 

تطور الاستثمارات العربية في مجال الألعاب الإلكترونية

يشهد سوق الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط توسعاً ملحوظاً، مع تحقيق مطوري الألعاب أرباحاً قياسية على المستوى العالمي. وفقًا للتقديرات، يمارس أكثر من 60 % من مستخدمي الإنترنت في المنطقة ألعاب الفيديو بشكل مستمر.

خلال العقود الماضية، تحولت الرياضات الإلكترونية من مجرد وسيلة ترفيه إلى صناعة ضخمة تدر مليارات الدولارات، وأصبحت من أسرع الصناعات نموًا وتأثيرًا عالميًا. لم تعد الرياضات الإلكترونية مقتصرة على الهواة، بل تجذب اهتمام المستثمرين والحكومات في بعض الدول العربية التي تشهد استثمارات كبيرة في هذا المجال.

فعلى سبيل المثال، استثمرت المملكة العربية السعودية 38 مليار دولار في قطاع الألعاب، بهدف تأسيس 250 شركة و توفير 39 ألف فرصة عمل. كما أعلنت عن مشروع لإنشاء مدينة للرياضات الإلكترونية في الرياض بقيمة 500 مليون دولار، وأطلقت أول منطقة مخصصة للألعاب لجذب 10 ملايين زائر سنوياً.

في الإمارات، أطلقت دبي برنامجاً يستهدف خلق 30 ألف وظيفة وزيادة الناتج المحلي بمليار دولار بحلول 2033، بينما تعمل أبوظبي على تطوير أول جزيرة مخصصة للرياضات الإلكترونية في العالم بتكلفة 280 مليون دولار.

 

تنظيم بطولات عالمية للألعاب الإلكترونية

تسعى بعض الدول العربية لتطوير قطاع الألعاب الإلكترونية و جعل المنطقة العربية مركزًا عالميًا في هذا المجال. تشمل الإستراتيجية إنشاء هيئات متخصصة لتنظيم وتطوير القطاع، وتقديم الدعم المالي واللوجستي للشركات، وتنظيم مسابقات وفعاليات رياضية إلكترونية.

ففي صيف 2024، نظمت المملكة العربية السعودية كأس العالم للرياضات الإلكترونية بمشاركة أكثر من 2500 لاعب ولاعبة يمثلون أبرز الفرق والأندية العالمية، مع وجود جوائز مالية تُعتبر الأغلى في تاريخ مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية، حيث تتجاوز قيمتها 60 مليون دولار.

 

تعريب الألعاب الإلكترونية

عرفت ساحة الألعاب في السنوات الأخيرة توجهًا كبيرًا من قِبَل الشركات العالمية نحو تعريب ألعابها بشكل كامل، بحيث يشمل التعريب النصوص المستخدمة في اللعبة، سواء في واجهة التحكم أو النصوص الداخلية، بالإضافة إلى الأصوات والدبلجة. بفضل جهود الشركات والفرق المستقلة، أصبح من الشائع الآن وجود ألعاب تدعم اللغة العربية كلغة أساسية.

في البداية، كانت هناك فرق تقوم بترجمة الألعاب بشكل غير رسمي، حيث تتيح تحميل الترجمة ودمجها مع ملفات اللعبة الأصلية التي تُشترى من المتاجر الرسمية. هذه العملية كانت تتطلب مهارات برمجية ولغوية كبيرة، مما حصر الترجمة في عدد قليل من الألعاب.

و في المقابل، تواجه شركات الألعاب تحديات كبيرة في تعريب الألعاب بسبب الخصائص الفريدة للغة العربية، مثل الكتابة من اليمين إلى اليسار وتعدد أشكال الحروف. و هذا يتطلب تعديلات تقنية على محرك اللعبة. كما أن الترجمة التلقائية غالبًا غير دقيقة، مما يستلزم مراجعات يدوية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الشركات اختيار اللهجة المناسبة لجمهورها المستهدف ومراعاة القيم الثقافية والدينية، وهو ما يدفع بعض الشركات إلى تجنب تعريب الألعاب لتفادي هذه الصعوبات.

 

تمثيل المنطقة العربية في الألعاب الإلكترونية

يهدف تصوير المنطقة العربية في الألعاب الإلكترونية إلى فتح السوق العربي الكبير أمام الشركات العالمية، مما يعزز انتشار الألعاب ويزيد من فرص نجاحها في المنطقة، كما يعزز ارتباط اللاعبين العرب بالألعاب.

تتناول ألعاب الفيديو العديد من الأحداث التي تجري في مناطق عربية، لا سيما بلاد الشام التي ظهرت في ألعاب مثل  Assassin's Creed و Uncharted 3. تتضمن الأحداث مدنًا مثل القدس ودمشق وعكا. كما شهدت سوريا ظهور عدة ألعاب، منها  Rise of the Tomb Raider.

بالإضافة إلى ذلك، تم تسليط الضوء على العراق في ألعاب مثل أسد الفلوجة و Tom Clancy's Splinter Cell: Conviction. كما ظهرت شبه الجزيرة العربية في عدة ألعاب، مثل  Battlefield 1 التي تتناول الثورة العربية الكبرى.

توجد أيضًا ألعاب تتناول مصر عبر العصور، بما في ذلك ألعاب تتعلق بفترة كليوباترا ومعركة العلمين. أخيرًا، تجلى ذكر ليبيا في لعبة  Global Ops: Commando Libya.

 

تحسين صورة الفرد العربي في الألعاب الإلكترونية

في السابق كانت الألعاب الالكترونية تقدم صورة نمطية مشوهة عن العرب. فغالباً ما تُصوِّر الألعاب النساء العربيات كراقصات والرجال كعازفين على الناي لسحر الثعابين أو ممتطين للجمال، في حين تُظهر المدن والشوارع العربية بالصورة البدائية وكنظير للصحراء. مثال ذلك ألعاب مثل Arabian Fight و Aladdin. كما تصور بعض الألعاب الالكترونية الشخصيات العربية بشكل حصري كإرهابيين يجب القضاء عليهم.

ومع ذلك، بدأ الوضع في التغيير. مع تبني الأفلام والبرامج التلفزيونية لرؤية أكثر شمولية، تشهد أيضاً ألعاب الفيديو تحولاً مماثلاً، مع ظهور تمثيل أفضل للعرب في الألعاب الرئيسية. على سبيل المثال، أصبح الطائر بن عمر بن لا أحد، الشخصية الرئيسية في سلسلة Assassin's Creed، بطلاً عربياً. كما ظهرت شخصيات عربية إيجابية أخرى، مثل فريدة مالك من سلسلة Deus Ex، وهي طيّارة بارعة وأول بطلة عربية معروفة في اللعبة. وفي سلسلة Street Fighter، تم تقديم شخصية راشد كشخص هادئ ومريح، وهو الابن الأكبر لعائلة ثرية من الشرق الأوسط.

 

 خاتمة

أصبح العالم العربي اليوم واحدًا من الأسواق المستهدفة حديثًا للرياضات الالكترونية بفضل استثمارات الشركات العالمية في المنطقة التي تتيح فرص عمل وتنافس للاعبين. هذا سيساهم في تحفيز وتيسير انتقال أعداد متزايدة من المحترفين الموهوبين في هذا المجال إلى العالم العربي. مما يعني أن هؤلاء المحترفين سيجلبون معهم خبرات واسعة ويساهمون بشكل كبير في تطوير وبناء صناعة ألعاب الفيديو في المنطقة.

على الرغم من الازدهار السريع الذي يشهده هذا القطاع في الدول العربية، إلا أنه لا يزال يواجه بعض التحديات التي تستدعي تعزيز الاحترافية فيه، وزيادة كفاءة وفاعلية الشركات والمنظمات المعنية بالألعاب، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء إطار تنظيمي لهذا القطاع.

الكلمات المفتاحية