اسم فيروز الحقيقي.. قصة قد لا تعرفها عن جوهرة لبنان

يظل اسم فيروز الحقيقي أحد أكثر المواضيع التي تثير فضول محبي جارة القمر وعشاق فنها الخالد، فالاسم الذي أصبح أيقونة للموسيقى العربية لم يكن سوى اسما فنيا أُطلق على فتاة يافعة كانت تحمل اسما آخر، في قصة تروي فصول البدايات الأولى لواحدة من أعظم الأصوات في تاريخ الفن.

ما هو اسم فيروز الحقيقي وكيف تم اختياره؟

قبل أن تصبح فيروز سفيرة لبنان إلى النجوم، كانت تُعرف باسم نهاد وديع حداد، وهو الاسم الذي وُلدت به في حي زقاق البلاط ببيروت عام 1935، لتبدأ رحلتها الفنية بصوت ملائكي لفت الأنظار منذ نعومة أظفارها في كورال المدرسة.

يكشف البحث في اسم فيروز الحقيقي عن دور محوري للموسيقار اللبناني الراحل حليم الرومي، والد الفنانة ماجدة الرومي، الذي كان يشغل منصب رئيس القسم الموسيقي في إذاعة لبنان في أواخر الأربعينيات.

استمع الرومي إلى صوت الشابة نهاد حداد عبر لجنة المواهب في الإذاعة، فأدرك أنه أمام موهبة استثنائية تحتاج إلى اسم فني يليق بفرادتها ونقاء صوتها.

ورأى الرومي أن اسم نهاد لا يعكس القيمة الفنية لهذه الجوهرة الصوتية، فاقترح عليها اسمين للاختيار بينهما: هما شهرزاد أو فيروز، لكنه كان يميل بشدة إلى الثاني.

ويروي مؤرخون أن حليم الرومي برر اختياره لاسم فيروز لأنه رأى في صوتها جوهرا ثمينا ونادرا كحجر الفيروز الكريم، وهكذا ولدت الأسطورة بهذا الاسم الذي التصق بها وأصبح مرادفاً لها.

وتمثل قصة اسم فيروز الحقيقي أكثر من مجرد تغيير في الهوية، بل كانت بمثابة ولادة فنية صاغها خبير موسيقي أدرك حجم الموهبة التي بين يديه، فمنحها اسما خالدا ساهم في رسم ملامح شخصيتها الفنية المتفردة.

ويمثل اسم فيروز الحقيقي، نهاد حداد، المرحلة الأولى من حياتها قبل أن تلتقي بالأخوين عاصي ومنصور الرحباني في الإذاعة اللبنانية، وهو اللقاء الذي سيشكل ثورة فنية غيرت وجه الموسيقى العربية.

ومع فيروز بدأ المشروع الرحباني، الذي قدم من خلال صوتها مئات الأغاني والمسرحيات التي حفرت في ذاكرة الأجيال.