كم طموح ما تجيبه جهود ولا سنين.. الإيمان يصنع المستحيل

كم طموح ما تجيبه جهود ولا سنين.. الإيمان يصنع المستحيل

تتردد في الأوساط الاجتماعية السعودية مقولة كم طموح ما تجيبه جهود ولا سنين، والتي غالبا ما تُستكمل بعبارة: تُدركه دعوات الأسحار في ركعة وتر، لتشكل حكمة بالغة التأثير تلخص رؤية عميقة للعلاقة بين السعي البشري والتوفيق الإلهي.

وتنتشر هذه العبارة كقاعدة للتذكير بأن الإنجازات الكبرى لا تخضع دائمًا لمعادلة الجهد والزمن فقط، بل هناك عامل غير منظور يلعب دورا حاسما في تحقيق الغايات التي قد تبدو بعيدة المنال.

فلسفة كم طموح ما تجيبه جهود ولا سنين

تستند هذه الحكمة إلى فلسفة متوازنة لا تلغي أهمية العمل الدؤوب والمثابرة، بل تضعهما في سياقهما الصحيح كأسباب مادية ضرورية، فهي تقر بأن الإنسان قد يبذل قصارى جهده لسنوات طويلة في سبيل تحقيق هدف معين، ورغم ذلك قد لا يصل إليه، وهنا، يأتي الجزء الثاني من المقولة ليقدم بُعدا روحانيا، حيث يربط تحقيق هذه الطموحات المستعصية باللجوء إلى الله عبر الدعاء في أوقات الاستجابة، كدليل على الإيمان بأن التوفيق والنتائج النهائية تظل بيد ربنا سبحانه وتعالى وقدرته التي تتجاوز الحسابات البشرية.

ويعبر هذا المفهوم عن نفسه في صور ومعان متعددة، يمكن صياغتها في عبارات تحمل ذات الدلالة، مثل:

  • قد تُغلق الدنيا أبوابها، فتفتحها السماء بدعوة صادقة.

  • أسمى الغايات لا تُنال بعرق الجبين وحده، بل بجبين يسجد.

  • رحلة الألف ميل قد يختصرها صدق التوكل على الله.

ويؤكد متخصصون في علم النفس الاجتماعي أن الإيمان بوجود عامل خارج عن السيطرة البشرية، كالتوفيق الإلهي، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية للفرد، فهو يمنح الإنسان شعورا بالطمأنينة ويخفف من وطأة القلق والتوتر المصاحب للسعي المحموم نحو الأهداف، خاصة عند مواجهة العقبات أو الفشل.

وعلى هذا فإن مقولة كم طموح ما تجيبه جهود ولا سنين لا تدعو إلى التواكل، بل إلى التوازن بين الأخذ بالأسباب المادية والتعلق الروحي بمسبب الأسباب.

ويمثل هذا المنظور معادلة متكاملة للنجاح تجمع بين السعي كواجب إنساني، والتوكل كيقين إيماني، وهي رؤية تمنح الطموح بعدا أعمق.

وتظل حكمة كم طموح ما تجيبه جهود ولا سنين متداولة بقوة لأنها تقدم تفسيرا مطمئنا للحظات التي يعجز فيها المنطق المادي عن تفسير بعض الإنجازات الخارقة، وتذكر بأن رحلة تحقيق الأحلام تكتمل حين يجتمع جهد الأرض مع توفيق السماء.​​​​​​​

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011