وصية صالح الجعفراوي: لا تبكوا عليّ فقد تمنيت هذه اللحظة طويلا

وصية صالح الجعفراوي: لا تبكوا عليّ فقد تمنيت هذه اللحظة طويلا

نُشرت وصية الصحفي صالح الجعفراوي بعد ساعات من إعلان استشهاده يوم الأحد الموافق 12 أكتوبر 2025، إثر تعرضه لإطلاق نار في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. 

وكشفت الوصية، التي نشرتها إدارة صفحته على منصات التواصل الاجتماعي بناءً على طلبه المسبق، عن رسائله الأخيرة لعائلته ومتابعيه، مؤكدًا فيها على ثباته على مبادئه التي عمل من أجلها حتى اللحظات الأخيرة من حياته. 

وقد لاقت الوصية انتشارًا واسعًا، حيث اعتبرها ناشطون وثيقة تلخص مسيرته المهنية والإنسانية في تغطية الأحداث في غزة.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى صباح يوم الأحد، عندما استهدفت عناصر مسلحة خارجة عن القانون عددًا من الشبان في حي الصبرة خلال تغطية الصحفي صالح الجعفراوي لآثار الدمار في المنطقة، مما أدى إلى إصابته بـ 7 رصاصات أودت بحياته. 

واتهم ناشطون عائلة دغمش العميلة للاحتلال بالوقوف وراء الحادثة، مشيرين إلى أن الجعفراوي تعرض للاختطاف والتعذيب قبل إعدامه. 

تزامن ذلك مع إعلان وزارة الداخلية في غزة عن وقوع اشتباكات مع مليشيا مسلحة في المدينة، قبل أن تؤكد مصادر أمنية لاحقًا السيطرة الكاملة على الموقف وتصفية عدد ممن وصفتهم بالخونة الخارجين عن القانون.

رسالة صالح الجعفراوي الأخيرة إلى عائلته

وخاطب الجعفراوي في وصيته أفراد عائلته بكلمات مؤثرة، حيث خص والده برسالة قال فيها: «أوصيكم بأبي.. حبيب قلبي وقدوتي، من كنت أرى نفسي فيه ويرى نفسه في.. أسأل الله أن نلتقي في الجنان وأنت راض عني يا تاج رأسي». 

كما وجه رسالة مؤثرة إلى شقيقه الأسير ناجي، أعرب فيها عن شوقه الكبير له، قائلًا: «يا ناجي… قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن، فاعلم أن هذا قَدَرٌ كتبه الله، ولقاؤنا في الجنة أقرب مما تظن».

ولم ينسَ والدته، التي كانت محور دعائه الدائم بالشفاء، حيث كتب: «يا أمي، الحياة بدونك لا شيء.. كنتِ الدعاء الذي لا ينقطع، والأمنية التي لا تموت».

دعوة صالح الجعفراوي إلى استكمال المسيرة

ولم تقتصر وصية الصحفي صالح الجعفراوي على الجانب العائلي، بل حملت في طياتها دعوة صريحة لمواصلة الطريق الذي سار عليه، مؤكدًا على أهمية المقاومة كنهج وحيد. 

وشدد على الدور المحوري للإعلام في فضح الممارسات ونقل الحقيقة، حيث كتب موصيًا زملائه ومتابعيه: «لا تسقط الكلمة، ولا تسقط الصورة، الكلمة أمانة، والصورة رسالة، احملوها للعالم كما حملناها نحن». 

واعتبر صالح الجعفراوي استشهاده بداية جديدة وليس نهاية، داعيًا محبيه إلى عدم الحزن على رحيله، وجاء في وصيته: «وإن سمعتم بخبري، فلا تبكوا عليّ.. لقد تمنّيتُ هذه اللحظة طويلًا، وسألت الله أن يرزقني إياها فالحمد لله الذي اختارني لما أحب». 

واختتم وصيته بالتأكيد على أمنيته بالصلاة في المسجد الأقصى، سائلًا الله القبول في الشهداء.

تسنيم هاني

تسنيم هاني

صحفية مصرية خريجة كلية الإعلام