أبو لولو.. ما نعرفه عن كبير مجرمي الدعم السريع

أبو لولو.. ما نعرفه عن كبير مجرمي الدعم السريع

سحب إقليم دارفور السوداني البساط من تحت مناطق الصراع المشتعلة في العالم هذا الأسبوع، مع ظهور اسم «أبو لولو» كأحد أبرز قادة قوات الدعم السريع المسؤولين عن موجة جديدة من الفظائع في مدينة الفاشر.

وتكشف تقارير متتالية، تستند إلى تحليلات صور الأقمار الصناعية وشهادات مسؤولين، عن حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بالمدينة، وتضع العميد الفاتح عبدالله إدريس، الملقب بـ«أبو لولو»، في قلب الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي ممنهج.

وتشير المعلومات المستندة على شهادات من قلب المدينة أن قوات الدعم السريع، التي تحكم سيطرتها على الفاشر، تفرض حصارا خانقا لمنع المدنيين من الفرار، بينما تنفذ عمليات تصفية واسعة النطاق في المستشفيات ومن «الباب للباب» في الأحياء السكنية، في سياق ما يصفه مراقبون بأنه مخطط يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للإقليم تمهيدا لتقسيمه.

​​​​​​​

من هو أبو لولو وما هي الاتهامات الموجهة إليه؟

يعرف الفاتح عبدالله إدريس، الذي يحمل رتبة عميد في قوات الدعم السريع، بلقب «أبو لولو»، ويوصف بأنه أحد القادة الميدانيين الرئيسيين المسؤولين عن العمليات العسكرية في الفاشر/ وتنسب إليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق، حيث يُقال إنه مطلوب للعدالة الدولية.

وتستند هذه الاتهامات إلى مقاطع فيديو متداولة، يزعم أن أبو لولو ظهر في أحدها متفاخرا بقتل 900 شخص في يوم واحد.

وبحسب ما ورد في هذه المقاطع، فقد أقسم على أنه يسعى لقتل 2000 شخص في اليوم نفسه، كنوع من الرهان بينه وبين جنوده.

وتشير هذه الروايات أنه هدد بإعادة العد من الصفر إذا أخطأ في الحساب، حتى يحقق هدفه على حساب المدنيين العزل.

الفاشر تتحول إلى مقبرة مفتوحة

كَشَفَ تقرير حديث صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية عن أدلة مرعبة حول ما يجري في الفاشر، وذلك بعد تحليل صور عالية الدقة التقطتها أقمار «ماكسار» الصناعية خلال الأيام القليلة الماضية.

وأظهر التحليل وجود بقع ضخمة ذات لون أحمر داكن على الأرض، يرجح الخبراء أنها برك من الدماء، مشيرين أن حجمها وانتشارها يشيران إلى مقتل الآلاف في تلك المواقع.

وأظهرت الصور كذلك وجود ما يبدو أنها أكوام ضخمة من الجثث، تم رصدها بالقرب من مركبات تابعة لقوات الدعم السريع والسواتر الترابية التي تحاصر المدينة.

وتتزامن هذه النتائج مع تصريحات رسمية لحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الذي اتهم في تغريدة على منصة «إكس» قوات الدعم السريع بتصفية أكثر من 460 مريضا ومصابا بالرصاص داخل المستشفى السعودي في الفاشر.

وتفيد مصادر مسؤولة بالمدينة بأن قوات الدعم السريع، التي يعتقد أن «أبو لولو» يشرف على عملياتها، أغلقت جميع مداخل ومخارج المدينة لمنع أي محاولة للهروب، قبل أن تبدأ في تنفيذ عمليات تصفية منهجية.

وتشير تقارير أن قوات الدعم السريع تتكون إلى حد كبير من مقاتلين مرتزقة تم استقطابهم من أكثر من 20 دولة، بينها كولومبيا ومالي والنيجر وتشاد وليبيا، إما عبر روابط قبلية أو إغراءات مادية.

ويعتقد أن الهدف من هذه المذابح التي يقودها أشخاص مثل أبو لولو هو إحداث تغيير ديموغرافي في الإقليم، من خلال إنهاء وجود القبائل الأفريقية غير عربية الأصل، والاستيلاء على أراضيهم.

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011