فيديو أميرة الذهب الأخير.. بائعة المصوغات تستفيد من رواج المقطع المشين

فيديو أميرة الذهب الأخير.. بائعة المصوغات تستفيد من رواج المقطع المشين

يجسد فيديو أميرة الذهب الأخير، الذي نشرته اليوم الاثنين، أحدث تطور في الأزمة التي أثيرت حول تداول مقطع مخل منسوب لها، حيث قررت سيدة الأعمال الاستفادة من رواج اسمها في محركات البحث ومنصات التواصل لتحويل الأزمة إلى حملة تسويقية مضادة.

محتوى فيديو أميرة الذهب الأخير

نشرت سيدة الأعمال أميرة حسان، المعروفة بلقب «أميرة الدهب»، مقطعا جديدا عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، تروج فيه لمنتجات تبيعها في محالها.

وتستمر أميرة الذهب بذلك، لليوم الثاني على التوالي، في استغلال تصدرها لقوائم البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، ليس للرد على الحملة المشينة، بل لزيادة مشاهدات إعلاناتها عن منتجات الذهب، مرفقة المقطع بتعليق لافت: «هما يعملوا ترند غير هادف وأميرة الدهب تعمل ترند خصومات».

وكانت الساعات الماضية قد شهدت تداولا كثيفا لعبارة «فيديو اميره الدهب الاخير» على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشرت حسابات وروابط تزعم أنها تحتوي على مقطع مخل لبائعة الحلي الأشهر في مصر، وهو ما تبين لاحقا أنه مصنوع بتقنيات التزييف العميق.

 

تفاصيل أزمة فيديو أميرة الذهب مع الخليجي

أثار تداول مقطع مصور منسوب لسيدة الأعمال أميرة حسان، عاصفة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة منذ مطلع الأسبوع الجاري.

وشهدت المنصات تداولا مكثفا للقطات شاشة متعددة من المقطع المزعوم، نتحفظ على نشرها لما فيها من محتوى خادش للحياء، وسط ادعاءات بانتشار الفيديو كاملا، مما أدى إلى تصدر اسم «أميرة الذهب» قوائم البحث في مصر، حيث سعى الكثيرون للتحقق من صحة المادة المصورة.

وأسهم هذا البحث المكثف، رغم مرور أيام على بداية ظهور هذا الترند دون إثبات على صحته، في زيادة الجدل وعمليات البحث المستمرة عنه.

تبين بشكل قاطع، بعد فحص المادة المتداولة، أن الفيديو الفاضح المنسوب لأميرة الذهب تمت صناعته بالكامل بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والمعروفة باسم «التزييف العميق».

وأكد متخصصون في كشف التزوير الرقمي أن المقطع لا يمت للواقع بصلة، وأن تحليله يظهر بوضوح علامات التلاعب الرقمي التي تميز المحتوى المصنوع عبر الذكاء الاصطناعي، بهدف التشهير الواضح بسيدة الأعمال وجني أرباح مالية سريعة من تداول المقطع.

وأوضح الخبراء أن صانع الفيديو استغل الظهور اليومي والمكثف لأميرة الذهب على حساباتها المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تستخدمها لعرض مجموعات الحلي الجديدة التي تبيعها في محالها الخاصة.

واستخدم صانع الفيديو هذه الفيديوهات للحصول على ملامح وجهها وأبعاده بدقة، وقام بتقديمها لأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي غير الأخلاقية، والذي تمكن بدوره من دمج وجهها على جسد آخر وصناعة مقطع يوهم المتفرج غير المدقق أن الشخصية الحقيقية هي من تظهر في الفيديو.

]

يحلل الذكاء الاصطناعي في هذه التقنية ملامح الوجه بدقة من أي فيديو ترويجي، ليقوم بإعادة بنائه في سياق مختلف تماما، وهو ما يرفع مستوى الخطورة في استهداف الشخصيات العامة.

ويعد هذا الاستهداف الرقمي لأميرة حسان، التي تعتبر بائعة الحلي الأشهر في مصر حاليا، حلقة في سلسلة من الهجمات المماثلة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتشويه سمعة الشخصيات العامة والمؤثرة.

وكشف التدقيق أن فيديو أميرة الذهب الأخير الذي تم الاعتماد عليه لإنتاج هذا المحتوى المزيف، ما هو إلا مجرد مقاطع ترويجية لمنتجاتها، تظهر فيها بشكل يومي لعرض بضاعتها والتفاعل مع جمهورها، وهو ما استغله صناع المحتوى المزيف كمادة خام لعمليتهم.

الإجراءات القانونية من قبل أميرة الذهب وتضارب روايات الانهيار

نفت سيدة الأعمال أميرة حسان، يوم الأحد، صحة فيديو «الانهيار» الذي تم تداوله على نطاق واسع صباحا، بشكل غير مباشر، من خلال بيانها الرسمي المكتوب.

وظهرت أميرة الذهب في المقطع القديم وهي تشكو من ضغوط نفسية قائلة: «مفيش بني آدمة تقدر تعيش كده... وأي حاجة شخصية بقت تهديد... هتستفيدوا إيه غير إنكم هتكسبوا شوية مبيعات».

وعقب هذا اللغط الذي استمر لساعات، والذي تزامن مع انتشار المقطع المزيف، أصدرت أميرة الذهب بيانا رسميا عبر حسابها بفيسبوك، كشفت فيه عن موقفها الحقيقي من أزمة التزييف العميق، ليتضح أن مقطع الانهيار قديم ولا يمت بصلة للأزمة الأخيرة.

وأعلنت «أميرة الذهب» أنها اتخذت بالفعل إجراءات قانونية، قائلة: «تم اتخاذ الاجراءات القانونيه حيال اي شخص صنع فيديو Ai او نشره لتشويه سمعة او اسم أميرة الدهب».

وأكدت أميرة حسان أنها كـ«ست مصريه مهندسه وتاجره» ستظل «مركزه في تجارتها الناجحه»، وأنها لن تلتفت «للهراء»، وطمأنت متابعيها: «لا تقلقوا احنا في بلد القانون».

من التجاهل التام إلى «ترند الخصومات»

كانت أميرة الذهب قد تجاهلت، يوم السبت، تماما الجدل الدائر حولها والمرتبط بالفيديو المفبرك المتداول على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، في رد فعل اعتبره البعض ذكيا لعدم منح المبتزين فرصة لتحقيق أهدافهم.

واستمرت أميرة حسان في فعل ما تقوم به كل يوم ويربطها بجمهورها وعملها، وهو مشاركة جزء من سير عملها اليومي عبر حساباتها المختلفة، وكأن شيئا لم يكن.

وخلال نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري، وهي الفترة التي شهدت ذروة تداول المقطع المزيف، نشرت أميرة الذهب عشرات مقاطع الفيديو التي تروج في معظمها لمجوهرات تبيعها في أفرع المحال التابعة لها.

ونشرت أميرة حسان مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر الازدحام الذي شهده الفرع الرئيسي الذي تعمل فيه بنفسها خلال يومي عطلة نهاية الأسبوع، في رسالة ضمنية بقوة موقفها التجاري وعدم تأثرها بالحملة.

وفي تطور لافت اليوم الاثنين، تحولت أميرة الذهب من التجاهل التام إلى الاستغلال المباشر للضجة المثارة حولها.

وظهرت في فيديو أميرة الذهب الأخير وهي تروج لمنتجاتها قائلة: «هما يعملوا ترند غير هادف وأميرة الدهب تعمل ترند خصومات»، محولة بذلك الأزمة من حملة تشهير إلى فرصة تسويقية لزيادة المبيعات، مستفيدة من رواج اسمها.

من هي أميرة الذهب؟.. من الهندسة إلى «كرسي جابر»

تعرف أميرة الذهب، واسمها الحقيقي أميرة حسان، بأنها واحدة من أبرز تجار المجوهرات في مصر خلال السنوات القليلة الماضية.

واكتسبت شهرتها الواسعة من امتلاكها سلسلة محال شهيرة، وأسلوبها غير التقليدي والمثير للجدل في عرض منتجاتها عبر السوشيال ميديا، وهو ما حولها إلى ظاهرة تسويقية لافتة.

تتجاوز أميرة حسان في عروضها مجرد عرض المشغولات الذهبية العادية، إذ تتعمد لفت الانتباه بصناعة قطع ثقيلة الوزن وذات تصميمات غير مألوفة، تثير فضول المتابعين وتجعلها في صدارة الاهتمام بشكل دائم.

وتشتهر بتقديم أطقم كاملة بأسماء لافتة مثل طقم «كرسي جابر»، الذي قد يصل وزنه إلى كيلو جرام كامل من الذهب الخالص، مما يعكس استراتيجيتها في ربط الذهب بالفخامة المفرطة.

كما تتضمن معروضاتها المميزة هواتف «iPhone» مطلية بالذهب الخالص، وأساور ضخمة تجسد أشكال حيوانات مثل الأسد والثعبان، بالإضافة إلى قطع أخرى تثير الجدل حول قيمتها وجدواها.

وفيما يتعلق بخلفيتها الأكاديمية، فإن أميرة حسان هي مهندسة معمارية في الأساس، وهو ما قد يفسر اهتمامها بالتصميمات غير التقليدية والضخمة.

وذكرت في تصريحات سابقة لوسائل إعلام محلية، أنها عشقت المشغولات الذهبية منذ طفولتها، مما دفعها لترك مجال الهندسة والتفرغ لما وصفته بـ«حبها الشديد للذهب».

وبدأت أميرة حسان عملها في مجال الذهب منذ نحو 5 سنوات، وتحديدا في عام 2020، وهو توقيت يتزامن مع جائحة كورونا والنمو الكبير للتجارة الإلكترونية والتسويق عبر السوشيال ميديا.

ونجحت خلال هذه الفترة القصيرة في بناء شعبية جارفة، وتمتلك حاليا فروعا مختلفة في محافظات عديدة، وتوظف عددا كبيرا من الفتيات والشباب في محالها، مما يعكس نجاح نموذج عملها.

وتعتمد أميرة الذهب بشكل كبير على الظهور الإعلامي عبر صفحاتها الخاصة، وغالبا ما يظهر معها ابنها الأصغر في الفيديوهات الترويجية التي تستعرض فيها القطع الجديدة، وهي متزوجة من رجل أعمال ولديها ولدان.

وتقدم حسان نفسها أيضا كرائدة أعمال تدعم المجتمع، حيث تطلق العديد من المبادرات الموجهة للعرسان والشباب المقبلين على الزواج، كما تقدم نصائح مختلفة للراغبين في الاستثمار بالذهب.

وكانت أميرة الذهب قد عرضت خلال معرض افتتح في 2024 ديكورا على شكل «حصان» مصنوع من الذهب الخالص، تبدأ أوزانه من 100 جرام وتصل إلى 700 جرام، كما روجت لـ«جرافتة» (ربطة عنق) من الذهب تزن 180 جراما، والتي ارتداها نجلها الصغير خلال فعاليات المعرض.​​​​​​​

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011