20 تصريح لوزير التعليم مع لميس الحديدي عن إنجازات الملف التعليمي بمصر والتحديات
كشف محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أمس الثلاثاء 24 ديسمبر 2025، عن حزمة من القرارات والإحصائيات التي تعكس واقع المنظومة التعليمية في مصر.
كانت تلك التصريحات خلال استضافته في برنامج الصورة مع لميس الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، حيث استعرض خطة الوزارة لمواجهة الأزمات المزمنة وتحقيق طفرة تقنية في المدارس الحكومية.
تدريس البرمجة في مصر
أعلن وزير التربية والتعليم عن تنفيذ تكليفات رئاسية مباشرة تهدف إلى إدراج مادة «البرمجة» ضمن المناهج الدراسية، موضحا أن الوزارة عكفت على دراسة أفضل التجارب الدولية قبل الاستقرار على التعاون مع أكبر منصة تعليمية في اليابان، والتي تخدم أكثر من 12,000,000 طالب.
وأكد عبد اللطيف أن هناك 830,000 طالب في الصف الأول الثانوي يستخدمون حاليا منصة البرمجة والذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى رصد وعي كبير لدى الأسر والطلاب أثمر عن إنهاء 400,000 طالب للمنهج بالكامل حتى الآن.
وأضاف الوزير أن نسبة المشاركة في منصة البرمجة جاءت غير مسبوقة، حيث تجاوز 95% من الطلاب المراحل المتقدمة، مؤكدا أن الناجحين في اختبار «توفاس» سيحصلون على شهادة معتمدة من جامعة هيروشيما اليابانية تفتح لهم آفاق العمل «أونلاين».
إعادة هيكلة الثانوية العامة ونظام البكالوريا
أوضح محمد عبد اللطيف أن نظام الفرصة الواحدة في الثانوية العامة كان بمثابة عبء قاسي تسبب في معاناة نفسية ومادية شديدة للأسر المصرية، وهو ما دفع الوزارة للاطلاع على أفضل الأنظمة العالمية لتطبيق نظام البكالوريا الذي يمنح فرصا متعددة للطلاب.
وذكر الوزير أن 750,000 طالب، يمثلون نحو 92% من طلاب الثانوية العامة، اختاروا نظام البكالوريا بكامل إرادتهم، نافيا إجبار أي طالب على هذا المسار رغم حدوث بعض التصرفات الفردية المحدودة من مديري مدارس.
وشدد عبد اللطيف على أن نظام البكالوريا الجديد يتوافق مع الأنظمة الدولية مثل «IG» و«IB»، ويقوم على ذات الإطار العام للمناهج والمفاهيم العلمية بأساليب تقييم مدروسة بعناية عبر مركز البحوث التربوية.
حلول جذرية للكثافات الطلابية وعجز المعلمين
كشف الوزير عن تدني نسبة الحضور في المدارس خلال العام الدراسي 2023/2024 لتتراوح بين 9% إلى 15% فقط، بينما ارتفعت حالياً لتصل إلى 87% بفضل خطط المواجهة.
وأشار إلى أن الحل التقليدي للكثافة كان يتطلب بناء 250,000 فصل، وهو أمر شبه مستحيل في مدة قصيرة، مما استدعى اللجوء لحلول فنية مثل ضبط نصاب الحصص الأسبوعية للمعلمين ومد فترة الدراسة إلى 31 أسبوعا.
وشدد عبد اللطيف على نجاح الوزارة في خفض الكثافات الطلابية لتصبح أقل من 50 طالبا في الفصل الواحد، معلنا خلو المدارس حاليا من أي عجز في معلمي المواد الأساسية بوجود أكثر من 160,000 معلم حصة.
كما لفت إلى نقل طلاب 4700 مدرسة ذات كثافات مرتفعة إلى مدارس محيطة في نطاق كيلومتر واحد، مع السعي للقضاء نهائيا على نظام الفترتين بحلول سبتمبر 2027.
تصريحات وزير التعليم عن الانضباط المدرسي وأمن الطلاب
تعهد وزير التعليم بإنفاذ ضوابط صارمة وحازمة فيما يخص أمن الأطفال، مؤكدا وجود تنسيق مستمر مع وزارتي الداخلية والعدل للتعامل مع أي حوادث اعتداء.
وقال عبد اللطيف: «غير مقبول تماما أن يقترب أي شخص مريض من أولادنا.. وأولادنا فوق الجميع»، مشددا على أن مرتكبي الجرائم ضد الطلاب لن يجدوا أي تهاون وسيأخذ القانون مجراه ضدهم.
ونوه الوزير في تصريحاته إلى وجود متابعة يومية متواصلة للمدارس الحكومية والخاصة والدولية عبر لجان يومية، مع تطبيق 17 قرارا لتنظيم العمل وسحب تراخيص المدارس المخالفة ووضعها تحت الإشراف المالي والإداري.
استراتيجية شاملة لتطوير المنظومة التعليمية
تحدث وزير التربية والتعليم عن استحداث مادة العلوم المتكاملة لطلاب الصف الأول الثانوي، مؤكدا أنها تدمج فروع الفيزياء والكيمياء والأحياء في سياق معرفي واحد يربط الطالب بالواقع التطبيقي.
واستطرد عبد اللطيف أن هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف العبء المعرفي وترسيخ المفاهيم الأساسية قبل التخصص في الصفوف اللاحقة، مشدداً على أن المنهج تم إعداده وفقا لأحدث المعايير التربوية التي تتبعها الدول المتقدمة في التعليم الثانوي.
وتناول الوزير ملف التحول الرقمي بجدية بالغة، مبينا أن إدخال مادة الذكاء الاصطناعي لم يكن مجرد إضافة شكلية، بل ركيزة أساسية لتمكين الطلاب من أدوات المستقبل.
وأوضح عبد اللطيف أن الوزارة تعمل على تأهيل الكوادر البشرية القادرة على تدريس هذه التقنيات الحديثة، لضمان ألا يقتصر الأمر على مجرد توفير منصات إلكترونية، بل يشمل تفاعلا حقيقيا ينتج طالبا قادرا على الابتكار التقني.
وذكر محمد عبد اللطيف أن الوزارة تولي اهتماما خاصا بالتعليم الفني، حيث تسعى لربطه بشكل مباشر بمتطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
وأكد الوزير أن التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية يمثل الحل الأمثل لتغيير النظرة المجتمعية للتعليم الفني، موضحا أن عدد هذه المدارس في تزايد مستمر بالشراكة مع القطاع الخاص، لضمان توفير فرص عمل حقيقية للخريجين بمجرد حصولهم على الشهادة.
واختتم وزير التربية والتعليم حديثه بالإشارة إلى أن تطوير التعليم هو مشروع قومي، يتطلب تكاتف كافة جهود الدولة والمجتمع.
وشدد عبد اللطيف على أن الوزارة لا تعمل بمعزل عن الواقع، بل تستند إلى دراسات ميدانية وزيارات دورية للمدارس في كافة المحافظات للوقوف على التحديات وحلها بشكل فوري، مؤكدا أن الهدف النهائي هو بناء إنسان مصري قادر على المنافسة عالمياً.




