القبض على الشقيقين أحمد ومحمد فهمي بسبب الإساءة للقبائل العربية.. فيديو قديم ومجتزأ
ألقت الأجهزة الأمنية في مدينة الإسكندرية في نهاية ديسمبر 2025، القبض على صانعي المحتوى، الشقيقين أحمد ومحمد فهمي، المعروفين بنشاطهما عبر قنوات السوشيال ميديا ومن أبرزها قناة «الأفيش».
وجاءت هذه الخطوة عقب تداول واسع لمقطع فيديو اعتبره الكثيرون مسيئا للقبائل العربية في منطقة غرب الإسكندرية، مما أثار موجة من الغضب الشعبي والدعوات للمحاسبة القانونية.
القبض على صانعي المحتوى أحمد ومحمد فهمي
أعلنت صفحات عامة تابعة لمنطقة العامرية أن عملية التوقيف تمت تحت قيادة رئيس مباحث قسم أول العامرية، مستهدفة أصحاب الفيديو الذي وُصف بأنه «مسيء للقبائل العربية وأبناء ونواب غرب الإسكندرية».
وتزامن هذا الإجراء الأمني مع تقديم أكثر من 30 بلاغا رسميا ضدهما، ركزت في مجملها على اتهامات بنشر الفتنة وتعميم ظواهر سلبية فردية على قبائل بأكملها.
اعتذار أحمد ومحمد فهمي عن الفيديو المتداول للإساءة للعرب
نشر الشقيقان، قبل يومين من واقعة القبض عليهما، مقطع فيديو يتضمن اعتذارا واجبا لكل من تضرر من المحتوى المنشور.
وأكد أحمد فهمي في تصريحاته أن المقطع المتداول يعود تاريخ إنتاجه إلى عام 2023، مشددا على أنه مقتطع من سياقه الأصلي الذي ورد ضمن حلقة بودكاست طويلة، وأنه أُعيد نشره بـ «سوء نية» عبر منصات التواصل الاجتماعي وخاصة "تيك توك" لإظهار الإساءة بشكل فج.
أقر صانع المحتوى أحمد فهمي بأن الفكرة طُرحت حينها بشكل خاطئ، موضحا في رسالة الاعتذار: «أكيد مكنش مقصود كل قبائل العرب في المحافظات المختلفة، ومكنش المفروض يتم التركيز على فئة سيئة وأحداث فردية».
ورغم هذا الاعتذار العلني، إلا أن التصعيد القانوني استمر بناءً على البلاغات التي اعتبرت أن ما ورد في الفيديو لا يمكن تداركه بمجرد اعتذار شخصي بعد انتشار الإساءة.
تضامن واسع مع أحمد ومحمد فهمي بعد ضبطهما
أثارت واقعة التوقيف ردود فعل واسعة بين المتابعين وأصدقاء الشقيقين، حيث عبّر الكثيرون عن تضامنهم معهما معتبرين أن ما حدث يمثل نوعاً من «الترصد» لمحتوى قديم تم الاعتذار عنه بالفعل.
وذكر أحد المتضامنين في منشور له أن الشقيقين هما «مهندسان ومصممو جرافيك متعلمين وليسوا جهلة»، مؤكدا أنهم بادروا بالاعتذار فور شعورهم بأن كلامهم قد أُسيء فهمه أو تسبب في ضيق للبعض.
انتقد بعض النشطاء عبر فيسبوك ما وصفوه بـ «اجتزاء المقاطع» لغرض الإيقاع بصناع المحتوى، مشيرين إلى أن السياق العام للحلقة الأصلية لم يكن يهدف للإساءة إلى العرب كفئة.
تجدر الإشارة إلى أن الحسابات المتضامنة تداولت أوسمة مطالبة بالإفراج عنهما منها: «#الحرية_للأخوين_فهمي» و«#الحرية_للأل_فهمي».
وتساءل أحد المتضامنين معهما، عن جدوى التصعيد القانوني في ظل وجود اعتذار رسمي ومحاولات حثيثة من الطرفين لإثبات حسن النية وتوضيح الحقائق.
التحقيق مع الشقيقين
تنتظر النيابة العامة استكمال التحقيقات مع الشقيقين للوقوف على ملابسات نشر الفيديو، ومدى توافر القصد الجنائي في الإساءة الموجهة للقبائل.
ويواجه المتهمان تهما تتعلق بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار أو محتويات من شأنها تكدير السلم العام، في انتظار قرار النيابة بشأن إخلاء سبيلهما أو استمرار حبسهما على ذمة التحقيق.
يُذكر أن الشقيقين فهمي يحظيان بمتابعة جيدة عبر قناتهما «الأفيش»، التي تهتم بمناقشة الأفلام والدراما من وجهة نظر تحليلية، وقد عُرِفا في وسط صناعة المحتوى بالهدوء والابتعاد عن إثارة الجدل، وهو ما جعل واقعة القبض عليهما صادمة للكثير من زملائهم الذين وصفوهم بأنهم «ناس محترمين بيقدروا وبيحترموا الاعتذار بعد الخطأ».

