«انتخابات الاتحاد».. هل فشلت الدولة في انتزاع إرادة الطلاب؟
شهدت انتخابات رئيس اتحاد طلاب مصر ونائبه، الخميس 10 ديسمبر، منافسة شرسة بين الطلاب المستقلين، وغيرهم ممن تصنفهم حركات طلابية بالمدعومين من النظام، المنتسبين لحركة «صوت طلاب مصر».
قبل بدء اجراءات الاقتراع، عرض الطلاب الستة المرشحون على منصب رئيس «اتحاد طلاب مصر» برامجهم الإنتخابية، بشكل ودي قبل وصول اللجنة المشرفة على الانتخابات.
مصدر من داخل لجنة الاقتراع كشف لـ«شبابيك»، أن وزارة التعليم العالي -ومن خلال ممثلين لها- وجهت رؤساء اتحادات الجامعات ونوابهم، لدعم رئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس الطالب محمد القاضي لمنصب رئيس اتحاد طلاب مصر، إلى جانب التصويت لرئيس اتحاد طلاب المنيا مهند العريني، على مقعد نائب رئيس الاتحاد العام.
وأشار المصدر إلى أن رؤساء بعض الجامعات، أجروا اتصالا هاتفيا قبيل الاقتراع، برؤساء اتحاد طلاب الجامعات ومساعديهم ممن لهم حق التصويت، وشددوا على ضرورة دعم المرشحين المشار إليهما.
لعبت «التربيطات الانتخابية» دورا كبيرا في سخونة المنافسة، فقد قال رئيس اتحاد طلاب إحدى الجامعات الحكومية -فضل عدم ذكر إسمه- إن رؤساء الاتحادات «المستقلون»، رفضوا دعم مرشح جامعة عين شمس، محمد أحمد القاضي، لأنه من المحسوبين على ائتلاف «صوت طلاب مصر» زاعما أنه الذراع الطلابي للنظام في الجامعات، وأوضح أن الوزارة لها مرشحا آخر، تبين أنه رئيس اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية.
أجريت الانتخابات في غضون الساعة الثانية عصرا، في جو متوتر زاد حدته إعلان اللجنة العليا للانتخابات خسارة مرشح جامعة عين شمس، محمد القاضي، الذي وصفه المستقلون بأنه «مرشح الوزارة»، لتعلن إعادة الانتخابات بين مرشح الدولة «المستتر» هشام عبدالله -بحسب العديد من رؤساء اتحاد الجامعات- ، ورئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة.
ساد مقر الانتخابات في معهد إعداد القادة بحلوان، حالة من الارتباك وعقد تربيطات جديدة، انقسم الطلاب فيها بين داعمين لـ«أنور»، وآخرون داعمون لـ«هشام» بقيادة المرشح الخاسر عن جامعة عين شمس.
أعيدت الانتخابات وسط ترقب وتوتر، 3 أصوات باطلة من أصل 45، اللجنة تعلن حصول «عبدالله أنور» على 21 صوت و «هشام» على نفس العدد.
اللجنة أعلنت تشاورها للبت في إجراء إعادة أخرى أو عمل قرعة بين المرشحين، إلا أن الطلاب اعترضوا على مبدأ القرعة، مشددين على ضرورة فوز رئيس اتحاد طلاب مصر بالانتخاب.
أعطت اللجنة الطلاب راحة لمدة 20 دقيقة لتحسم الأمر ما بين القرعة وإعادة الانتخابات، ما فتح المجال للمرشحين بإعادة ترتيب أوراقهم وكسب أصوات جديدة تحسم المنافسة.
أثناء الراحة، فجّر نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة السادات، محمد سعيد، مفاجأة، حين كشف أمام جميع الطلاب تلقيه تهديدا من نائب رئيس إحدى الجامعات إذا لم يصوت لصالح مرشح جامعة الإسكندرية «المدعوم من الوزارة»، حسب قوله.
وفي تصريح لـ«شبابيك» قال نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة السادات، إن غالبية المصوتين تلقوا اتصالات وتهديدات من رؤساء الجامعات للتصويت لصالح أفراد وصفهم بـ«مرشحي الدولة».
فرزت لجنة الانتخابات الأصوات التي حسمت المقعد. 5 أصوات باطلة و 40 صحيحة، كان نصيب «أنور» منها 25 صوتا بينما «هشام» حصل على 15، لتعلن اللجنة فوز الطالب المستقل، عبد الله أنور.
رئيس اللجنة العليا للانتخابات الطلابية، الدكتور صبحي حسنين، نفى علمه بما أشيع عن التربيطات التي تجريها وزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات لحشد الطلاب للتصويت لطلاب بعينهم، وأكد أن اللجنة تفتح باب الطعون على الانتخابات، ومن لديه أي أدلة يقدمها للبت فيها.