حكاية الـ«Dark Chocolate» نرويها من بلدها الأم «صقلية»
عكف مُصنّعو الـ Dark Chocolateأو الشيكولاتة الغامقة المُرَكَّزَة، على إخفاء سر مذاق حلواهم الخاصة بهم، ولذلك سافرت "لوسيندا هوكسلى" الكاتبة والصحفية الإنجليزية، خصيصًا إلى صقلية لتأتِ بسر اختراع الـdark chocolate المركزة التى لا تحتوى على أى ألبان في مكوناتها.
وتحكى لوسيندا: "في يوم حار من أيام مايو دخلت إحدى المقاهى الصغيرة الموجودة في جزيرة صقلية، فرأيت سيدة عجوز تجلس في الظلام، فاعتقدت أن المكان مغلق، فقلت لها بإيطالية ضعيفة: أنا أبحث على نوع مميز للشيكولاتة على هذه الجزيرة، فردت أنها سعيدة برؤية سياح في بداية الموسم، ثم أشارت لى أن أتبعها واختفت وراء ستار".
"عندما دخلت ورائها وجدت أرفف كاملة لم تُمَس عليها عشرات الألواح من الشيكولاتة بكل النكهات التى تتخيلها، حينها تلمست سر لم أكن لأتوقعه. فخلال العديد من السنوات، لم يلتفت المسافرون لصناعة الشيكولاتة في صقلية، فكان التركيز الأكبر على البراكين والطهى، ولم يكتشفها أحد حتى تم إدراج الشيكولاتة التي تم العثور عليها في مدينة modica في صقلية في منظمة اليونيسكو لحفظ التراث الثقافى، تلك الشيكولاتة اليى كانت شائعة في ثقافة قدماء الأزتيك (سكان صقلية قديما) وهذا السر الذي ظل مخبئًا طوال هذه السنوات".
"وأثناء حكم الأسبان لجزيرة صقلية في القرن السادس عشر الميلادى، ذهب الفاتحون إلى المكسيسك وجلبوا منها الكاكاو والعديد من الوصفات التي تحتاجها وصفة الإزتيك والذين كانوا يطلقون عليها (xocoàtl) وكانوا يحضرون الوصفة على آلة مكسيكية تسمى metate (متيت) وبهذه الطريقة كانوا يحصلون على الشيكولاتة (xocoàtl) وتلك الطريقة تختلف كثيرا عن الطريقة التي يتم بها إعداد الشيكولاتة في وقتنا الحالى. فوصفة الـ(xocoàtl) الأصلية كانت أفضل ويمكن استخدامها كصلصة لأطباق اللحوم والسلطات المختلفة، كما تساعد في تقليل الوزن. وإذا أضفت لها بعض التوابل يمكن استخدامها كمنشط جنسى".
"وفي مدينة modica آلاف الأجيال من الأسر اتبعوا نفس الطريقة، مستخدمين الآلة نفسها لمزج الشيكولاتة بالسكر دون تسخين، وهو ما لا يسمح للسكر بالذوبان الكامل، ما يعطيها قوام مقرمش، بعدها تُضاف النكهات المُفَضَّلَة عند الصقليين مثل زيت الزيزفون أو الفستق، لكن الآن النكهات أصبحت أكثر حداثة".
وتستكمل لوسيندا: "وبعد حديث مطول مع السيدة العجوز في المقهى، استكملت رحلتى لاكتشاف أصل صناعة الشيكولاتة الصقلية، وانتقلت بالسيارة إلى modica وعلى استعداد لاكتشاف أهم محال لصناعة (xocoàtl) هناك. وعندما وصلت المدينة وقعت عيني على العديد من المعالم المميزة ووقع أنفى على رائحة الكاكاو الرائع".
"المحل الأول الذي زرته Antica Dolceria Bonajuto، وهو مفتوح من الثمانينيات، ومازال مملوكًا للعائلة المؤسسة له، وعندما تحدثت مع أحد ملاك المحل قال: بدأت سائر أنحاء أوروبا إضافة الحليب للشيكولاتة في القرن الـ19، وتجنبت عائلة Bonajuto إضافة الحليب، واستمرت في تقديم الشيكولاتة الغامقة المركزة كما قدمها أجدادهم الأزتيك، ممزوجة بالنكهات المختلفة مثل الفلفل الحلو، والقرفة، وزيت الليمون، والملح، والفانيليا، والكراميل، ونكهات أخرى".
"وفي نهاية نفس الشارع يقع محل Antica Dolceria Rizza، الذي افتتح عام 1935 ومنذ هذا الوقت وهم يقدمون وصفاتهم الخاصة مثل الشيكولاتة بالزنجبيل.
ويهتم رجال الأعمال في مدينة modica بتراثهم الخاص بالشيكولاتة، حتى عند فقدان أغلب معالم المدينة في زلزال عام 1693 نجت صناعة الشيكولاتة بفضل هذا الاهتمام".
وفي 2013 نشر اتحاد حماية شيكولاتة موديكا وصفات عتيقة يرجع تاريخها لأربعينيات القرن الـ18، وفي ديسمبر من العام نفسه تم تخصيص احتفال سنوي تم تسميته ChocoModica، يجمع بين أهم عناصر الجذب في المدينة، وهي الشيكولاتة وفن الباروك (وهو أسلوب فني ظهر في المدينة خلال القرنين السابع شعر والثامن عشر ويتميز بالمغالاة في الزخرفة).. وذلك يحدث في متحف خاص بالشيكولاتة الذي تم صناعته بالكامل من الشيكولاتة من التماثيل على الطراز الكلاسيكي الإيطالي والوصفات كلها تاريخية.