المبادئ لا تتغير.. «أنام مع واحدة وماشربش خمرة»
المبادئ لا تتغير.. مقولة قديمة لا تزال تتردد حتى وقتنا الحالى، بسبب ثبات الأشخاص على معتقداتهم حتى في ظل الظروف الحرجة والمواقف الصعبة التي نمر بها.
ويختلط أغلبنا بأشخاص لهم وجهات نظر مغايرة ومختلفة عن الدارج في المجتمع، هذه ليست بظاهرة جديدة على الجنس البشريى ففي العصور الماضية كان يحلل ويحرم كثيرون من الأشخاص ما تشتهى أنفسهم.
يعرض "شبابيك" في هذا التقرير، بعض النماذج التي تحاول أن تستند إلى حجج للتحايل على النصوص الصريحة التي منعت ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، حتى يهوّن من بعض الخطايا.
"أنام مع واحدة بس مبشربش خمرة"!!
شاب 25 سنة، فَضَّل عدم ذكر اسمه، يقول إن ممارسة الجنس مع امرأة في إطار غير شرعى عقوبته أقل عند الرب بسبب "ظروفه" معللاً ذلك بحالته المادية التى يمر بها، وعدم قدرته على الزواج.
وقال الشاب: "ربنا هايسمحني طبعًا، ده غفور رحيم، وبعدين إحنا حاليًا مش عارفين نشتغل بألف جنيه، إزاى هتجوز وأفتح بيت؟!".
وأضاف: "أنا عارف أن دي معصية، لكن أنا مكفرتش وعارف إني عاصى، وغصب عنى ممكن أغلط مرة كل كام شهر، كل اللي حوليا متزوجين وقادرين يفكوا عن نفسهم، أما أنا بعمل كده لحد ما ربنا يكرمنا ونقدر نفتح بيت، وأنا مابشربش خمرة ولا بقرب منها، ولا بقتل ولا بسرق، الموضوع في النهاية معصية وهحاول أبعد عنها بعد وقت".
رده جعلنا نسأله لماذا الزنا ليس كالخمر بالنسبة له رغم كونهما ممنوعان ومحرمان فقال: "الخمر تظل في الجسد 44 يومًا ولكن إذا مارست الجنس مع امرأة سأغتسل بعدها ويمكن أن أصلى بعدها، ولن يبقى منه إلا بعض الندم".
الديانات الإبراهيمية تحرم الزنا
الدعارة حرمتها الديانات السماوية الثلاثة "اليهودية، والمسيحية، والإسلام" ويرجع ذلك إلى النتائج التي تترتب على فعلها، على سبيل المثال لا الحصر؛ انتشار الأمراض بسبب ممارسة الجنس مع أكثر من امرأة أو العكس، واختلاط الأنساب وعدم وجود حياة خاصة.
في الشريعة الإسلامية، ممارسة الجنس خارج إطار الزواج الشرعي يسمى "زنا" وقال رب العزة بصورة موسعة في سورة الإسراء (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا) فبحسب تفسير الطبري اللفظ هنا أعم وأشمل من لفظ «ولا تزنوا» فاللفظ يشمل عدم الممارسة وعدم الاشتراك ومنع التستر عليه، الأمر الذي تشابه في المسيحية أيضًا. ففي العهد الجديد بإنجيل (1كورنثوس 18:6) يقول الرب: (أهربوا من الزنا) أما الشريعة اليهودية جرمته أيضًا خارج الزواج ومُنِعَ في الوصايا العشر التي تلقاها سيدنا موسى وكانت عقوبته الرجم بالحجارة.
الخوف من فشل الزواج
أحمد، في نهاية العقد الثالث، حاصل على شهادة عليا في القانون، يمكن تصنيفه من متوسطى الدخل، يرى أن الأوضاع المادية للشباب حاليًا، وتعنت أهل الفتيات في طلب المهر والشبكة والإصرار على بعض الأثاث في الشقة، وتعامل علماء وشيوخ الدين على أنه "سبوبة" وليس رسالة تبليغ، وغيرها من العوامل الاجتماعية، جعلت نسبة كبيرة من الشباب تتجه إلى ممارسة البغاء باقتناع أن الظروف الحالية تبيح لهم هذا الفعل.
ولفت إلى أن بعض الشباب بعد أن شاهدوا تضخم عدد حالات الطلاق في الخمس سنوات الماضية، جعلهم يخشون فكرة الزواج من الأساس، قائلاً: "شباب كثير خائفون من خوض التجربة وتفشل، سواء كان الفشل بسبب الأهل أو بسببه أو بسبب الزوجة أو لأي سبب آخر، حتى لا يخسر وقت ومال، ولهذا يلجأون إلى ممارسة الجنس بطريقة غير شرعية".
أستاذ علم نفس: تبرير الزنا خداع للنفس وتحايل علي الله
ماهر الضبع أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، أرجع هذا الفعل إلى تعرض الشباب للمثيرات الجنسية من أماكن مختلفة مثل الإنترنت والعلاقات الاجتماعية، وهو ما يضعه في اختبار بين القبول أو الرفض، فالبعض يضعف ويبرر لنفسه أي فعل والآخر يبتعد.
وفيما يخص إباحة الشباب لممارسة الجنس خارج إطار الزواج بينما يجرمون شرب الخمر أو المواد المخدرة بحجة أن المواد الكحولية تستقر في الدم لفترة، يقول أستاذ علم النفس لـ"شبابيك": "هذا خداع للذات والنفس، ومحاولة للتحايل على الله، هذا الشخص يلبى رغباته المكبوتة وهو يعلم أنها معصية ويصبر نفسه بقول تعال (إن الله غفور رحيم) فهذا كسر للمعيار الأخلاقى الداخلى، ما يؤثر لاحقًا على توازنه النفسى في حياته الاجتماعية والعملية بسبب الندم المتكرر".
وأضاف: "كل الناس تخطئ لكن يجب أن يحاول الشخص عدم اجتزاء أو اختيار أجزاء معينة من الدين وتجاهل الآخر بسبب ضعفه أمام انتشار المثيرات الجنسية".
انتهاء الدعارة المقننة
قديمًا في بعض الدول العربية كان الأمر متوفرًا ومقننًا بحكم القانون وكانت بيوت البغاء تشرف عليها الدولة، ولكن ربما يرجع ذلك إلى وجود احتلال واستعمار غربى، وعدم وجود سلطة تملك قرارها، وهو ما انتهى حاليًا في الدول العربية.
كل يوم يضبط أفراد شرطة الآداب عددًا من الشقق التي يُمَارَس فيها الجنس غير الشرعى وغير القانونى، وتتنوع الفئات المقبوض عليها، بين الغنى ومتوسط الدخل.
ممارسة الجنس عامل أساسى لدى أي إنسان للإحساس بالنشوة والمتعة التى يدخل فيها الرجل والمرأة بعد الانتهاء من الجنس، ولكن يكون بكل تأكيد أفضل في إطار شرعى وقانونى، وعدم التحايل والتحجج بظروف مجتمعية.
ختامًا، ربما قد يسبب هذا الاضطراب في السلوك الأخلاقي إلى انفصام في الشخصية على المدى القريب والمتوسط، فالشخص يتدرج في تكرر أفعال يمنعها الدين وتقاليد المجتمع، فربما يصل فيما بعد إلى إباحة القتل والسرقة، لذا، وقفة مع النفس وإنتبه لأفعالك.