آية وهيب تكتب: إنك تطير مع الشمس حاجة مش سهلة!
ألا يجب أن أختار الحياة التي تناسبني بحرية؟ ولماذا دائما ضريبة التغير هي غضب الآحبة؟
كل هذا دار في عقل "آيب" البنت "المنكوشة" ذات الجبهة المائلة التي تحيا مع أسرتها في كهف ما قبل التاريخ ، يحاربون فيه وحوش الغابة وأخطار الطبيعة،مع أب ينصحهم دائما بأن لا يكفوا عن الخوف أبدا.
على الرغم من كونه فيلم "أنيميشن" يستهدف الأطفال بنسبة كبيرة، إلا أني طول الفيلم لم أشعر بلحظة إنه موجه للأطفال بل الأولى أن يراه الأباء والأمهات وكل من يمارس سلطة بحكم سنه أو مركزه على من هم أصغر،هؤلاء الأشخاص الذين لانشك للحظة في حبهم وخوفهم على مصالحنا،فهم يطوقونا بدافع الحب والخوف فيدفعونا لنبقى في أمان من أي تجربة لتمتع الدائم بدفئ القطيع.
ولكن ماذا سيحدث إذا أرادت "آيب" ان تداعب الشمس ملامحها وتهرب من كهف أبيها المظلم؟
"دعوني أروي لكم قصة "الدبة كرسبي" قبل زمن بعيد كانت هذه الدبة حية، كانت حية لأنها أطاعت والدها وعاشت حياتها في ظلام وروتين ورعب فكانت سعيدة، لكن كان لدى كرسبي عيب خطير ألا وهو الفضول، وذات يوما بينما كانت بجوار الشجرة رغبة الدبه في تسلق القمة ثم ما أن وصلت للقمة رأت شيئا جديدا ثم ماتت،ومازالت لحظات الرعب الأخيرة مرسومة على وجهها"
دائما ما يركز الأب في قصصه على إخافة أطفاله من كل ماهو جديد فالخوف يبقيهم أحياء أو هكذا يظن ، وان إتباع قواعد الكهف في عدم الخروج ليلا من الكهف هي التي ستحافظ على حياتهم، هذا بعدما فقدوا كل جيرانهم في حوادث مختلفة.
لكن "آيب" لم يقنعها مبدأ اباها في الحياة فأصرت على الخروج للشمس..للغد، والأمر كله بدأ بشعلة نار تقول لك إبتعت عن الأمان..ابتعد عن الخوف حافظ على هويتك ولا تصبغ لونك بلون الآخرين، كن مختلفا وانطلق،فلا تحيا فقط من أجل ان تتفادى هلاكك.
وحينما نصمم على أفكارنا يبدأ "الجديد" في الظهور ذلك الشيء اللامع المبهر لنا لكنه وحش مرعب للتقليديون، هذا الخوف الذي سيجعلهم يحاربونه بكل ما أوتوا من قوة، حتى تظن ان هذه الحرب لن تنتهي أبدا...لكن الواقع يقول عكس ذلك.
فجأه تتغير مجريات الأحداث..الحياة ستنتهي ولن يفلح معها التعامل بمبادئ الكهف ونقوش جدرانه وهنا يبدأ التحدي بين"اللي نعرفه واللي منعرفوش" أو بين "الأب" و"guy" في الفيلم.
"guy" الشخص الغريب، الذي إقتحم حياتهم بدون إستأذآن ويطلب منهم ان يتغيروا كليا وألا سيهكلوا جميعهم وهنا بدأ تحدي رهيب
وبمعرفتنا بشخصيات عائلة "croods" سنجد أن أكثر المتحمسين للتغيير هي "آيب" وأكثر الرافضين هو"الأب".اما باقي أفراد الأسرة سيتبعون الرابح أيا كان.
وكانت حجة الأب في رفض كل مايقوله "guy"انه كيف يصدق شيء مستقبلي وان يترك بسببه كل ما تربى عليه وآمن به، ويصدق بنهاية وهمية للعالم، تلك التى ستضطره لخوض مخاطر ليس مستعد لها، ذلك بالإضافه إلى ان "guy" ليس بالمواصفات الجسديه التي تجعله يثق به فهو نحيل وضعيف ولا يقدر على حماية بعوضه.
لكن في الحقيقة لدى "guy" ماهو أهم من العضلات،لديه العقل والأفكار...وهي كفيلة بإبهار عائلة croods التي لم تستخدم عقلها أبدا
تلك الأفكار التي استطاعت ان تخرجهم من كل خطر بذكاء وهي أيضا التي جعلت افراد عائلة croods يتركون صف الأب وينضموا لصف "guy" فبدأت الغيرة تشتعل في قلب الأب،
فليس من السهل عليه أن يظهر له منافس جديد يأخذ منه عائلته التي جاهد لحمايتها طوال هذه السنوات.
تقريبا شعر كل الآباء والأمهات بشعور ذلك الأب عندما وصل أولادهم مرحلة المراهقة وبدأوا في الإبتعاد عنهم والجلوس بالساعات في غرفهم او مع اصداقئهم، تلك الغيرة التي تجعل الأباء يبدوأوا في الصراخ في وجهه أولادهم.
ولكن الحل لم يحتاج أبدا للصراخ، حيث ان المنافسة والغيرة لم تنته بين الأب و "guy " إلا عندما بدأوا في الحديث، وفي أقل من دقيقة زالت كل الخلافات ووجدوا نقطة للتلاقي، وهذه النقطة بدأت في الإتساع واستطاعت أن تحل الخلافات وتوصلهم جميعا للأمان،
فهدف "guy" و الأب كان واحد منذ البداية والإختلاف كان فقط في الطريقة، والطريقة لابد أن تتغير لأن "لكل وقت آذان"، ولا يوجد ضامن يحميك من مخاطر التجربة، ولكن كل ما عليك هو ان تستخدم عقلك
لذلك "لا تختبأ.. عش..اتبع الشمس...ستصل إلى الغد...
فيلم the croods إنتاج dream works 2013
ولمشاهدة الفيلم من هنا