رئيس التحرير أحمد متولي
 لهذا السبب.. لا تخبر أحدا بخططك المستقبلية

لهذا السبب.. لا تخبر أحدا بخططك المستقبلية

يخطط أغلبنا مع دخول العام الجديد إلى أهداف جديدة نسعى إلى تحقيقها والوصول إليها، ولا شك أن استشارة الخبراء في الخطط المستقبلية مفيدة وناجزة، ولكن هل تتحدث كثيرًا عن طموحاتك؟ هل دائمًا ما تعرض أهدافك وأحلامك؟ إذا كنت تفعل ذلك فعليك التوقف عن هذا فورًا، ليس بسبب «الحسد» بل لسببٍ نفسي آخر.

في عام 1933، اكتشف علماء النفس أنه كلما زاد عدد الناس الذين تخبرهم بخططك المستقبلية، كلما قلت احتمالية تنفيذ تلك الخطط، والحديث الشريف "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" يظهر ذلك المفهوم بوضوح، والمقصود هنا هو الحديث الذي لن تستفيد منه.

ما الذي يحدث إذا ناقشت خططك مع الناس؟

المشكلة هي أنك إذا تحدثت كثيرا عما تنوى تحقيقه، فإن العقل الباطن يترجمها بشكل لا إرادى علي أنك أنجزت خطتك بالفعل! وإذا شعر عقلك الباطن أنك حققت هدفك، فإن هذا يقلل من دافعك لتحقيق أهدافك بشكل فعلي.

«بيتر جولويتزر» أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك، فسر هذا الموضوع في كتابه (تحقيق الذات رمزيًا) عام 1982، إذ أجرى عدة اختبارات أظهرت نتائجها أن الأشخاص الذين لم يتحدثوا عن خططهم للكثير من الأشخاص، كانوا أكثر تنفيذًا لها مقارنة بالأشخاص الذين تحدثوا عن خططهم بغرض الحصول على التشجيع أو الرضا من الآخرين.

البرفيسور «جول ويتزر» يقول: "التصريح بخططنا للآخرين يعطينا إحساسا مسبقا بالتنفيذ، لأننا لدينا في عقولنا ما يسميه العلماء «الهوية الرمزية» التي تساعدنا على تكوين صورة خاصة بنا لقيمتنا الذاتية.. حتى بمجرد مناقشة ما ننوي القيام به وليس الخطة نفسها، فإننا نخلق تلك الرموز في عقلنا الباطن".

لنفترض أنك أخبرت الجميع برغبتك في الحصول على درجة الدكتوراه، عندئذ ستقوم تلقائيًا برسم صورة في عقلك الباطن لنفسك وأنت حاصل على الدكتوراه، وسيرضى عقلك بتلك الصورة التي رسمتها لنفسك، وهذا بالطبع ينقص من حماسك لتحقيق تلك الصورة على أرض الواقع، أو اتخاذ الخطوات اللازمة مثل تحضير الأوراق البحثية، أو اختيار الموضوع، أو البدء فعليًا في إجراءات الدراسة.. إلخ.

المصدر 

منة مدحت

منة مدحت

صحفية ومترجمة مهتمة بالكتابة في ملف العلاقات والثقافة الجنسية