مواقع التواصل الاجتماعي.. بوابتك لوظيفة الأحلام
لم تعد الكفاءة المهنية وحدها، أو الخبرات المتنوعة تكفي للحصول على الوظيفة التي تحلم بها. فمع الأعداد الكبيرة للمتقدمين للوظائف، أصبحت الشركات تتطلب مهارات أخرى في موظفيها المحتملين، كقدرات التواصل الممتازة، التي تمكّنهم من الاندماج والانسجام مع فريق العمل، بجانب المرونة مع زملائهم.
العلاقات الاجتماعية أصبحت كلمة السر في هذا العصر، فأن تكوين شبكة اجتماعية قوية تضم زملائك في المهنة، موظفي الموارد البشرية والمسؤولين في الشركات التي تستهدف العمل بها، هذا سيجعلك مُطلعا لحظة بلحظة على الفرص المتاحة، وسيعزز فرصتك في القبول.
وبينما يعد موقع «لينكد إن» أشهر مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن عمل، من خلال إضافة سيرتك الذاتية وملخص عن خبراتك ومؤهلاتك والتواصل مع مسؤولي الشركات. كما تعتبر مواقع مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«جوجل بلس» فرصة أخرى لا تقل أهمية عن «لينكد إن»؛ لتضع مهاراتك وخبراتك في محط أنظار أصحاب العمل، خاصة أن الشركات تتجه الآن لاختيار الموظفين المحتملين عن طريق تفاعلهم على هذه المواقع.
أولًا: بروفايل مهنيّ
حسابك على «فيسبوك» أو «تويتر» أو غيرهما، يعطي انطباعا عن شخصيتك وطريقة تفكيرك وتعاملك مع الناس. أن تسهدف البحث عن عمل عن طريق هذه المواقع يعني أنك بحاجة إلى هذه الخطوات الأوليَّة ليبدو بروفايلك مهنيا.
- الصورة الشخصية
من الأفضل أن تعكس الصورة مدى مهنيتك والتزامك. ضع صورة رسمية بجودة عالية وخلفية محايدة، كنوعية تلك الصور التي ترفقها مع سيرتك الذاتية.
- الأخطاء الإملائية
سواء أكنت تكتب باللغة الإنجليزية أو العربية، فإهمال أسلوب الكتابة لن يكون في صالحك أبدا. احرص أن يكون ما تنشره -حتى لو كان تعليقا قصيرا- خاليًا من الأخطاء الإملائية واللغوية. فهذا يعكس مدى جديتك.
- تجنب النقاش الحاد
أن يمتلئ بروفايلك بالنقاش الحاد والاعتراض مع هذا وذاك، فهذا أمر سيجعلك تخسر الكثير. نسبة كبيرة من قبولك بأي شركة تعتمد على مرونتك وانفتاحك على الآخرين واحترامك للآراء الأخرى. لا تبدو لأصحاب العمل عدوانيا لا تتقبل الآخر، فذلك لن يعطي انطباعا جيدا عن قدرتك على الاندماج في فريق العمل.
- اجعل بروفايلك عامًا
لماذا لا تكون كهؤلاء الأشخاص الذين تحرص على متابعة ما يكتبونه على صفحاتهم الخاصة؟ هذه الشخصيات التي تلهمك أفكارهم ووسائل تطوير مهاراتك وقدراتك. اجعل بروفايلك مرئيا للجميع، وقدم الفائدة لهم في المجال الذي تهتم به. اقرأ كثيرا في تخصصك، تعرّف على كل ما هو جديد بشأنه. وكوّن حولك دائرة علاقات تفيدك بما تتعلمه كل يوم، وتستفيد منها بتطوير نفسك أيضا وخلق شبكة اجتماعية قوية.
ثانيًا: الجروبات الخاصة بالعمل
الكثير منا يجد نفسه متورطا في الجروبات المتناثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لا تحقق أي فائدة تذكر غير إصابتك بالصداع لكثرة إشعاراتها. من الأفضل استبدال هذه الجروبات بأخرى خاصة بنوعية العمل الذي تبحث عنه أو الصفحات الخاصة بالشركات التي تستهدف العمل معها، حيث يمكنك الاطلاع على الفرص الجديدة في التوظيف أو الكورسات أو المهارات التي يشاركها زملائك في المنهة على الجروبات وتستفيد منها في تطوير نفسك.
وإذا كنت شخصا انطوائيا أو قليل التعامل مع الناس ستكون هذه الجروبات فرصة لتحسين تواصلك مع الآخرين، فهي تسمح لأي شخص بأن يشارك في أي حوار. انتهز الفرصة للتعليق والمشاركة في المناقشات، لتكسر عندك حاجز الخجل من المشاركة أو إبداء رأيه، سيسهل عليك ذلك الكثير لتتواصل مع زملائك في المهنة وبناء شبكة علاقات قوية.
ثالثًا: لا تكتفِ بالمتابعة فقط
لن يكون من المفيد أن تقف في هذه الجروبات أو الصفحات متفرجًا فقط أو تكتفي بالضغط على زر «Like»، حتى وإن كنت في الأساس تبحث عن عمل، فيجب أن تكون عضوًا فاعلا. اهتم بالمناقشات التي تتم على هذه الصفحات، احرص على توضيح المعلومات لزملائك، شاركهم بالكورسات التي ستفيدهم في مجال العمل، أو بأحدث كتاب أو مقال قرأته عن مجالك.
أن تصبح مصدرا جيدا للمعلومات يرجع إليه الآخرين فيما يخص مهنتك، سيعطي انطباعا لأصحاب العمل بأنك شخص كفء تتمتع، ليس فقط بالمهنية، وإنما بالقيادية والقدرة على إفادة الآخرين. التفكير خارج الصندوق، ملاحظاتك غير التقليدية القادرة على حل المشاكل وتقديم شيء مبتكر، تدل على أنك شخص مبدع؛ فالشركات لا تبحث عن موظفين لأداء أعمال تقليدية، بل تبحث عن الشخصية القيادية القادرة على حل المشكلات وتقديم رؤى مبتكرة.
رابعًا: ولا تطلب الوظيفة صراحة
رغم أنك ستتبع هذه الخطوات في الأساس للبحث عن وظيفة أو فرصة أفضل، لكن احرص ألا تُصرح برغبتك في العمل، سواء على حسابك الشخصي أو خلال المناقشات والمحادثات. فالتسويق لنفسك بصورة غير مباشرة سيكون أقصر الطرق التي تجعل أصحاب الأعمال يبحثون عنك، ويرشحون سيرتك الذاتية دون غيرها ودون طلب صريح منك!
الاهتمام بوضع تاريخك المهني على بروفايلك والمهارات التي تتمتع بها، وتحديث حسابك باستمرار فيما يخص المجال الذي ترغب العمل فيه وتكوين شبكة اجتماعية قوية مع أصحاب العمل وزملائك؛ سيضعك في محط أنظار الشركات التي تبحث عن موظفين جدد، وستكون أقوى المرشحين لها.
خامسًا: اجعل مهاراتك موافقة للواقع
لماذا تحرص الشركات على معرفة اهتماماتك الشخصية وأنشطتك التطوعية؟ سؤال لطالما راودك وأنت تكتب سيرتك الذاتية أو حين يسألك عنها موظف الموارد البشرية؟ فهذه الأشياء تبرز الجانب الأكبر من شخصيتك وطبيعة تعاملك مع الناس. فالمشاركة في الأعمال التطوعية على سبيل المثال، يعطي انطباعا بأنك شخص فعال كثير الحركة قادر على تحمل المسؤولية والاندماج مع زملائك.
سيسهل عليك موقع مثل «فيس بوك» إنشاء قائمة الاهتمامات الخاصة بك وجعلها مرئية للجميع، بعد أن تدرج فيها الصفحات الخاصة بالعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة والتي تتابعها والصفحات التي تخص هواياتك واهتماماتك وأنشتط التطوعية.
سادسًا: تعرف على مدير الشركة
بينما تقضي الوقت في البحث عن أخبار أصدقائك ومتابعة تفاصيل حياتهم اليومية التي لن تضيف لك شيئا يمكنك الاستفادة من هذه المواقع في البحث عن مدير الشركة الذي ستجري معه الإنترفيو من خلال بروفايله على «لينكد إن» أو «فيس بوك». ستتعرف على تاريخه المهني وخبراته، مسؤولياته في الشركة وإنجازاته فيها، اهتماماته والمواضيع التي يفضلها. ذلك سيجعلك تفهم شخصية المدير، وربما المواصفات الشخصية التي يريدها في الموظفين. بكل بساطة تعامل مع المدير كعميل تسوق له مهاراتك وخبراتك. يجب أن تعرف ميوله وطريقة اقناعه وكيفية تقديم نفسك له.
فمن النقاط التي تحسب لك خلال الإنترفيو هي بذل بعض الجهد من أجل معرفة الشركة وموظفيها ومدريها، ومدى اهتمامك بالعمل معهم تحديدا، فضلا عن أي شركة أخرى.
المصادر
اقرأ أيضًا