عايز تتعلم أي لغة بسهولة.. تعرف على الخطوات
هؤلاء الذين نراهم يقرؤون الروايات الأجنبية بسهولة أو يستمعون إلى الأغاني دون الحاجة إلى الترجمة. نغبطهم كثيرا، ونصاب بالإحباط أكثر. نقول في أنفسنا أنه يستحيل يوما ما أن نصل إلى ما وصلوا إليه.
لكن الأمر ليس بهذه الدرجة من الصعوبة، فالدماغ البشري قادر على التعامل بسهولة مع اللغات الجديدة، كما أن فهم أي لغة والقدرة على التعامل معها، أمر لا يستوجب أن تكون ملما بكم هائل من مفردات اللغة.
في هذا التقرير يستعرض لكم «شبابيك» الطريقة التي تتعامل بها أدمغتنا مع اللغة وكيف يمكننا اكتسابها بسهولة والمحافظة عليها.
كيف اكتسبنا لغتنا الأم؟
منذ ولادة الطفل تبدأ دماغه في تكوين الخلايا العصبية المسئولة عن تعلمه المهارات الجديدة. وفي سنواته الأولى حينما لا يكون الطفل قد اكتسب القدرة على الكلام بعد؛ يعمل دماغه في صمت بتخزين جميع الكلمات التي يسمعها ويربطها بالواقع حوله، فمثلا يربط كلمة "ماما" بصورة والدته. وفي مرحلة أخرى حينما ينمو جهازه الصوتي يبدأ في نطق هذه الكلمات التي خزّنها دماغه. هكذا يتعلم الإنسان لغته الأم. ولهذا أيضا يقول العلماء التربويين أن الطفل الذي ينشأ في بيئة منعزله لا يتحدث معه أهله، ستتأثر كثيرا قدرته على الكلام والتعامل مع اللغة.
وعندما نبدأ بتعلم لغة جديدة في مرحلة النضوج، يتعامل الدماغ بالطريقة نفسها؛ يكون المخ الخلايا العصبية المتخصصة في معالجة اللغة، تنمو هذه الخلايا بالممارسة المنتظمة، وتبدأ بالتفكك تلقائيا عند إهمال هذه اللغة الجديدة. وهذا يفسر لماذا نفقد أي لغة بعد فترة طويلة من عدم الممارسة، حتى وإن كنا قد بذلنا فيها الكثير من الجهد.
افعل ما تحب باللغة التي تتعلمها
تتعلم اللغة عن طريق المواقع الإلكترونية أو الكورسات، وحفظ الكثير من الكلمات، ولكن بعد فترة يصيبك الملل، أو تنشغل ببعض الأعمال فلا تستطيع المداومة، وتتبخر كل هذه المعلومات من رأسك. تحاول جاهدا استعادة مستواك السابق في اللغة، لكن تبدو كأنك رجعت عشر خطوات إلى الوراء وضاع جهدك هباء.
ممارسة هوايتك باللغة التي تتعلمها يبدو كوسيلة تجنبك هذه المتاعب. ابحث عن الشيء الذي تفعله بصورة مستمرة ومارسه باللغة التي تتعلمها. إذا كنت تداوم على الاستماع إلى الأغاني أو مشاهدة الأفلام أو الوثائقيات، أو القراءة أو المحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي. حاول أن تفعل كل ذلك باللغة التي تدرسها.
خطوات صغيرة جدا
لا تقل أنك ستبدأ في تعلم لغة أجنبية، فتبحث عن كتاب ضخم، أو تشاهد فيلما دون ترجمة، وأنت لا تزال في المستويات المبتدئة، ثم يصيبك الملل والإحباط وتنفر من تعلم اللغة للأبد.
في البداية حاول تبسيط كل شيء إلى أقصى درجة ممكنة. لا تبحث عن مصادر أعلى من مستواك بكثير ولا أقل أيضا بكثير، حتى لا تصاب بالملل في الحالتين. حدد مستواك، واختر ما يناسبك من الأغاني أو المقالات والقصص القصيرة جدا والأفلام المترجمة. ستجد بعض الكلمات تتكرر أمامك باستمرار، ابحث عن معاني هذه الكلمات واحرص على استذكارها. وشيئا فشئيا ستتكون لديك حصيلة كبيرة من المفردات والتعبيرات تساعدك على الاستغناء عن الترجمة. وهنا تأتي مرحلة أخرى وهي تدريب نفسك على استنتاج المعنى من السياق العام دون الحاجة إلى ترجمة.
قواعد اللغة
عندما تبدأ في تعلم أي لغة ستجد الكثيرون ممن ينصحونك بعد التركيز على قواعدها النحوية أو طريقة نطق الكلمات أو كتابتها. سيقولون لك أن الأهم من كل ذلك هو الممارسة، أن تستطيع التحدث بطلاقة حتى لو كنت تنطق بعض الكلمات في البدء بصورة خاطئة أو لا تجيد كتابتها كما يجب أو تخلط بين القواعد، فلا تعرف كيف تستخدم الماضي أو الماضي المستمر أو غيرهما!
هذه النصيحة صحيحة تماما، لكنها تتطلب مستوى جيد نسبيا من الإلمام باللغة وقواعدها. فهناك بعض المبادئ الأساسية مثل طريقة تكوين الجملة ومعرفة بعض الأزمنة الرئيسية، حتى تستطيع التعبير عن نفسك بصورة مبدئية، طريقة تكوين جمل بسيطة حتى لو احتوت على بعض الأخطاء، حتى لا تجد نفسك تتحدث بكلمات متناثرة لا يفهم الآخرون القصد منها.
أفكار لممارسة اللغة يوميا:
- مواقع التواصل الاجتماعي
بدلا من إضاعة الوقت على صفحات التواصل الاجتماعي بلا فائدة تذكر، يمكنك استخدامها لتقوية اللغة؛ من خلال كتابة البوستات، والبحث عن الصفحات الناطقة بتلك اللغة والمشاركة فيها بالتعليقات. لا تخجل من استخدام القواميس أو الإنترنت للبحث عن التعبيرات والمفردات المناسبة. ستجد الكثيرون ممن سيتجيبون لتعليقك ويتفاعلون معك. ذلك سيخلق لك فرصة للمحادثة معهم وتقوية لغتك.
- التفكير باللغة الجدية
نبذل الكثير من الجهد في حفظ الكلمات، لكنها تستعصي علينا حين نريد استخدامها. تحاول الحديث مع شخص وتفكر لبضع لحظات حتى تجد التعبير المناسب. هذا يعني أنك بحاجة لتدرب نفسك على تذكر ما درسته. فالطلاقة في لغة ما ليست امتلاك معرفة أكبر قدر من المفردات والقواعد، وإنما قدرتك على التفكير والحديث في آن واحد، وسرعة تذكرك للتعبير المناسب، فلا تأخذ وقتا للبحث عنها في متاهات الذاكرة.
التفكير باللغة أو تخصيص لتسجل لنفسك على الهاتف، سيكون حلا ممتازا إذا لم تجد من تشاركه الحديث بهذه اللغة.
- الكتابة
بعض منا يستخدم الكتابة كثيرا في حياته اليومية؛ كتابة قائمة بالأشياء التي تريد فعلها، قائمة المشتريات، أو إذا كنت تكتب مذكراتك أو خواطرك. لماذا لا تجرب كتابتها هذه المرة باللغة الجديدة؟ سيكسبك هذا مزيد من المفردات. كما سيقوي ذاكرتك على استعادة ما تعلمته.
اقرأ أيضا