رئيس التحرير أحمد متولي
 الشباب في «الإنترفيو» بين «الواسطة» و«الخبرة»

الشباب في «الإنترفيو» بين «الواسطة» و«الخبرة»

«هل سيتم رفضي كما حدث في المقابلات السابقة أم سيتغير مستقبلي؟!».. سؤال مصيري يطرحه كل شاب قبل كل مقابلة عمل، فربما بعد اجتهادك لسنوات، وتحصيل الخبرات، تضيع عليك فرصة عمل بسبب الوساطات داخل المؤسسات، أو لغرضٍ آخر غير العَمَل في نَفْس المدير، أو موظف الـHR.

في هذا التقرير، يعرض لك «شبابيك» بعض المواقف السلبية والإيجابية التي يتعرض لها الشباب والمتقدمين إلى وظائف.

الخبرة بعد التخرج

محمد علي، خريج كلية التربية بجامعة الأزهر قسم لغة فرنسية، يقول إنه بعد أن أتم فترة خدمته في الجيش، بدأ في البحث عن وظيفة ولكن أغلب الوظائف تحتاج إلى خبرة، والخبرة تأتي من العمل أو التدريب، ولكن الفرص قليلة في الوقت الحالي وتحتاج إلى جُهْد أكبر ودخل إضافي، حتى يتمكن الحصول على الخبرة.

إذا كنت تواجه ذات المشكلة التي واجهها «محمد» فعليك أن تعرف أن العمل التطوعي أثناء الجامعة يضيف إلى خبراتك. كما أن عرض خبراتك حتى لو قليلة بطريقة سلسة وبسيطة، ومقنعة أيضًا، يفيدك ويدفع مسؤول التوظيف بالمؤسسة التي ترغب في العمل بها لقبولك.

المظهر الخارجي والملابس

فيما قالت أمينة، إنها تقدمت مع مجموعة من الأصدقاء للعمل في مؤسسة صحفية كبرى، كانت تشترط لغة إنجليزية قوية، وتضيف: «اتفاجئنا بعد انتهاء المقابلات، إن الشخصية اللي اتقبلت مننا كانت أقل واحدة في اللغة، ولا تملك أي معرفة بها ولا خبرات في الترجمة» وتشير إلى أن الاختيار حينها كان بناءً على الشكل ونوع الملابس.

بينما تذكر عفاف أحمد، 25 عامًا، أنها قدمت للعمل في شركة معنية بخدمة العملاء عبر الهاتف: «كانوا شغالين على مشروع هيتعامل مع الأجانب فقط، ومن متطلبات الوظيفة إنك تكون بتتكلم إنجلش كويس جدًا، الإنترفيو كان كله باللغة الإنجليزية، بداية من التعريف بالنفس، حتى  عرض الخبرات وسبب التقديم إلى هذه الوظيفة، إضافة إلى اختبار بعد المقابلة الشخصية بالإنجليزية أيضًا، لكي يتأكدوا أن مستواك ممتاز في اللغة (الكتابة والاستماع والتحدث).

وأضافت: «الغريبة إن الشخصيات التي لم توفق في التحدث باللغة الإنجليزية أو اجتياز الاختبار تم اختيارهم للتعيين في الوظائف» منوّهة إلى أنه ربما يكون المظهر عامل أساسي في الاختيار من جانب المديرين أو مسؤولي التوظيف.

استعدادك للانترفيو مهم جدا، فإذا كنت تأمل في أن يتم قبولك في الوظيفة، لابد أن تختار ملابسك بشكل صحيح، فهناك الكثير تضيع فرص العمل منهم بسبب مظهرهم الخارجي. هناك بعض المؤسسات يكون ارتداء «تيشيرتات نص كم وجينز» أمر مقبول، عادي، وهناك مؤسسات أخرى يكون الطبيعي فيها ارتداء «اللبس الفورمال أو السيمي فورمال»، وذلك الأمر يسمى الـDress Code. لتعرف «إزاي تختار لبسك صح» اضغط هنا

تفائَل

على الجانب الآخر تقول شيماء الملاح، إن أول مقابلة شخصية لها كانت في إحدى خدمة العملاء عبر الهاتف، وكانت مرتبكة جدًا، والاختبار كان باللغة الإنجليزية، «وبالرغم من كثرة أخطائي، إلا أن مسؤول التوظيف حدثني من خلال هاتفه الشخصي وأعطاني بعض التعليمات».

يجب أن تضع في حسبانك أن مسؤول التوظيف ليس على دراية بالمصطلحات المتعمقة في الوظيفة التي تتقدم لها، فحاول أن تضع في بداية كل فقرة أو نقطة كلمات واضحة يفهمها الجميع.

معايير الاختيار

منة مدحت، تقول إنها خلال مقابلة شخصية لها في مركز «التحرير لاونج» التابع لمعهد الثقافة الألماني، أخذت انطباع قوي إنها تم قبولها في الورشة، وذلك بعد سؤالها على المواعيد التي تناسبها في الورشة، وتضيف :«وبالرغم من اجتيازي اختبار التقديم إلا أنهم ليم يقبلوني.. لا اعرف معايير وأسس الاختيار».

واسطة أم سبب مجهول؟

وقال عمرو: «دخلت على شركة إعلامية في مدينة 6 أكتوبر، وبعد أن أتممت المقابلة الشخصية، صارحني مدير الشركة أنني قُبِلْتُ في الوظيفة، وخلال يوم أو يومين على الأكثر سيهاتفني مسؤول التوظيف حتى أُكمل أوراقي للاعتماد في الشركة، ولكنهم لم يهاتفونني حتى الآن».

وأضاف: «بعد يومين على هذه المقابلة أعلنت نفس الشركة عن رغبتها في تعيين عدد من الموظفين، لا أعلم لماذا قال لي في الأساس أنني قبلت إذا كان الغرض تعيين شخص آخر. فتوجد شركات أخرى في مجال الإعلام يكون الإعلان عن الوظيفة مجرد إجراء روتيني ليس أكثر، ولكن الوظيفة محجوزة مسبقًا لشخ تابع لمسؤول كبير داخل الشركة أو المؤسسة».

إذا كانت الوظيفة مرتبطة بمجالك اهتم أولًا بذكر مؤهلك العلمي، أما إذا كانت مختلفة عن دراستك فأخرها في النهاية، وأجعل البداية هي عرض خبراتك واهتماماتك وإنجازاتك في هذا المجال، التي من شأنها تأهيلك للحصول على الوظيفة.

 

محمود عبد الرحمن

محمود عبد الرحمن

صحفي مصري مهتم بالكتابة في ملف الثقافة والأدب والموضوعات التاريخية