لماذا نستمتع بمشاهدة أفلام الرعب؟

لماذا نستمتع بمشاهدة أفلام الرعب؟

نستمتع بمشاهدة أفلام الرعب والأكشن والإثارة، ولا يمل الكثيرون منا من مشاهدتها حتى لو تسببت لهم في بعض الخيالات المزعجة أو اضطرابات النوم بعد مشاهدته.

عند مشاهدتنا لمشاهد مثيرة أو مخيفة، تتسع حدقة العين وتنخفض درجة حرارة الجسد، وتكون العضلات مشدودة، ويجف الحلق، وكلما زادت تلك الأعراض زاد شعورنا بالخوف واستمتاعنا بالمشاهدة! فما السبب إذا في استمتاعنا بمشاهدة أفلام الرعب تلك؟

نرصد في هذا التقرير أشهر النظريات التي تناولت تفسير استمتاعنا بمشاهدة أفلام الرعب.

تفسير (فرويد):

فرويد كان يعتقد أن الرغبة في مشاهدة أفلام الرعب هي نوع من أنواع التنفيس عن الرغبات المكبوتة في القيام بأشياء خارقة للطبيعة غير عادية لا يستطيع الإنسان القيام بها في الواقع.

الفضول

البشر يولدون بفطرة الفضول، وتتغير تلك الفطرة خلال مراحل الحياة والبيئة التي ينشأ بها الفرد، لكنها تظل موجودة، لذلك فإن بعض أفلام الرعب تعتمد على إثارة فضول المشاهد لكي يتابعها حتى النهاية.

الإثارة

الكثيرون يبحثون عن الإثارة حتى لو في أحداث غير واقعية، فهي ترضي حاجتهم للشعور بالإثارة والخروج من روتين الحياة اليومية العادية، والهروب من الواقع إلى عالم الخيال.

إندفاع الأدرينالين

في المشاهد الخطيرة أو الفاصلة في أفلام الرعب، الكثير يشعرون بإندفاع الأدرينالين في الدم نتيجة ترقب أو انتظار حدوث شيء ما، والبعض يرى الأدرينالين مادة مفيدة لأنها تعطى دفعة من الطاقة عن طريق زيادة نسبة السكر في الدم، وتنشيط الأعضاء الحيوية في الجسم، لذلك قد ينتظر بعض الأفراد تلك المشاهد خصيصا للشعور بتلك الدفعة.

تفسير جيفري

-يقول د.جيفري جولدستن، أستاذ في علم النفس الاجتماعي والمؤسسي بجامعة أوتريخت بهولندا «الناس يحبون مشاهدة أفلام الرعب لأنهم يحبون أن يشعروا بالخوف، فهم من يختاروا إحداث هذا التأثير، فهذا يعطيهم شعورا بالأمان عندما يشعرون أن ما يشاهدونه من أحداث مخيفة لا يمكنه التأثير عليهم، فهم في مأمن من ما يحدث أمامهم وهذا يجعلهم يشعرون بالرضا تجاه وضعهم الحالي».

نظرية توافق الأحداث مع الرغبات

يبدو أن الأفراد يستمتعون بمشاهدة العنف أو العقاب يوجه ناحية الأشرار أو الأشخاص الذين يعتقد المشاهد أنهم يسحتقون العقاب، ويكون هذا بمثابة انتصار وهمي له، بل وقد يشعر البعض بخيبة الأمل عندما لا يتم عقاب هؤلاء ولا يرغب في مشاهدة الفيلم مجددا لأنه لا يتوافق مع حكمه أو رغباته.

وفق دراسة «جرين والترز» التي نُشرت عام 2004،  في جريدة علم النفس الإعلامي، فإن العوامل الثلاثة المؤثرة في أفلام الرعب هي إثارة الانتباه والذي يخلقه عنصر الغموض والتشويق، وارتباط موضوع الفيلم بخبرات المشاهد أو ثقافته مثل الخوف من الموت أو الأشباح أو الظلام، والعامل الثالث هو الخيال أو عدم الواقعية.

إلا أن كل هذه النظريات لا تقدم تفسيرا كاملا لحبنا لأفلام الرعب، فكل منا لديه دوافع مختلفة لمشاهدة أفلام الرعب، وقد يجتمع لديك أكثر من دافع لمشاهدة تلك الأفلام، إلا أنه لا يمكن إنكار أن مشاهدة أفلام الرعب تمثل متعة كبيرة لكثير منا.

المصادر 

(1) (2) (3) (4)

منة مدحت

منة مدحت

صحفية ومترجمة مهتمة بالكتابة في ملف العلاقات والثقافة الجنسية