الحبس الانفرادي وسطور أخرى في حياة شخصية معرض الكتاب

الحبس الانفرادي وسطور أخرى في حياة شخصية معرض الكتاب

كتبت- نورهان عصام

«جئنا إلى الدنيا وسنمضي عنها وسنترك آخرين يأملون في قدوم الأيام السعيدة» مقولة اختصر فيها المُبدع الكبير «جمال الغيطاني» الحياة بكل تفاصيلها.

تلك الشخصية العظيمة كان لها دور كبير في نهضة الأدب العربي وتحرره، حتى وقع عليه الاختيار كشخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، في دورته الـ47.

مناهضة الجهل والتطرف

أثرى الغيطاني المكتبة العربية بما يقرب من 40 رواية ومقال، ناهضوا الجهل والتطرف، فهو صاحب مشروع روائي فريد، استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا، يُعد اليوم من أكثر التجارب نضجًا، فعبر عن شخصية «رجل الشارع» ووجهة نظره، بعيدًا عن الأفكار الغريبة العقيمة.

وهو ذاته الصحفي الملتحم بنبض الشارع المصري، والمحرر العسكري الذي قدم للقاريء بطولات حرب السادس من أكتوبر عام 1973، ولعب تأثره بالروائي الكبير نجيب محفوظ دورًا كبيرًا في بلوغه تلك المكانة الأدبية، بجانب كثرة اطلاعاته.

مولده

ولد الغيطاني في التاسع من مايو عام 1945 في قرية جهينة بمحافظة سوهاج، وانتقل إلى القاهرة، ودرس فن تصميم السجاد وصباغة الألوان، وتخرج عام 1962، وعمل في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي رسامًا للسجاد الشرقي، ومفتشًا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، وعمل مديرًا للجمعية التعاونية لخان الخليلي.

الغيطاني والأدب

عرف الأدب الغيطاني في فترة ما قبل الصحافة من عام 1963، حين نشر أول قصة قصيرة له، وحتى عام 1969، كان قد قام بنشر ما يقدر بخمسين قصة قصيرة، إلا أنه بدأ الكتابة العملية مبكرًا، إذ كتب أول قصة عام 1959، بعنوان «نهاية السكير».

بدأ النقاد بملاحظته في مارس 1969، عندما أصدر كتابه «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، والذي ضم خمس قصص قصيرة، وأعتبرها بعض النقاد بداية مرحلة مختلفة للقصة المصرية القصيرة.

بعد صدور كتابه الأول، عرض عليه محمود أمين، والذي كان رئيسًا لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية، أن يعمل معه؛ فانتقل للعمل بالصحافة، ثم كمحرر عسكري لجريدة الأخبار اليومية حتى عام 1976، شهد خلالها حرب الاستنزاف حتى عام 1969، وحرب أكتوبر عام 1973.

بعد ذلك عمل كمحرر لجريدة الأخبار، وكان رئيس تحرير «كتاب اليوم»، ومن بعدها رئيسًا لتحرير أخبار الأدب 1993، ونشر أول قصة قصيرة عام 1963 بعنوان «زيارة» في مجلة «الأديب اللبنانية».

حبس الغيطاني

تعرض الغيطاني للاعتقال لمدة 6 أشهر عام 1966، بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسي سري، تعرض خلالها للتعذيب والحبس الانفرادي، وبعدها تم إتهامه ثانية بأنه الكاتب الحقيقي لرواية «زبيبة والملك»، المنسوبة لصدام حسين، واعتبرت محاولة لإسكات الغيطاني بعد كتابته بعض مقالات تنتقد التدخل الأمريكي في العراق، بينما أكدت مجموعة أخرى حدوث هذا الأمر.

تجلّت شخصية الغيطاني في مؤلفاته التي كان لها صدى كبير في الموسوعة الأدبية، منها: «أوراق شاب عاش منذ ألف عام، الزويل، حراس البوابة الشرقية، متون الأهرام، شطح المدينة، منتهى الطلب إلى تراث العرب، سفر البنيان، التجليات (ثلاثة أسفار)، وقائع حارة الزعفراني، الزيني بركات، نجيب محفوظ يتذكر، مصطفى أمين يتذكر، المجالس المحفوظية، توفيق الحكيم يتذكر».

ترجمة أعمالة

تُرجمت الكثير من مؤلفاته إلى عدد من اللغات، كالألمانية والفرنسية، أبرزهم الزيني بركات، وقائع حارة الزعفراني، ورسالة البصائر والمصائر.

بعد هذا المشوار الزاخر بالموهبة، تُوِج الغيطاني بحصوله على عدة جوائز، منها جائزة الدولة التشجعية عام 1980، وجائزة سلطان بن علي عام 1997، وتم منحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس، وكذلك جائزة الدولة التقديرية لعام 2007. وتكللت موهبته بأهم جائزة ثقافية مصرية في الآداب، وهي «جائزة النيل» لتكون الجائزة الكبرى لأعماله الأدبية.

بعد أن أضاف الغيطاني للواقع الأدبي الكثير من المؤلفات، رحل بعد صراع طويل مع المرض في أكتوبر الماضي عام 2015، ترك لنا تراث أدبي بقيّ راسخًا في ذاكرة الملايين. http://shbabbek.com/SH-41331 http://shbabbek.com/SH-43418

http://shbabbek.com/SH-41763

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر