جدو والأحفاد.. «بوست وكومنتات»
«جدو فاق من الغيبوبة».. جملة اتكتبت في بوست على جروب العيلة على "فيس بوك".. كل الـmembers لما شافوا البوست مصدقوش.. أصل جدو في غيبوبة من 12 سنة وكل العيلة افتكرت أنه مش هيقوم أبدًا..
جدو قضى أسبوع في المستشفى بيعمل تحاليل عشان يتأكدوا أنه كويس ويقدر يروح.. ولما رجع بيته العيلة كلها اتجمعت عشان تحتفل برجوعه..
المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة لجدو.. الأحفاد اللي هو شافهم آخر مرة قبل الغيبوبة أطفال لقاهم كبروا وبقوا شباب وبنات «على وش جواز».. بعد الأكل والحلو والساقع والسُخن.. كل واحد قعد على كرسي..
في إيديهم أجهزة صغيرة وكبيرة.. بيقولوا «موبايلات».. بس مفيهاش زراير! صوابعهم بتجري على الشاشة، كل شوية يطلع صوت من «موبايل» حد منهم..
قرّب من أول أحفاده.. كان عنده 8 سنين لما دخل في الغيبوبة..
- يا هيثم.. بتعمل ايه؟
- مفيش يا جدو واحد صاحبي أبوه مات وبعزيه..
- أبوه مات؟ وقاعد يابني وسايبه لوحده؟ ما تروح تعزيه!
- أروح فين يا جدو ده؟ أنت عارف هو ساكن فين؟ أنا هقوله البقاء لله على الفيس بوك وخلاص.
- الفيس بوك؟ ده ايه ده؟
- ده.. أقولك ايه؟ بص هو موقع كدة كل الناس بتكلم بعض عليه.
- بتتكلموا إزاي مانت ساكت أهو؟؟
- بالكتابة يا جدو بنكتب لبعض..
- وأنتي يا هُدى.. بتعملي ايه؟
- ولا حاجة يا جدو دي واحدة صاحبتي تعبانة بطمن عليها
- ما تروحي يا بنتي تطمني عليها!
- لا أروح ليه؟ أنا عملتلها بوست على الفيس بوك وقولتلها ألف سلامة عليكي وخلاص..
- فيس بوك برضو؟! وهي مش هتزعل أنك مزورتيهاش وهي عيانة؟
- لا بالعكس دي هتفرح كمان إني خدت بالي وكتبتلها بوست..
- يا علاء.. بتعمل ايه؟
- مستني النتيجة يا جدو.. بيقولوا هتنزل كمان شوية
- طب ما تروح يا بني تشوفها.
- أروح فين يا جدو؟ هي هتنزل على جروب الدفعة على الفيس بوك.
- تاني الفيس بوك ده؟
- اه يا جدو كل حاجة بقت على الفيس بوك دلوقتي.. بقولكوا ايه يا عيال.. تعالوا نتصور مع جدو سيلفي..
- سيلفي؟؟
وقف الأحفاد كلهم والجد في النص.. واتصوروا «سيلفي»..
- يالا يا علاء نزل الصورة على الفيس بوك ومتنساش تعملنا تاج..
- حاضر أهو بعملها أبلود.. « <3 with Gedo b3d ma 2am bl salama.. #family #happy #love #gedo #7mdella_3a_salama».
رجع كل واحد لكرسيه تاني ومسك موبايله.. وكتبوا كومنتات.. «حبيبي يا جدو كنت واحشني موووت».. «حمد الله ع السلامة يا أحسن جد في الدنيا.. منور الصورة».. «القعدة معاه بالدنيا واللي فيها».. ووقف الجد لوحده في نص الصالة.. حواليه كل أحفاده ماسكين موبايلاتهم وكل واحد لوحده..
رجع لأوضته يرتاح.. مفيش صوت جاي من الصالة غير صوت الـ«ماسنجر» اللي بيطلع من موبايلات الأحفاد.. غمض عينه وافتكرهم وهمّا أطفال.. بيجروا حواليه ويملوا الدنيا دوشة وضحك وخناق وعياط.. بيجروا عليه ويقعدوا معاه يحكيلهم حواديت.. ابتسم.. ونام..