كيف غير «فيس بوك» الواقع المصري؟
لم يكن «مارك زوكربيرج» يعلم قبل 12 عامًا من اليوم أن موقعه الصغير الذي صممه للتواصل مع أصدقائه في الجامعة سيتطور على هذا النحو، ويصبح سببا في قيام ثورات، ومصدر ثروات لمستخدميه.
«فيس بوك»، الذي تم إطلاقه في مثل هذا اليوم، الرابع من فبراير عام 2004، أصبح خلال أعوام بسيطة أكبر منصة للتواصل الاجتماعي على مستوى العالم، وبلغ عدد مستخدميه 1.59 مليار، وفق ما أعلنه «زوكربيرج» قبل أيام.
طوال 12 عامًا، هي عمر الفيس بوك، كان الموقع الشهير سببا أساسيا، ومشاركا رئيسيا في الكثير من الأحداث وتغيير الواقع في مصر.
ثورة 25 يناير
في 10 يونيو عام 2010، وبعد وفاة خالد سعيد بأيام، انطلقت صفحة «كلنا خالد سعيد» على فيس بوك، وتبنت قضية خالد واتهم قوات الشرطة بتعذيبه وقتله، وبعد أقل من ساعة واحدة على إنشاء الصفحة تجاوز عدد متابعيها الـ4000 آلاف عضو، 100 ألف خلال 3 أيام، و184 ألف خلال 10 أيام.
أثار الأمر غضب شبابي كبير، واستغلت الصفحة وغيرها من منصات التواصل على موقع "فيس بوك" عدد متابعيها المتزايد في التشجيع على الاستجابة لدعوة التظاهر يوم عيد الشرطة، 25 يناير 2011، للاحتجاج على تجاوزات الشرطة المصرية، الأمر الذي أدى إلى اسقاط نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
مشاهير الفيس بوك
لم يقتصر الأمر على الثورات وحسب، بل لعب الفيس بوك دورًا أساسيًا في تغيير حياة الكثير من مستخدميه، مثل شادي سرور، الذي بدأ في نشر فيديوهات كوميدية قصيرة له، يسخر فيها من أمر ما يخص الشباب، وبدأ في الانتشار حتى أصبح أحد مشاهير الفيس بوك، وتجاوز عدد المشاهدات على قناته على اليوتيوب 243 مليون مشاهدة، وأصبحت مصدر ثروته.
وبعيدًا عن صانعي الفيديوهات الكوميدية، كان الفيس بوك سببًا في شهرة بعض الشباب، الذين استثمروا قدرتهم على الكتابة في بناء قاعدة جماهيرية عريضة من الـ«followers»، وقاموا بإصدار كتب وروايات، تُباع الآن في معرض الكتاب، وتنفذ طباعتها بسرعة.
ربما أشهر هؤلاء الآن، وأكثرهم إثارة للجدل، هو وليد ديدا، وخطيبته مريم صقر، فبعد انتشار قصة ارتباطهما على الفيس بوك بشهور قليلة، أصدر ديدا كتابين باسم «مُشوش، وروبابيكيا»، وصدر له هذا العام كتاب «نيجاتيف» تأليفه هو ومريم، وحقق مبيعات كبيرة في أولى أيام طرحه، ونفذت طبعتيه الأولى والثانية.
وسيلة ضغط
بعد حلقتها المثيرة للجدل والغضب، مع فتاة المول التي تعرضت للتحرش والضرب داخل أحد مولات القاهرة، أكتوبر الماضي، تعرضت الإعلامية ريهام سعيد لهجوم حاد على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأ مستخدمو فيس بوك في مطالبة قناة النهار، التي يُبث البرنامج على شاشتها، وقف البرنامج؛ لتجاوز ريهام في حق الفتاة، واعتدائها على حياتها الشخصية، والتشهير بها، إلا أن رفض القناة اضطرهم إلى التصعيد، وظهرت دعوات بمقاطعة منتجات مُعلني البرنامج.
بعد هذا التصعيد، تخلى المعلنون عن دعمهم للبرنامج، مما اضطر قناة النهار لوقف برنامج صبايا الخير، وتحويل ريهام سعيد إلى التحقيق.