من الغنم للبشر.. القهوة تَحكُم في يومها العالمي
«القهوة لا تُشرب على عجل، القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة».. هكذا وصف المُبدع «محمود درويش» ذلك المشروب السحري.
القهوة، المشروب الحلال الوحيد القادر على تبخير أي تعب أو إرهاق أو صداع من مجرد رائحته. يتناول القهوة الكثيرون يوميًا، كأحد المُنبهات، بينما يتناولها البعض فقط من باب العشق، لمرارتها ودفئها ورائحتها. في صباح صيفي لطيف، لا يتفوق عليها أي مشروب لتبخير آثار النوم، وفي ليلة شتويّة ماطرة لا يناظرها أي مشروب ساخن للتدفئة.
عشّاق القهوة حول العالم كثيرون، ويُضاف لهم يوميًا آلاف آخرين، حتى أصبح البن هو ثاني أكثر سلعة تداولًا حول العالم بعد النفط الخام. وبعد مئات السنوات في حب القهوة، قرر العالم مجتمعًا أخيرًا الاحتفال بها اليوم - 29 سبتمبر- تحت مسمى «اليوم العالمي للقهوة» لأوّل مرة رسميًا.
تتويج القهوة
رُتبت عدّة محاولات للاحتفال بالقهوة، ولكن بشكل محلّي، حيث اقامت جمعية القهوة اليابانية عام 1983 احتفالًا بالقهوة، وخُصص يوم باسم "اليوم الوطني للقهوة" بأمريكا عامي 2005 وأُطلق عليه اليوم العالمي للقهوة عام 2009. فيما احتفلت به نيبال عام 2005، وأندونيسيا عام 2006، في نفس يوم الاستقلال.
أصل القهوة
بداية القهوة مُختَلف على بدايتها وإن كانت الرواية الأكثر انتشارًا تعود إلى راعي غنم عربي، لاحظ نشاط أغنامه بعد تناولهم حبوب من الأرض، فقرر تجربة تلك الحبوب، وعندما أعجبه تأثيرها والنشاط الذي تبثه بمجرد تناولها، أخبر بها رجل آخر، قام بغليها ليُعد أول كوب قهوة مغليّة في التاريخ.
أصل التسميّة
يؤكد تلك الرواية كون اليمن من أوائل الدول التي زرعت البن وصدرته إلى العالم، حتى أن أهم وأفخر أنواع القهوة هي «الموكا» وهي تحريف من «قهوة المخاء» نسبة إلى الميناء اليمني الشهير (المخا)، الذي استُخدم في تصدير البن لأوروبا. كما سُميت القهوة «Coffee»، كواحدة من الكلمات الإنجليزية المأخوذة عن العربية.
فوائد القهوة
غير كونها عشقًا خالصًا لآلاف الأشخاص، إلّا أن للقهوة فوائد صحيّة لا يمكن إنكارها، فهي تقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف و الشلل والرعاش وأمراض القلب وتليف الكبد، بجانب كونها تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بفعل احتوائها على مضادات للأكسدة.
اللي يزيد عن حدّه
إن كنت من عشاق القهوة، فلا تدع العشق يُميتك بالإكثار منها، فبرغم فوائدها إلّا أن الإكثار منها ضار جدًا. قد يُسبب عددًا من الأمراض مثل الأرق وسرعة الانفعال، زيادة احتمال الإصابة بمرض القلب.