بطالة ومخدرات وجنس ومؤامرات.. هذه صورة «القهوة» في السينما

بطالة ومخدرات وجنس ومؤامرات.. هذه صورة «القهوة» في السينما

يتباين حضور المقهى ودلالته في السينما المصرية، فمن ملجأ للعاطلين في بعض الأفلام إلى ستار لترويج المخدرات والجنس، ومن مجرد مكان يجتمع فيه أفراد الحي للتباحث في الأمور العامة إلى محطة تبدأ منها مرحلة حياتية جديدة، إضافة إلى دلالات أخرى عديدة. ناجي فوزي استعرض في كتابه «سينما الشعب» عدداً من الأفلام التي اعتمدت أحداثها على المقهى.

الكدّاب

يعد فيلم «الكدّاب»، من إنتاج سنة 1975، هو الفيلم الوحيد من أفلام المخرج صلاح أبو سيف الذي تقع أحداثه الرئيسية داخل مقهى، حيث يتخذ الصحفي محمود (محمود ياسين) من قهوة «الإنشراح» مكاناً يتخفى فيه متنكراً في شخص صبي قهوجي، هادفاً من وراء ذلك إلى البحث عن قضية فساد اقتصادي كبيرة.

الأسطى حسن

وفي «الأسطى حسن»، من إنتاج عام 1952، يمثل المقهى ملاذاً يهرب إليه «حسن» (فريد شوقي) هرباً من سلاطة لسان حماته التي تعيّره بمستواه الاقتصادي المتدني باعتباره عامل صناعي بسيط.

الفتوة

ويلعب المقهى دوراً مختلفاً في فيلم «الفتوة»، من إنتاج عام 1957، حيث يلجأ العاملون في سوق الخضار إلي المقهى لقضاء وقت الراحة والحديث حول السوق وأحداثه.

وفي هذا المقهى يتواجد المطرب الشعبي الذي ينشد مواويله، فتلفت انتباه البائعة «حُسنة» (تحية كاريوكا) كلمات الموال الذي ينشده المطرب عن سيرة أبي زيد الهلالي، وهي كلمات تتناول كيف يمكن أن يقاوم الشخص الضعيف شخصاً متجبراً، فيتفتق ذهنها عن حيلة يتم بمقتضاها كسر احتكار المعلم «أبو زيد» (زكي رستم) للسوق.

القضية 68

وفي فيلم «القضية 68»، من إنتاج عام 1968، يظهر المقهى الشعبي باعتباره المنتدى العام الذي يجمع الكثيرين من سكان الحي، ويشهد الكثير من مناقشاتهم في الموضوعات العامة، وكذلك في الموضوعات الخاصة، كما أن الشخصيات الأربع المتآمرة في «اللجنة الشعبية للحي» (المدرس الفاسد، والممرض اللص، والمحامي معدوم الضمير، والتاجر المستغل) عادة ما يدبرون اتفاقاتهم التآمرية ويعقدونها على هذا المقهى.

بداية ونهاية

ويرتبط وجود المقهى في فيلم «بداية ونهاية»، من إنتاج عام 1960، بشخصية «حسن أبو الروس» (فريد شوقي)، فهو المكان الذي يقضي فيه وقت فراغه الطويل بوصفه شاباً عاطلاً عن العمل بسبب عدم مواصلة تعليمه، وفي المقهى يشغل «حسن» جزءاً غير قليل من وقته في لعب الكوتشينة مع عدد من رواد المقهى، بقصد الاستيلاء على بعض القروش منهم في شكل رهان على اللعب.

ومن مقهى آخر في شارع «كلوت بك» يبدأ «حسن» مرحلة جديدة من حياته في عالم الضياع، حيث يثبت جدارته الفعلية كـ«فتوة» أو «بلطجي» وذلك عندما يواجه «محروس»، بلطجي المنطقة أو فتوتها، وهنا يظهر المقهى كستار لترويج المخدرات والجنس.

السقا مات

يقدم فيلم «السقا مات»، من إنتاج عام 1977، المقهى الشعبي من خلال مكانين مختلفين. الأول هو «قهوة قدورة» وهو مقهى الحي البسيط المضاء بواسطة «الكلوب» ويتواجد في المنطقة التي يسكنها «المعلم شوشة السقا» (عزت العلايلي). بينما يتواجد المقهى الآخر في منطقة تبدو نسبياً أكثر ثراءً حتى أنه يُسمى بـ«قهوة الأفندية»، وهي مكان لإنجاز الأعمال البسيطة وبالتحديد توزيع العمل على «أفندية الجنازات» ومنهم «شحاتة أفندي» (فريد شوقي).

تتوالى الأحداث عندما يتعرف «شوشة» على «شحاتة» لتبدأ بينهما علاقة من نوع خاص، يدلي من خلالها «شحاتة» برأيه وفلسفته في الموت ويشرحها لـ«شوشة»، وتنتهي الأحداث بوفاة «شحاتة» المفاجئة فيقوم «شوشة» بدفنه ثم يرتدي ملابس صديقه المتوفي ويسير في الجنازات بدلاً منه، لتبدأ من مقهى الأفندية مرحلة أخرى حساسة في حياة «المعلم شوشة».

المصدر

  • كتاب «سينما الشعب». ناجي فوزي.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية