رئيس التحرير أحمد متولي
 إزي تعالج نفسك من الاكتئاب وأنت نايم؟

إزي تعالج نفسك من الاكتئاب وأنت نايم؟

لم يعد النوم عملية حيوية، لينال الجسم حظه من الراحة والاسترخاء، بل يكاد يكون وصفة طبية يعتمد عليها الأطباء النفسيين لعلاج بعض الاضطرابات كالقلق أو الاكتئاب أو التوتر.

يرى الكثيرون أن النوم لساعات طويلة هو عبارة عن رفاهية، ويفضلون الاستفادة بهذه الساعات، ويتجاهلون العواقب الصحية التي تحدث على المدى الطويل بسبب قلة النوم.

لكن النوم لمدة كافية لا يعد وقاية من بعض المتاعب التي تحدث بسبب الإجهاد أو عدم انتظام الهرمونات أو الضغوط النفسية، التي تسببها قلة النوم؛ بل يعد علاجا للعديد منها أيضا. بعض الأطباء النفسيين يتجهون مؤخرا إلى تقنية العلاج بالنوم، لحالات الاكتئاب أو التوتر أو التخلص من الذكريات السيئة، مثل العلاج بالموسيقى تماما. وفي السطور القادمة، سنتعرف معا ماذا يحدث داخل أدمغتنا أثناء النوم، ولماذا يعد علاجا للإجهاد النفسي أو البدني، وفقا للدراسات الأجنبية وباحثي علم النفس وطب النوم.

العلاج النفسي 

إذا كنت تعاني أحد المتاعب النفسية، كالشعور بالقلق والتوتر أو الضغوط المزمنة أو غيرها، فغالبا قد لا تحتاج الذهاب إلى طبيب نفسي، فسريرك الخاص قد يصبح يوما ما جلسة علاج نفسي مجانية، بينما أنت نائم تماما.

وفي المقابل تؤكد الدراسات أن حتى الحرمان الجزئي من النوم، قد يكون له تأثير كبير على حالتك النفسية. ووجد الباحثون بجامعة «بنسيلفانيا» أن الأشخاص الذين ناموا لأربعة ساعات ونصف فقط، ولمدة أسبوع، قد أصبحوا أكثر شعورا بالضغوط والغضب، وكذلك الحزن والإجهاد العقلي. لكن عندما بدأ هؤلاء الأشخاص في النوم المعتدل، لاحظوا تحسنا كبيرا في حالتهم النفسية.

الأمر أشبه بالدائرة التي يجب أن تخرج منها، فالحالة النفسية السيئة، تسبب اضطرابات النوم. والشعور بالقلق المفرط، يزيد نشاط الدماغ والجسم.

«راشيل مانبر» الباحثة في العلاج السلوكي بجامعة «ستانفورد» كانت تطلب من الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق المفرط، بالنوم المنتظم. والذي يعد جزءا أساسيا من العلاج المعرفي السلوكي، ويتطلب النوم والاستيقاظ كل يوم في نفس التوقيت، مع أخذ فترة كافية من الاسترخاء والهدوء، قبل الدخول في النوم.

تنظيف الدماغ

الدماغ لا تنام، فلديها الكثير لتقوم به، بينما يظل جسدك في سبات عميق؛ فعندما ننام يعمل المخ بنشاط، كما لو كنا مستيقظين تماما، وربما أكثر في المرحلة التي تحدث فيها الأحلام. لكن نشاط المخ أثناء النوم ليس سيئا كما قد يبادر إلى الانتباه، بل العكس تماما، فأنظمة التخلص من النفايات في الدماغ تكون في أوج نشاطها، ما يعني أن النوم يخلصنا من السموم التي تتراكم في الجسم طوال النهار.

الأمر لا يعني أن النوم ضروري لصحتك الجسمانية فقط، فالدكتور «دانيال باروني» الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بمكز طب النوم بكلية «وايل كرونيل» يوضح أن المخ يعمل على تنظيف الذاكرة خلال النوم، وفلترة الذكريات التي لا نحتاجها، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي تجعلنا نحلم.

وفي دراسة أجريت على الفئران، اكتشف الباحثون سائلا يتم إفرازه حول المخ، ليخلصه من السموم والفضلات الحيوية. الأمر أشبه بـ«غسالة الأطباق»، وفقا لموقع  صحيفة الـ«جارديان» البريطانية.

ويقول «ماكين نيديرجارد» قائد فريق البحث، أن هذه الدراسة تخبرنا لماذا ننام، ولماذا النوم مهم لجميع الكائنات الحية. نحن ننام لننظف أدمغتنا. مضيفا أن هذه العملية تتم خلال النوم، لأن إفراز هذه السوائل يحتاج لكمية كبيرة من الطاقة. هذه العملية تشبه أن يكون لديك حفلة في المنزل، فإما أن تدخل الضيوف أو تقوم بتنظيف منزلك، كما يقول «نيديرجارد».

وأخيرا.. هذه العملية تجدد نشاط الدماغ وتمنح الجسم الاسترخاء، للاستعداد لليوم التالي. والبعض ينصح بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة قبل وأثناء النوم، حتى تساعد العقل على التخلص من المشاعر السلبية أثناء النوم.

المصادر:

1 2 3 4 5

​​​​​​​ hg.vhdv

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال