مقال| في اليوم العالمي للمرأة.. يُسلم إلى «أم كلثوم»

مقال| في اليوم العالمي للمرأة.. يُسلم إلى «أم كلثوم»

إلى من أحيت العالم بعذوبة صوتها وأماتته حينما قررت الرحيل..  لم أجد سوى كلمات بسيطة لتكريمك في يوم المرأة العالمي، فلما لا؟ ومن أحق سواكي بهذا التكريم يا من قدمتي ولازلتي تقدمين حتى الآن.

أتعجب كثيرًا حينما أشعر بنبرات حزنِ في أصوات من يتحدوث عنكِ، بينما تُسعدني سيرتكِ حتى عندما أترحم عليكِ.

لا أعلم ربما لأن صورتكِ لدي لم تكن لها علاقة بأي ذكريات حزينة أو سعيدة، فقد كنتي مصدر البهجة التي لا أعلم من أين تأتي؟، حتى كلماتكِ الحزينة كانت تسعدني دائمًا ربما لأن إحساسكِ كان طاغيًا على أي حزن.

قوتكِ التي لطالما مددتي بها مجتمعنا بها ظهرت جليًا عندما كرستي صوتكِ وأموالكِ من أجل الوقوف بجانب البلد في ظروفها العصيبة.

صحيح أن المجتمع ينظر إلي المرأة باعتبار أنها لن تفيد كثيرًا مثل رجلٍ في جبهة القتال إلا أن صوتكِ كان أقوى من مدافع العدو، كلماتكِ كانت تُطلق لتُشعل النيران في قلوب المصريين وتهدأ على نغم ألحانكِ، حقًا كم خسر من لم يعشقكِ.. وكم فاز من عشقكِ.

لم أطيل عليكِ بكلمات لن توفي حقكِ، ولكنني أخترت هذا اليوم خصيصًا لأعاتب نساء هذا الجيل في يومهن الذي تمرره الكثيرات دون أي إنجاز سوى ظلم أنفسهن داخل حياة أجبرن عليها أو قرروا التأقلم معها بحجة الظروف.

جيلنا متخبط كثيرًا فالظروف البائسة تحطيه في كل مكان، لكنني أتمنى أن يكون هذا اليوم هو بداية جديدة لكل إمرأة ترغب في تحرير نفسها من شيزوفرينيا المجتمع وعبودية الأهل.

سوزان حسني

سوزان حسني

صحفية مهتمة بالكتابة في مجال العلاقات