رئيس التحرير أحمد متولي
 الحب من النظرة الأولى.. حقيقة ولا خدعة؟

الحب من النظرة الأولى.. حقيقة ولا خدعة؟

عندما نرى شخصا جميلا أو جذابا، نظن أنه جميل من الخارج والداخل أيضا، وأن جماله الخارجي سينسحب على تصرفاته ومبادئه، وهذا ما يسمونه «الحب من النظرة الأولى».

لكننا نتجاهل أن الشكل والجوهر لا يتوافقان في معظم الحالات. فهناك أشخاص انخدعنا فيهم بسبب جمالهم الخارجي، ثم اصطدمنا بشخصياتهم السيئة فيما بعد. وهناك أيضا الشخص الذين ظلمناه كثيرا لأننا حكمنا عليه بالمظهر الخارجي، وافترضنا أنه شخص سيء.

في الواقع الحب من أول نظرة يُبنى على التخيُّل وليس على معرفة حقيقية وعميقة بهذا الشخص الذي لفت انتباهنا.

 عقلك بيخدعك

يميل عقل الإنسان غير المدرب للحكم على الأشياء بمظاهرها، لكن الخبرة والنضج توقفه عن التسرع. فمهما كان هذا الشخص جميلا، ومهما كنا نُحب صفات هذا الشخص؛ فلا يجب أن نقول أن جميع صفاته الشخصية ستكون مناسبة لنا، وأنه يتوافق معنا في أفكارنا ويحترم مشاعرنا وأهدافنا وطريقتنا في الحياة.

أصحاب هذا الرأي يتساءلون كيف يمكن في لحظة واحدة أن تقرر أن تبني حياتك كلها مع شخص غريب تماما، لم تقابله إلا مرات معدودة. قد يكون هذا الشخص لطيفا فعلا لكن هذا قد يكون إعجابا أو انجذابا لكنه ليس حبا.

جرّب بنفسك

هناك مواقف تحدث لنا جميعا وتؤكد أن الانطباع الأول ليس بالضرورة صحيح. عليك أن تفكر في جميع الأشخاص الجُدد الذين قابلتهم خلال هذا الشهر أو الشهر السابق. حاول جيدا أن تستحضر أول لقاء بينكم. وتتذكر جيدا كيف كان انطباعك الأول عنهم؟

هل هناك أحد الأشخاص الذين انبهرت بهم منذ اللقاء الأول؟ وعندما اقتربت منه لم تجده بنفس الجمال الخارجي؟ هل قابلت شخصا وظننته عاديا للغاية من الخارج سواء في مظهره أو طريقة كلامه، ثم أثبتت المواقف أنه شخص رائع للغاية؟ كم شخص تعرفت عليه في الموقف الخطأ وتشاجرت معه ثم اكتشف أن به الكثير من الصفات الجيدة وأصبحتما أعز صديقين؟

انظر هذه الأمور تحدث معنا جميعا وعلى مدار حياتنا.. فلماذا تريد أن تربط حياتك بشخص لا تعرف إن كان جماله الداخلي حقيقيا أم مجرد وهم في دماغك؟

لكنهم يحبون من أول نظرة فعلا!

ستجد هذه العبارة تتردد أمامك كثيرا «عندما رأيته للمرة الأولى أدركت أن هذا هو الشخص الذي أريد أن أتزوجه أو أُكمل عُمري معه»، لكن هذا جزء من الحقيقة فقط. يقول علماء النفس إن بداخل كل منا نموذجًا للشخص الذي يريد أن يُكمل حياته معه. هذا النموذج مبني على أساس الاحتياجات النفسية التي يريدها كل شخص في شريك حياته، من الاهتمام  والتفاهم والاحتواء، وحتى الصفات الشخصية مثل الجمال وخفة الدم وتحمل المسئولية وغيرها. عندما نقابل شخصا غريبا اجتمعت به هذه الصفات، نشعر أننا قد وقعنا في حبه، وهذا ما يسمونه بالحب من النظرة الأولى.

لكن هذه الخطوة وحدها لا تكفي. البعض يتخذ خطوة إيجابية وأكثر واقعية، ويبدأ في التعرف على الطرف الآخر وصفاته الشخصية بصورة أعمق. قد يجد الشخص مناسبا له بالفعل ويُكتب لقصتهما النجاح. وقد يكتشف أن هذا الشخص ليس مناسبا؛ فإما أن يكون على درجة عالية من النضج ويقرر أن هذه العلاقة لن تبدأ، أو يستمر في أوهامه وافتراضاته ويتورط في علاقة عاطفية غير ناضجة. لذلك إن قال لك أحدهم أنه عثر على شريك حياته من النظرة الأولى، لا تنخدع في كلامه، فالنظرة الأولى كانت إعجابا، والحب قد يأتي بعد المعرفة الحقيقية.

 

المصدر

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال