«عيناه تفضحه».. كيف تكشف كذب من أمامك؟
رغم أنه يسمى شهر الكذب؛ إلا أن الكذب لا يقتصر فقط على أبريل، وإنما نستمر فيه بشكل يومي، إما على الآخرين أو حتى على أنفسنا دون أن ندري.
الإنسان يكذب يوميا من 3 إلى 6 مرات، ربما دون أن ينتبه إلى أنه يكذب، وأحيانا نصف الكذبة بالبيضاء لتجنب تأنيب الضمير أو لوم من حولنا، ولكن هل تعلم أن الكذب أمر صحي يُنصح به؟، هكذا يقول الدكتور بول سيجر، أحد كبار الأطباء النفسيين والمتخصص في علم النفس الخادعة، مبررا رأيه بأن المجتمع يحتاج إلى تلك الكذبات الصغيرة كي يسير بهدوء وسلاسة، فمثلا إن طلب أحدهم رأيك في شيء أشتراه، فهذا يعني حاجته لدعمك وتأييدك، وأيّا كان رأيك فعليك دعمه حتى لو كذبا.
المؤسف أن أنف «بينوكيو» التي تطول حين يكذب ليس لها وجود في الحقيقة، وبالتالي يصعب عليك التفرقة ما إن كان من أمامك يكذب أو يقول الصدق، إلا أن هناك طرق أخرى قد تمكنك من تحري الكذب في من أمامك، وفقا لسيجر.
علامات الكذب تختلف من شخص لآخر، ففي حين قد يعمد أحد إلى هز قدميه دون حتى أن يدري، تبدأ أصابع آخر في الارتجاف، فهذا يعتمد على شخصيته وطبيعته، إلا أنك ستلاحظ تغيرا يطرأ على سلوكه المعتاد، وبشكل عام، فالبشر ليسوا بارعين عادة في اكتشاف الكذب، ولا تزيد نسبة قدرتهم على اكتشافه عن 54%.
الكذابون يحركون أعينهم أكثر، ويحاولون أن يظهروا أكثر ثقة، فينظرون في أعين السائلين أكثر من الذين يقولون الحقيقة، هكذا قال الباحثون بجامعة ميشيجان الأميركية بعد دراسة أجروها.
ومن السلوكيات الأخرى الشائعة هي العبوس والهمهمة بكلمات غير واضحة، بالإضافة إلى إيماءات أخرى وحركات مختلفة للرأس والأعين والحواجب والفم والأيدي، وفقا للدراسة.
أخرج العلماء الصورة السابقة لإيضاح حركة العين اللإرداية التي تحدث، إن نظر الشخص في اتجاه الـVc، أو في أعلى اليسار، فهو يعني أن الشخص يحاول تخيُّل أمر ما، أما إن نظر أعلى اليمين أو Vr، فهذا يعني أنه يتذكر شيء قد رآه بالفعل مسبقا.
هذا سيساعدك لتكتشف ما إن كان من أمامك يكذب، إن كان يروي أمرا حدث بالفعل، ستدل حركة عينه أنه يحاول التذكر، أما إن لم يكن قد رآه، فسيحاول تخيّل الحدث ليرويه.
والسؤال الآن.. لماذا نكذب؟
علميا، فإن الكذب يعتبر آلية دفاع تلجأ إليها حين يكون الكذب أكثر سهولة من قول الحقيقة، مثل أن تضطر للكذب على رؤسائك في العمل حين تقصر في عملك لظرف ما.
كما يعد الكذب طريقة لتعظيم الـ«أنا» لدى الكاذب، حيث يمنحه هذا شعورا بالقوة أمام من يكذب عليهم، وفقا لما تقوله الطبيبة النفسية كوزمو هالستورم، إلا أنها حذرت من كثرة الكذب، وزيادته عن الحد.
«قد يشير هذا إلى وجود اضطراب عميق في الشخصية، مثل المرض العقلي، أو اعتلال اجتماعي أو اضطراب الشخصية الحدية»، مضيفة أن بعض الناس يعيشون في عالم من الخيال، لا يقولون الحقيقية أبدا، ودائما يرددوا الأكاذيب، حتى وإن لم يضطروا لها.
لذا إن كنت كثير الكذب، بداعٍ أو بدون، فالأجدر بك استشارة طبيب نفسي للوقوف على مدى صحتك النفسية والعقلية.
المصادر 1، 2
اخترنا لك