أفلام «قرأت الكف» لمصر وتنبأت بالمستقبل

أفلام «قرأت الكف» لمصر وتنبأت بالمستقبل

السينما مرآة للواقع، ترصد تفاصيله وتحللها وتقدم حلا لمشكات المجتمع. هكذا يجدر بها أن تكون. غير أن هناك أفلام أخرى قد لعبت دور البلورة السحرية لمستقبل مصر، فلم تكتفِ برصد الواقع، بل امتدت رؤيتها لتتنبأ بالمستقبل قبل عشرات السنين من أحداث حفرت ذكراها في عقول المصريين ونفوسهم. 

ما بين هجرة غير شرعية، وتفاقم الفقر، وانتشار الأمراض الفتاكة وانفجار  المجتمع في وجه السلطة، يرصد لكم «شبابيك» أهم هذه الأفلام.

لاشين

جاء فيلم «لاشين» عام 1938 ليهز الرأي العام آنذاك، فقد تسبب في غضب ملكي، أدى إلي إيقافه بأمر مباشر من السرايا. فقد لمس الفيلم الأوضاع التي آلت إليها البلاد حينها، في المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية. وتنبأ الفيلم بأن البلد على أبواب ثورة يبدؤها الجياع ثم المقهوريين سياسيًا، ثم تولِّي قائد الجيش الشعب؛ وذلك قبل 14 عامًا من قيام ثورة 1952.

عودة الابن الضال

تناول المخرج الراحل «يوسف شاهين» في فيلمه معركة الطبقية والرأسمالية، التي ستحدث بسبب كبت النظام للشعب وسوء التصرف في أمور الدولة، فضًلا عن نقله لمحاكاة واقعية عن السبل التي لجأ إليها الشعب، من أعمال عنف وقسوة في الحصول على حقوقه المهدرة.

تنبأت نهاية الفيلم بمذبحة بين القوي السياسية والشعب والطبقة الرأسمالية؛ قبل عام واحد من أحداث 18 و19 يناير 1977 التي عرفت بـ«انتفاضة الخبز» بعد رفع الدعم الحكومي عن السلع الغذائية،حينما لجأ الشعب إلى أعمال عنف احتجاجا على تلك القرارات. وفي المقابل واجهت الحكومة بالرد الناري بين جموع المتظاهرين.

المصير

رصد «يوسف شاهين» واقع عاشته مصر في فترة التسعينات بظهور بذور الفكر المتطرف.  تنبأ «المصير» بسقوط المتطرفين في المواجهات المختلفة مع الشعب والقوى الحاكمة؛ فضًلا عن إعطاء الأمل في الحياة من خلال مقولة «شاهين»: «الأفكار لها أجنحة محدش يقدر يمنعها توصل للناس».

طيور الظلام

يحاكي هذا الفيلم أحداث واقعية حدثت بالفعل قبل ثورة 25 يناير والأوضاع التي آلت إليها البلاد فيما بعد. إذ جاء الفيلم منذ 18 عامًا بتصور مستقبلي لتسلط القوى الحاكمة واستغلال مطامعها ونفوذها ضد مصلحة الشعب.

جسد الفيلم سيناريو المشهد الأخير بعد ثورة يناير الذي تواجد فيه المحامي رمز "للإسلاميين" و السياسي رمز "الحزب الوطني" معًا في السجن، فضًلا عن رفض واقعهم لهما خاصة بعد الجملة الأخيرة في الفيلم "إحنا في مركب واحدة".

هي فوضي

يرصد الفيلم قمع أجهزة الأمن والشرطة ضد المواطنين، وأدوات وأساليب التعذيب المتبعة في كل أحداث الفيلم، والتعدي على المواطنين، والتستر على تلك الأعمال في مقابل مصالح شخصية.

اعتبر النقاد نهاية الفيلم مبالغ فيها وغير واقعية، حينما ثار المواطنون وسكان المنطقة على القسم التابع له الشرطي الفاسد، في محاولة لاقتحام القسم والقبض عليه. وبالفعل هذا ما حدث أثناء 25 يناير من اقتحام للأقسام والسجون.

حين ميسرة

توقع المخرج «خالد يوسف» أن ثورة الجياع قادمة لا محالة من هياج وغليان العشوائيات ومواطني خط الفقر؛ خاصة في مشهد الحرب بين رموز الجماعات الإسلامية المختبئين في تلك العشوائيات وبين الأمن بالتعاون مع سكانها.

دكان شحاته

يتوقع الفيلم الفوضي العارمة التي ستكتاح البلاد والانفجار الشعبي جراء سوء الأوضاع الاقتصادية. وهذا يتمثل في سرقة الدقيق والأكل وتخريب المنشأت العامة.

بنتين من مصر

ناقش الفيلم العديد من آفات المجتمع في السنوات العشر الأخيرة من النظام الأسبق، كانت أهمها العنوسة والبطالة والهجرة غير الشرعية. وما تنبأ به من استمرار شبح تلك القضايا فضًلا عن تفاقمها مثل مسألة الهجرة غير الشرعية التي تؤدي إلي وفاة مئات الشباب غرقًا في البحر؛ وهذا ما حدث خلال السنوات الأخيرة؛ إذ علت نسب الشباب الغرقى أثناء الهجرة الغير شرعية بشكل مبالغ فيه.

شمس

يقص هذا الفيلم سوء أحوال المجتمع المصري بانتشار الأوبئة والسرطان بسبب مبيدات المحاصيل الزراعية والفساد الذي طال كل مؤسسات الدولة؛ وقمع أجهزة الأمن.

ضي جمال

ضي جمال

صحفية متخصصة في ملف المرأة والأدب والثقافة