«الطلاق الجميل» في «زمن الحب»
يرى البعض أن الزواج هو التتويج الوحيد لأي قصة حب، وأن الطلاق يقضي على الحب، ويحطم سفينة الغرام التي تحمل الطرفين، لكن هناك من أثبتوا أن الحب ليس مجرد قسيمة، وبالتالي لا ينتهي بمجرد ضياعها أو تمزّقها، هؤلاء كانوا نجومًا في «زمن الفن الجميل»، حافظوا على حُبهم رغم الطلاق.
يعرض "شبابيك" في هذا التقرير أشهر قصص الحب في "الزمن الجميل"، والتي استمرت حتى بعد الانفصال.
1- رشدي أباظة وسامية جمال
رغم تعدد علاقات رشدي أباظة، دنجوان عصره، إلّا أن حب سامية جمال كان مُختلفًا، فهي الوحيدة التي قضى معها ثمانية عشر عامًا، ولم تتركه في أحلك أوقاته قبل أسعدها، تزوج "رشدي" من سامية بعدما أحبها أثناء تصويرهما فيلم "الرجل الثاني"، وترك زوجته الأجنبية، أم ابنته الأولى "قسمت".
كرّست "سامية" حياتها للعمل على راحة "رشدي"، وتركت فنّها، وتفرّغت لتصبح أمًا لطفلة لم تنجبها، وزوجة وربة منزل فقط، واشتهرت في الوسط الفني بحكمتها، خاصة بعد زواج "رشدي" المُفاجيء من الشحرورة "صباح"، فعندما عَرِفت، علّقت قائلة: "طالما عاد لمنزله، أهلًا وسهلًا بيه".. دون الدخول في تفاصيل.
ويروي "محمد عشوب"، الماكيير الخاص بسامية جمال، عن حُبها لرشدي أباظة، قائلًا: "لما توفى رشدي أباظة، وده اللي محدش يعرفه، سامية جمال مشيت ورا الجنازة، ومحدش شافها، في سيارة مع إحدى الصديقات، وتتبعت الجنازة من بعيد حتى دفنوه، وبعدها بأيام كلمتني، وقالتلي عايزة أزور رشدي، واصطحبتها في سيارتي حتى مقبرته في شبرامنت، وجلست أمام المقبرة وبدأت تقرأ قرآن، وفجأة أجهشت بالبكاء"، وقالت: "كان نفسي تموت في حضني، إنت اللي عملت كده، أنت اللي اخترت تموت بعيد عني، كان نفسى يا رشدي تموت في قلب الحضن اللي حبك ومفيش حد هيحبك غيره".
وبالرغم من وفاة رشدي أباظة بعيدًا عن حبيبته سامية، إلّا أنها أصرّت على استكمال تربية ابنته التي اعتبرتها ابنتها.
2- فاتن حمامة وعمر الشريف
وقعا في الحب أثناء تصويرهما فيلم "صراع في الوادي"، وفضح حبهما "قبلة"، وعبّرا عن عشقهما في كلماتٍ رقيقة في فيلم "نهر الحب". "عمر الشريف" الذي غيّر ديانته من اليهودية إلى الإسلام، وبدّل اسمه من "ميشيل شلهوب" إلى عمر الشريف، الذي يمكن أن تُحبّه فاتن حمامة.
"فاتن حمامة" كانت متزوجة في ذلك الوقت من المخرج "عز الدين ذو الفقار"، ولكن حبها كان أقوى من أن يُكتم، فانفصلت "فاتن" عن زوجها؛ لترتبط بعده بعمر الشريف، وتزوجا عام 1955. ولكن حلم العالمية ظلّ يراود "عمر الشريف" وفضّل السفر حول العالم ناسيًا قلبه في مصر.
جاء طلاقهما كخبر مفزع للوسط الفني عام 1966، ولكن رغم الطلاق لم يمُت حبهما، بل ظلّت "فاتن" مُتربعة في قلب "لورانس العرب" حتى آخر لحظات حياته.
3- شويكار وفؤاد المهندس
الأستاذ الذي لا تهمه الأضواء ولا تشغله الكاميرات أن يمتنع عن النظر إلى حبيبته "شويكار"، فلا تجمعهما صورة لا ينظر فيها "الأستاذ" إلى "بسكوتته" دون اعتبار للكاميرا، أحبّ "فؤاد المهندس" الجميلة "شويكار"، وطلب منها الزواج على خشبة المسرح، ورغم انفصالهما الغامض الذي لا يعلم أحد سِرّه إلى الآن، إلّا أن "شويكار" لم يقلّ حبها للمهندس حتى آخر أيامه، حتى بعد وفاته لم تترك "شويكار" أبناء "المهندس" واكتفت بهم كأبناء لها هي أيضًا وظلّت ترعاهم.
تقول "شويكار" أنها لم تفقد علاقتها بالمهندس، حتى بعد إنفصالهما، بل ظلّا على تواصل دائم، خاصة في أيامه الأخيرة، فهي حبه الأوّل واالآخير.