دراسة: هكذا يؤثر «الطهور» على الحياة الجنسية للذكور
مؤخرًا أثير الكثير من الجدل- في الأوساط العلمية الغربية- حول تأثير الختان على الذكور، فقد ظهر عالميًا تيار ينادي بضرورة وقف ختان الذكور بدعوى أنه يتسبب في كثير من المشاكل الصحية والجنسية.
تختلف نسبة إجراء الختان حول العالم، فبينما تنتشر ممارستها في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وكندا، فهي أقل انتشارا في أمريكا الجنوبية وآسيا ومعظم دول أوروبا.
لكن ختان الذكور كان ومازال عادة شرقية في كثير من الدول الإسلامية والعربية يتبعها أسلافنا منذ قديم الزمان، استنادا إلى ما ورد عن ختان سيدنا إبراهيم.
ما هي التطورات العلمية الغربية؟
الدراسة الحديثة، نُشرت نتائجها يوم 14 أبريل 2016 في دورية Urology المتخصصة في نشر الأبحاث العلمية، بنيويورك، وشملت 62 ذكرا تتراوح أعمارهم بين 17 و38 سنة عاما، وتم تقسيمهم إلى فريقين: 32 مختونين و30 غير مختونين.
واختبر القائمون على التجربة عدة مؤثرات مثل الألم واللمس والحرارة والبرودة. وتم مقارنة استجابة أربع مناطق (هي الاكثر حساسية) على القضيب لكلا الفريقين، وكانت نتائجها أن الختان لم يحدث فرقًا في حساسية أي من الذكور المختونين لأي مؤثر.
ليس هذا فحسب، بل إن هناك نقاط إيجابية في صالح فريق المختونين، فقد كانت إحدى أهم النتائج الملحوظة أنهم لم يتعرضوا لمشاكل صحية كثيرة مثل الالتهابات الفطرية أو البكتيرية مقارنة بغير المختونين، بالإضافة إلى أنهم أسرع في الوصول إلى النشوة الجنسية، وهو كذلك وسيلة ناجحة للتخفيف من حدّة انتشار مرض فقدان المناعة المكتسبة.
كما أشارت الدراسة إلى أن الأضرار التي قد تنتج من الختان هي في الأصل بسبب القيام بعملية الختان بطريقة خاطئة كأن تتم في أماكن غير مجهزة أو بواسطة أشخاص غير متخصصين، أو أن يتم إزالة جزء أكبر من اللازم من القلفة (الطبقة الجلدية المحيطة برأس القضيب)، أي أن الختان ليس المشكلة في حد ذاته.
يتوافق هذا تمامًا مع نتائج إحدى الدراسات التي أُجريت في كينيا، حيث طُلب من الرجال أن يدرّجوا حساسية العضو وسهولة بلوغ ذروة الجِماع قبل عمليّة الختان وبعد عامين من إجرائها.
وكانت النتيجة أن 3 من كل 4 رجال تقريبًا صرحوا أن هناك تغيرا ملحوظا بعد عملية الختان، بأن أصبحوا أكثر حساسية بعد الختان، وقال 64% منهم إن وصولهم إلى ذروة الجماع أصبح أكثر سهولة.
ماذا يعني هذا؟
بعض العلماء في الغرب والشرق أيضًا، كانوا يعتقدوا بأن ختان الذكور نتائجه السلبية أكثر من الإيجابية، وأنه يعتبر نوع من أنواع التعدي على جسد الطفل ومازال الجدل قائمًا حول نقطة حق الإنسان في جسده، لكن بالنسبة للختان نفسه فهذه الدراسة تثبت أنه في الواقع له فوائد صحية كثيرة للذكور ولشريكاتهم أيضًا.
وربما تكون تلك عادة اجتماعية أو دينية لدى بعض الأديان وتمارس دون التأكد من أهميتها، لكن العلم يثبت الآن أنها حتى وإن كانت تقليد اجتماعي فإن تأثيرها إيجابي وصحي.