المدينة القديمة أصبحت أثر.. هذه حكاية حلب

المدينة القديمة أصبحت أثر.. هذه حكاية حلب

تصدرت مدينة حلب دائرة الصراع العالمي في التاريخ الإنساني منذ القدم، لما تحمله من أهمية كبيرة في موقعها الاستراتيجي بين الأطراف المتنازعة.

ومع تصاعد عمليات قصف وتدمير معالم البلدة العتيقة التي أصبحت أثرا، تبرز أهمية تلخيص حكاية حلب وتاريخها ومعالمها.

تاريخ حلب مع الصراعات

يعود تاريخ حلب إلى القرن العشرين قبل الميلاد، عندما نشأت فيها المملكة العمورية، فهي من أقدم مدن العالم وأكبر المدن السورية، حيث تبلغ مساحتها ١٨٬٤٨٢ كم² ، ويقدر سكانها نحو خمسة ملايين ونصف تقريبا بنسبة 24% من إجمالي سكان سوريا.

شهدت المدينة حملات تدميرية شديدة نحو ثلاث مرات، أحدهما قبل الميلاد بقيادة الملك الحثي مرشيل في القرن الـ17 قبل الميلاد، عند استيلائه على شمال سورية، وتناوب الحثيون والميتانيون عليها، والمرة الثانية سنة 540 م حين أحرقها الفرس، ولجأ الأهالي إلى قلعتها لتفادي الهجمات.

التدمير الثالث في القرن الثالث عشر الميلادي،حينما استولى عليها المغول بقيادة هولاكو، ودمروها، إلى أن هزموا في معركة عين جالوت، دخلت حلب ضمن سلطان المماليك في مصر.

«تويتر» و «فيس بوك» يشتعلان بنيران حلب.. (صور)

حلب والحكم الإسلامي

في ظل الحكم الإسلامي لقت المدينة صراعات بين الأمويين والعباسيين، وبين الإخشيد والحمدانيين، وبين أفراد الأسرة المرداسيين، فيما وقعت تحت حكم مصر لفترات متقطعة منها فترة حكم المماليك، وولاية إبراهيم باشا. وفي عهد الملك الظاهر غازي شهدت المدينة نشاطا في الصناعة وسعة في العمران، وازدهارا في الحياة الثقافية، فيما بنيت المدارس والمساجد بالإضافة إلى إعادة بناء القلعة صناعيا بسبب المعاهدات التجارية مع البندقية، واتسعت عمرانيا، وأُعيد بناء قلعتها لتصبح واحدة من أروع أعمال الفن العسكري في العصور الوسطى. ازدهرت حلب كمدينة تجارية في التاريخ لمدة طويلة نتيجة ازدياد عدد أسواقها التي بنيت للتجار الأجانب، بالإضافة إلى الخانات العثمانية التي لا تزال بعض بنيانها إلى الآن، وكانت تمر بها تجارات الشام والروم ومصر والعراق، مما أدى إلى انتشار الثراء والرخاء في المدينة.

«حلب نموذجا».. إلى أي مدى «فيس بوك» عنصري؟

معالم المدينة القديمة

قبل تدمير المدينة نتيجة الحرب السورية الأخيرة، كانت أكبر المراكز الاقتصادية في الجمهورية العربية السورية، بجانب صدراتها كأولى المدن السياحية نتيجة لما تتمتع به من آثار ومعالم تاريخية، وظلت موقعا مفضلا للبعثات الدبلوماسية إلى وقت قريب. أشهر المساجد الأثرية فيها «جامع خسرو باشا، وجامع بهرام باشا، والمدرسة الأحمدية، والمدرسة الشعبانية، ومدرسة عثمان باشا». أكثر الأبنية فيها مبنية بالحجارة الحلبية المشهورة بلونها الأشهب بالإضافة إلى الأسواق المغطاة، كما تتميز بأزقتها الضيقة وبيوتها المتلاصقة ذات الشرفات المستورة والواجهات الخشبية التي تتم الإطلالة منها على الخارج عبر نوافذ صغيرة.

عبد السلام صلاح

عبد السلام صلاح

صحفي مصري مهتم بالكتابة في الموضوعات الثقافية والتاريخية