الأحلام.. كيف تحدث؟ ولماذا؟
أحدهم يطاردك، تسمع صوت أقدام تركض خلفك بثبات فيما تلهث أنت محاولا الهروب، يقترب أكثر فيما تصل أنت إلى نهاية طريقك ولا مكان آخر للاختباء، يصل إليك ثم.. تستيقظ لتجد نفسك هانئًا آمنا في فراشك. ما هذا الذي حدث منذ قليل إذن؟
تلك هي الأحلام، عالم آخر متكامل نغرق فيه حين نستغرق في النوم، نرى عوالما وأماكن ربما لن نرها في حياتنا قط، بل ربما ليس لها وجود في الواقع من الأساس. في الأحلام، تفعل ما لا تقدر على فعله وأنت مستيقظ، أو ربما يحدث لك أكثر ما تخشاه، وقد يتكرر نفس الحلم أكثر من مرة بكل تفاصيله.
ما ذلك العالم السحري المسمى بالأحلام؟ لماذا نحلم؟ ولماذا قد يتكرر حلم ما دونا عن غيره؟ وما الذي يجعل حلم اليوم مُفرحا وحلم غد مُقبضا؟
الحلم
الأحلام هي سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم، وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها. غالبا تكون التخيلات مموهة أو مخفية بحيث لا يعي الحالم نفسه معناها، وبالتالي فقد تبدو الأحلام خالية من المعنى والمنطق.
يُقال أن بعض الشعوب القديمة مثل الإغريق اعتقدت في أن الأحلام عموما هبة من الآلهة؛ لكشف معلومات للبشر وزرع رسالة معينة في عقل الشخص النائم.
لماذا نحلم؟
هذا السؤال لم يجد له العلم إجابة مُتفق عليها إلى الآن. بعض الباحثين يرون أننا نحلم فقط لنحقق رغباتنا. سيجموند فرويد، عالم الاجتماع الشهير، كان أحد مؤيدي تلك النظرية، باعتبار أن الأحلام والكوابيس ليست مجرد صور صادفناها في وعينا أثناء اليقظة في حياتنا اليومية فحسب، بل لها معان وإشارات رمزية متعلقة بتحقيق رغباتنا الدفينة.
فيما يوجد اتجاه آخر لدى علماء آخرين، يؤكد أننا نحلم لنتذكر. فقد ثبت أن النوم يرفع من أداء العقل أثناء القيام بمهام ذهنية محددة، فإن رافق النوم حلم سيرتفع الأداء أكثر فأكثر.
أما النظرية الثالثة حول مسببات الأحلام، فتتجه إلى أننا نحلم لنحافظ عى صحة دماغنا، باعتبار أن آلية الحلم تحوي نشاطا مستمرا للدماغ، ما يجعلها تعمل باستمرار، ويساعدها على التماسك وبناء ذاكرة طويلة الأمد. الأمر أشبه بأن تترك التلفزيون مشغلا بجوارك فيما أنت منشغل، المهم ألا يتوقف أيًا كان ما يُعرض عليه.
كما توجد نظرية رابعة تؤكد أن العقل اللاوعي يخلق الأحلام فقط ليطرح حلولا على العقل الواعي؛ لحل مشكلة ما يواجهها النائم، أو لاقتراح أفكارا إبداعية لعمله أو حياته، أو حتى يحذره من أمر ما قد يحدث له.
لماذا يتكرر حلم دون غيره؟
أحيانا، تجد أن هناك حلم ما يلازمك، يأتي من وقت لآخر، قد تتباعد المدة بين المرات التي يأتيك فيها وقد تتقارب. وفقا للتفسيرات السابقة، فإن هذا الحلم قد يكون شيء ترغب في تحقيقه بشدة، ما يجعل عقلك يبحث عن متنفس له فيصور لك في أحلامك أنك حققته.
كما قد يكون ذلك الحلم رسالة من عقلك اللاواعي إلى عقلك الواعي، يحذره من أمر ما أو يقدم له حلًا لمشكلة مستعصية عليه، إلا أنك لم تدرك الأمر بعد ولا يمكنك فهمه ولا تفسيره.
أحيانا يلازمك خوف من أمر ما، كأن يخاف الطالب من الامتحانات بشدة، ما يجعله يحلم دوما إما بالنجاح والتخلص من كل ضغوط المذاكرة، أو بالفشل لفرط خوفه وهوسه من الفشل.
