الميكروويف فيه خطر قاتل.. إزاي؟
طعام قضى ساعات في الثلاجة، لا بأس ضعه بالميكروويف لدقيقتين وسيعود ساخنا وصالحا للأكل، كوب من الشاي نسيته حتى برد، بضع ثوان في الميكروويف وسيعود ساخنا كأنه صُب من البراد لتوّه.
الميكروويف.. ذلك الاختراع السحري الذي يحوّل كل ما هو بارد ومُجمد و«بايت» إلى ساخن و«صابح» كأنه صُنع لتوّه، ولشدة أهميته، أصبح مكونا شبه رئيسي في المطابخ، خاصة مع حديثي الزواج، لأنه يوفر الوقت والجهد، والطعام كذلك، ولكن..
ليس كل ما لديك في المنزل يصلح لأن يُدخل في الميكروويف، بعض الأخطاء البسيطة التي لا تنتبه لها قد تُعرّض حياتك وحياة أسرتك للخطر مع استخدامك للميكروويف.
اللبن
بعض الدراسات توصلت إلى أن تسخين اللبن بالميكروويف، وخاصة لبن الأطفال، يؤدي إلى زيادة قدرة الإيكولاي على النمو في اللبن 18 مرة مقارنة بتسخينه بالطرق التقليدية.
أكثر أنواع اللبن تضررا من التسخين بالميكروويف هو لبن الأم المخصص لإطعام الرُضع، فهو لا يسبب نمو الإيكولاي فقط، بل ويدمر الكثير من مكونات اللبن المفيدة للطفل في سنوات حياته الأولى، والأفضل هو تسخين كوب من الماء ووضع زجاجة اللبن بداخلها.
البيض
إياك أن تُفكر في سلق البيض باستخدام حرارة الميكروويف، مثلما ترى في بعض الفيديوهات عبر الانترنت، فهذا إما سيؤدي إلى فوضى كُبرى بانفجار البيض داخل الميكروويف وهو نيء، أو الأسوأ.. ستحترق أصابعك.
الحرارة الكبيرة الناتجة عن الميكروويف تحتبس بداخل البيضة، وبالتالي فإما تنفجر، وتنظيف بيضة انفجرت أمر شاق جدًا، وإما ستخرج تلك الحرارة إلى أصابع يديك وأنت تُقشّرها فتحترق.
اللحم
تشتري اللحوم المجمدة، أو حتى الطازجة وتُخزنها بالمُبرّد أو الفريزر لحين استخدامها، وحين تقرر طبخها تُخرجها مجمدة إلى الميكروويف، إن كنت تفعل ذلك، فتوقف الآن عن تلك العادة.
اللحوم المجمدة تكون سميكة عند المنتصف وأقل سمكا عند الأطراف، وبالتالي فإن الأطراف تبدأ في النضج، في حين أن منتصف اللحم ما زال مجمدًا داخل الميكروويف، مما يسبب تكاثر البكتيريا، خاصة إن لم يكن الميكروويف يُدير الطعام أثناء وجوده بالداخل.
الأفضل هو أن تترك اللحم المجمد بالثلاجة العادية في الليلة السابقة على طهوه، ليزول التجمّد مع اختلاف الحرارة، وفقًا لنصائح قدمتها جامعة بنسلفانيا.
الخضراوات وخاصة البروكلي
التسخين في الميكروويف، حتى وإن كان على حرارة هادئة، يفقد الخضراوات جزءا كبيرا من قيمتها الغذائية، وتحديدا البروكلي، الذي يكثر تسخينه عبر الميكروويف.
تسخين البروكلي مثلا في الميكروويف يُفقده 11% من قيمته الغذائية ومضادات الأكسدة التي يحتويها، لذلك يُفضل ألا تتعرض الخضراوات، خاصة الغنية منها بمضادات الأكسدة، لأشعة الميكروويف.
الفاكهة المجمدة
شراء الفاكهة المجمدة أو تجميد الطازجة منها وحفظها بالفريزر ليس أمرًا سيئا في حد ذاته، خاصة مع الفاكهة الموسمية التي لا تتوافر إلا في شهور قليلة من السنة، أو الفاكهة التي لا تُزرع في مصر من الأساس، إلا أن استخدام الميكروويف في فكّ تجمدها هو السيء.
معروف علميا أن الفاكهة تبدأ في فقد قيمتها الغذائية بمجرد قطفها من فروعها، وبالتالي فالفاكهة التي جُمعت وتم فرزها ومعالجتها وتجميدها ثم وضعها على الرفوف بالمتاجر لحين وصولها إلى ثلاجتك يعني أنها مرت برحلة فقد لعناصرها لا داعي لأن تُكملها أنت بأشعة جهاز الميكروويف الخاص بك.
دراسة روسية أجريت في سبعينيات القرن الماضي، أثبتت أن استخدام الميكروويف لإزالة تجميد الفاكهة يحوّل المواد المفيدة بداخلها إلى مواد مُسرطنة.. وفي دراسة أخرى في التسعينيات أثبتوا أضرار إذابة تجمد الفاكهة بالميكروويف على الجهاز المناعي.
الأفضل في حال أردت إذابة التجمد من الفاكهة هو إما أن تضعها بالثلاجة العادية لفترة وسيذوب التجمد تلقائيًا، أو إن كنت متعجلا يمكنك تركها في رف علوي بالمطبخ وحرارة المطبخ ستتولى الأمر.
بجانب هذه المحظورات، ليس كل طبق أو علبة أو وعاء تصلح للاستخدام في الميكروويف، ولكن شرحها سيطول وسنتطرق لها في موضوع آخر لاحقا.
