حكاية مسجد تزينه صلبان ويضم ضريح شاه و17 مقبرة للأسرة المالكة

حكاية مسجد تزينه صلبان ويضم ضريح شاه و17 مقبرة للأسرة المالكة

كتب- محمد أحمد:

إلى جانب أهميته المعمارية الكبيرة التي تجلت في حوائطه وزخارفه يستمد مسجد الرفاعي أهمية أخرى حيث يضم في جنابته 17 مقبرة لأفراد الأسرة المالكة إضافة على ضريح لشاه إيران وضريحين آخرين لكبار شيوخ الطريقة الرفاعية في مصر.

يقع مسجد الرفاعي فى منطقة الخليفة بالقاهرة في مواجهة قلعة صلاح الدين الأيوبي وبجوار مسجد السلطان حسن، ووسط مجموعة كبيرة من الآثار التي تؤرخ للعصور الإسلامية التي مرت بها مصر.

صاحبة الفكرة

مدير منطقة آثار الخليفة جمال الهواري يشير إلى أن السيدة خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل هى صاحبة فكرة إنشاء هذا المسجد، حيث يقال أنها كانت قد نذرت نذرا لله تعالى أنه إذا مرت الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد أثناء حكم ابنها فإنها ستقوم ببناء مسجد، وهذا ما حدث بالفعل حيث عهدت إلى مهندس القصور الملكية في ذلك الوقت ورئيس دائرة الأوقاف حسين فهمي باشا بوضع التصميمات الهندسية للمسجد.

وفي موسوعتها "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون" تشير الدكتورة سعاد ماهر إلى أن المسجد لم ينُسب لـ"خوشيار" رغم أنها صاحبة فكرة إنشاءه وإنما سمي بـ"الرفاعي"، واستندت "ماهر" في توضيح هذا الأمر إلى ما كتبه المؤرخ تقى الدين المقريزي من أن موقع المسجد كان يشغله مسجد صغير من العصر الفاطمي لذخيرة الملك جعفر متولي الشرطة ووالى القاهرة، وكانت هناك زاوية صغيرة عُرفت باسم "الزاوية البيضاء" أو "الزاوية الرفاعية" وكانت مقراً لشيوخ الطريقة الرفاعية، وبعد موتهم ألُحق بها قبور لهم مثل الإمام على بن أبى شباك ويحيى الأنصاري، وعندما شرعت والدة "إسماعيل" في بناء المسجد خصصت بعض القبور والمشاهد داخل المسجد لنقل رفات هؤلاء المشايخ، ولكن العامة لم يعرفوا المسجد باسمها وعرفوه باسم "الرفاعي" الأشهر بينهم.

الأهرامات في الصين كمان.. الآثار المصرية «كوبي» في هذه الدول

توقف

وتضيف "ماهر" إن بناء المسجد توقف عام 1885 بعد أن ارتفع مترين عن سطح الأرض وذلك لوفاة خوشيار هانم، وظل العمل متوقفاً لمدة تقارب ربع قرن إلى أن جاء الخديو عباس حلمي الثاني عام 1905 حيث عهد إلى أحمد خيري باشا مدير الأوقاف الخصوصية بإتمام المسجد، ومن ثم عهد "خيري" إلى "ماكس هرتز" باشا الذي كان يشغل وظيفة مهندس الآثار العربية في ذلك الوقت بهذه المهمة، وافتتح المسجد رسميا للصلاة عام 1912.

 أكثر ما يثير الدهشة داخل مسجد الرفاعي هو قبر "جنانيار هانم" زوجة الخديو إسماعيل، والذي يعلوه صليب وتحته آيات قرآنية، وهو ما يثير التساؤل حول ما إن كانت قد أسلمت قبل موتها أم ماتت مسيحية، وهو تساؤل لم يُقابل إلى اليوم بإجابة قاطعة من المؤرخين".

ضريح "جنانيار" ليس الوحيد الذى يضمه مسجد الرفاعي ففى الجانب الشمالي من المسجد شُرعت به ستة أبواب، منها أربعة توصل إلى المدافن واثنان يوصلان إلى رحبتين بين تلك المدافن، ففي الحجرة الشمالية الشرقية يوجد أربعة قبور لأبناء الخديو إسماعيل هم على جمال الدين والسيدة توحيدة والسيدة زينب وإبراهيم حلمي، وتعلو هذه الحجرة قبة حُليت مقرنصاتها بالألوان، وعلى يسار هذه القبة من الجهة الغربية إحدى الرحبتين التي توصل إلى القبة الثانية التى تضم قبرين، الأول للخديو إسماعيل الذي توفى عام 1895 والثاني للسيدة خوشيار هانم والدة "إسماعيل" والتي توفيت عام 1885.

خلق الكون.. من هنا بدأت قصة الهرم عند الفراعنة

وتضم الرحبة الثانية قبور زوجات الخديو إسماعيل حيث يوجد قبر "شهرت فزا هانم" وكذلك قبر "جشم رفت هانم" وهما تركيتين توفيت عام بجانب قبر "جنانيار هانم" شقيقة "ديلسبس".

وفى حجرة مجاورة يوجد قبران أحدهما للسلطان حسين كامل ابن الخديو إسماعيل والآخر لزوجته السيدة ملك، وفى الجزء الآخر من المقابر الملكية فى الواجهة الغربية يوجد قبر الملك فؤاد الأول وقبر آخر لأمه الأميرة فريال وثالث للملك فاروق وهو آخر الملوك الذين تولوا حكم مصر وتوفى فى إيطاليا عام 1965 ونقلت رفاته إلى مصر ليدفن بجانب أسرته.

شاه إيران

ضريح شاه إيران

ويضم المسجد أيضاً قبر شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي جاء إلي مصر عقب اندلاع الثورة الإيرانية عام 1977 وتوفى عام 1980 ودفن فى هذا المكان الذي خُصص له استناداً إلى علاقة النسب والمصاهرة بينه وبين الملك فاروق، حيث أن الشاه كان متزوجاً من الأميرة فوزية شقيقة الملك.

كما يضم المسجد ضريحي الأميرة فادية الابنة الصغرى للملك فاروق والتي دفنت فى هذا المكان في يناير 2003 ، وكذلك شقيقتها الأميرة فريال التي توفيت فى نوفمبر 2009 ودفنت هذا المكان بناء على طلب من أسرتها حتى تكون بجوار أبيها.

وفى زاوية صغيرة أمام المدخل الرئيسي للمسجد يوجد ضريحين للشيخين على أبى شباك ويحيى الأنصاري وهما من شيوخ الطريقة الرفاعية.

صور| هذه أفضل تصاميم العمارة لعام 2016

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر