عُقد الطفولة مستمرة؟.. حلها بالطريقة دي
هل تتمنى العودة للطفولة، المرحلة الخالية من المسؤولية والمتاعب، حيث يوجد دائما من يعتني ويهتم بك؟ حسنا هذا ليس الحال بالنسبة للجميع.
بعض الناس لديهم ذكريات طفولته مليئة بالآلام والكوابيس، بسبب تعرضهم لمشاكل أو حوادث عنيفة في الصغر.
هذه النوعية من المشاكل لا يمتد تأثيرها للكبر فقط، لكنها تشكل شخصياتنا أيضا، فمثلا إذا عانى طفل من مشاكل أسرية، قد يكبر ليصبح خائفا من الارتباط والزواج بشكل مرضي، يفسد حياته.
التعرض للمشاكل في الطفولة أمر لا يمكن أن تلوم عليه نفسك، فأنت غير مسؤول عما يفعله بك الآخرين. وهو يحدث مع أطفال كثيرين، وليس أنت فقط، بسبب الظروف والثقافة السيئة التي ينشأ فيها الأطفال، فإما أن يعاملهم المجتمع أو العائلة بشكل غير مناسب أو لا يحتوونهم عند تعرضهم للمشاكل، وهو ما يزيد الأمر سوءًا.
تقبل المشكلة
مشاكل الطفولة لا تشكل الجانب السلبي من شخصياتنا وحسب، فإذا كانت هذه الحوادث قد انتهت، فالتفكير فيها سيظل يؤذيك في كل مرحلة من عمرك، رغم أن المشاكل نفسها قد انتهت وصارت من الماضي. الأفضل أن تحول هذه المشكلة إلى شيء إيجابي وتفكر في الجانب الإيجابي للمشكلة.
قد تكون هذه المشاكل جعلتك شخصًا أكثر قوة في مواجهة صعوبات الحياة أو شكلت شخصيتك بطموحاتك وأحلامك الحالية. فمثلا إذا كان والديك يعاملانك بعنف في طفولتك، فكر أن هذه المعاملة جعلتك تدرك الآثار السيئة للعنف ضد الأطفال، وأن ستصبح أبًا أو أمًا جيدة ولن تكرر ذلك مع أبنائك.
اقرأ أيضا⇐«سر الكيمياء.. لماذا نقع في حب أشخاص بعينهم؟»
التمس العذر لنفسك
تقبل المشاكل والتسامح النفسي معها أمر صعب للغاية، خاصة إذا كنت تشعر بالذنب تجاه ما حدث أو تحمل نفسك المسؤولية. هذا يحدث بكثرة في الحوادث المتعلقة بالتحرش الجنسي أو الاغتصاب أو موت شخص عزيز أو التسبب في إيذاء الآخرين. لتتخلص من عقدة الذنب عليك أن تنظر للمشكلة كأنك شخص آخر.
تخيل لو حدث نفس الشيء لطفل صغير، ماذا ستشعر تجاهه، هل ستلومه أو ستشعر نحوه بالعطف والشفقة لأنه مجرد طفل.
في الواقع عندما ارتكبت ذلك الخطأ كنت مجرد طفلا غير مدرك، لا يحمله أحد أي مسؤولية، بل يشعرون بالغضب تجاه الشخص أو الظروف التي أوقعت الطفل في هذه التجارب.
اقرأ أيضا⇐«بهذه الخطوات.. اكسر خوفك وتحدث مع الآخرين بدون خجل»
تحدث مع خبير
إذا تطور الأمر لمشاكل كبيرة تسبب لك الاكتئاب أو القلق المفرط أو غيرها من المشاكل النفسية التي تعيق تقدمك في حياتك، فالـ«فضفضة» هي نصف العلاج.
ليس بالضرورة أن تتحدث مع أصدقائك إذا كنت ستشعر بالخجل من أن يعرف المقربون إليك مشاكلك الخاصة أو نقاط ضعفك. ابحث عن طبيب نفسي موثوق فيه، أو صديقك المقرب الذي تثق في عقله وخبرته بالحياة أو إحدى جروبات الدعم التابعة لمراكز التأهيل النفسي، وهناك ستعرف أن لست وحدك في هذه التجربة، وستجد هناك المتخصص الذي يساعدك على تجاوز الأمر.
انسى
ستعتقد أن هذا الأمر مستحيل تماما، لكنه يحتاج للتدريب وأن تدعه يحدث تدريجيًا. نسيان تجربة سيئة كهذه أثرت في تكوين شخصيتك أمر صعب، لكنه سيحدث فقط إذا ملئت حياتك بالأشياء الإيجابية التي تشغلك عن التفكير، مثل عمل تحب أو هواية تمارسها وتملأ وقتك تماما، أو حتى أصدقاء مخلصين يدعمونك نفسيا.
اقرأ أيضا⇐«هل يساعدك فيس بوك على نسيان حبيبك السابق؟»
⇓نرشح لك⇓
