رئيس التحرير أحمد متولي
 وهيحصل إيه لما تبطّل تبص على الـ«فيس بوك» كل شوية؟

وهيحصل إيه لما تبطّل تبص على الـ«فيس بوك» كل شوية؟

كل دقيقتين تفتح الـ«فيس بوك» لتلقي عليه نظرة، ترى من كتب ماذا وما الذي استجد منذ آخر لحظة تركته فيها، ترى الصفحة التي تتابعها قد نشرت فيديو جديد، الأمر لن يأخذ دقائق فلتشاهده إذن.

أحدهم أرسل إليك رسالة، فلتجب عليه، وهناك أمر ما قد استجد عليك معرفة ما الذي يتناقش حوله الجميع وتُبدي رأيك فيه، وبعد أن تُغلق الـ«فيس بوك» تكتشف أن ساعتين قد مضوا دون أن تدري.

تلك العادة التي تجعلك تعيد فتح الـ«فيس بوك» كلما أغلقته وكأنما سيفوتك أهم الأخبار والأحداث، هي في الواقعة عادة تهدر لك ساعات من وقتك دون أن تدري، ولكن ماذا سيحدث حين تتوقف عنها؟

ستقل كآبتك

المصدر الأول للأخبار حاليًا هو الـ«فيس بوك»، كلما فتحته صدمتك أخبار كئيبة عن مقتل أو إصابة مواطنين آخرين، أو أخبار عن احتراق مباني ومنشآت بل ومناطق سكنية وتجارية كاملة.

ستجد أن الصور تحاصرك من كل اتجاه، أينما تذهب تجد صورا لضحايا أو لأهالي مكلومين قتلهم الحزن بعد فقد أحبائهم، تلقائيًا ستنتقل تلك الكآبة إليك وستشعر بالحزن وفقد الأمل.

تقليل وجودك على «فيس بوك» سيجعل تعرضك لتلك النوعية من الأخبار التي تملأك طاقة سلبية أقل، وبالتالي لن تتحول نظرتك إلى السوداوية طوال الوقت.

ستنجز مزيدا من العمل

أكثر ما قد يهدر وقتك أثناء العمل هو كثرة تصفح الفيسبوك، كلما مرت 5 دقائق تترك العمل وتذهب في جولة استطلاعية على موقع التواصل الاجتماعي تعود منها بعد إهدار 10 دقائق على أقل تقدير.

بعد تطور التكنولوجيا واختراع الهواتف الذكية أصبح الإنترنت مرافقا لنا في كل الأوقات وفي أي مكان، وبالتالي أنت تشعر بالملل حين تقرر إغلاق الفيسبوك ولا تجد بديلا تمضي به وقتا.. حسنا هذا وقت العمل.

حاول أن تجرب أن تعمل يوما دون الاطلاع على الفيسبوك، لا تفتحه في الصباح أو  اِلق عليه نظرة فقط كل ساعة ولاحظ كم من العمل ستنجز مقارنة بيومك العادي المزدحم بالفيسبوك.

ستعرف من هم أصدقائك الحقيقيين

قد يصل عدد أصدقائك على الفيسبوك إلى 500 صديق، بل وقد يتخطاه ويصل إلى الآلاف، ولكن في الواقع هل يمكنك حصر أصدقائك الحقيقيين؟ الذين ستجدهم بجوارك في أوقات حزنك وفرحك.. بالتأكيد هم أقل، بل وربما لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

ابتعادك على الفيسبوك سيجعلك تدرك ذلك، ستعلم من سيشعر بغيابك ويفتقدك ويسأل عنك، ومن لن ينتبه في الأساس إلى غيابك وقلة ظهورك، رغم أنه قد يكون أحد أصدقائك الوهميين في العالم الافتراضي.

عقلك سيتنفس

طوال الوقت الذي تنظر فيه إلى شاشة هاتفك فقط لتعرف آخر المجريات وقراءة آخر التحديثات التي نشرها أصدقائك يخنق عقلك في تلك الشاشة  الصغيرة.

عليك أن تحرر عقلك قليلا، وهو ما سيحدث في حالة التوقف عن استطلاع أجواء الفيسبوك كل دقيقتين. يمكنك أن تقرأ كتابا أو تشاهد فيلما أو تجري حوارا حقيقيا مع شخص آخر حول أمر يهمك، هذا سيفتح أبوابا لعقلك كي يعمل ويفكر.

ستعرف أن الـ«لايك» لا قيمة لها

كلما نشرنا شيئا جديدا نترقب هل سيعجب الناس؟ كم شخصا سيضغط على زر الـ«لايك»؟ وكلما زادات الإعجابات كلما شعرنا بالثقة والرضا. رغم أن ذلك ليس له أي صدى في أرض الواقع.

بعدما تقلل تواجدك على الفيسبوك ستعرف أن ذلك الزر الذي نتوق لأن يضغط عليه أي شخص لنا هو في الحقيقة شيء بلا قيمة على الإطلاق في الحقيقة.

ستستمع بحياتك

فقط حين تقرر رفع رأسك عن النظر في شاشة هاتفك وتنظر للحياة، ستستكشف أساليبا جديد تستمع بها بحياتك بمفردك دون الحاجة لرسائل أو إعجابات.

ستعرف أن الحياة ليست كما تبدو عبر الفيسبوك، ومن يبدون لك بؤساء في الحقيقة هم يستمتعون بحياتهم أكثر منك بمراحل، ومن يظهر كشخص جرئ في الحقيقة ربما يخجل حتى من إلقاء السلام عليك.

انفوجراف-الفيسبوك

المصدر

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة