عبدالرحمن درويش يكتب: عندما يصبح الطالب المصري «سيزيف»

عبدالرحمن درويش يكتب: عندما يصبح الطالب المصري «سيزيف»

هناك أسطورة إغريقية عن شخص اسمه سيزيف، استطاع أن يخدع آله  الموت «ثاناتوس» مما أغضب كبير الالهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل  الجبل إلي أعلاه، فاذا وصل للقمة تدحرجت إلي الوادي، فيعود رفعها إلى القمة ويظل هكذا إلى الأبد فيصبح رمزا للعذاب الأبدي.

حال «سيزيف» يشبه حال الطالب المصري، فالطالب يحمل صخرة الامتحانات علي ظهره ظنا منه أنه سيصل للقمة والنهاية، ولكن يجد نفسه يعاود المهمة مجددا وهكذا، في مصر التعليم كأي منظومة مصرية تفشي فيها الفشل والإهمال، فبالتأكيد ستحصل علي منتج ردئ.

الطالب يتعامل مع الدراسة كتعامل المسجون مع السجن يقضي عقوبة إجبارية «كام سنة» ليخرج حرا بعدها، مرحلة ما قبل الثانوية ستجد أن الطالب لا يتذكر منها سوي «كراسة الرسم البياني، وجلاد أصفر» لأن ميس انشراح قد طلبت قبلها اللون الأخضر، هل تتذكر عوامل فشل الثورة العرابية؟ أومناطق زراعة القمح في مصر؟ ستجد نادرا من يتذكر والآخر لن يهتم بحديثك لان اهتماته وقتها «مزة المدرسة» البنت اللي كل الطلبة عايزه تكلمها، الأمر مستمر في الجامعة يشعر الطالب بالخديعة لأنه توقع أنه وصل بالصخرة إلي القمة وأنه كريم عبد العزيز في فيلم الباشا تلميذ.

الجامعة ما هي إلا ثانوية لكن «بنيولوك مختلف» هناك من يذهب مجددا و يحمل الصخرة علي ظهره كسيزيف و يحاول الصعود ثم تسقط منه مجددا و يكرر العملية وهكذا..وهناك من يرفض الأمر ويحاول التغيير فقط عليه أن يواجه «الخوازيق».

الخلاصة التعليم في مصر عبارة عن شهادة تعطيها لوالديك لكي يتفاخروا بها أمام الناس ليس العيب منهم فهم يريدون رؤيتك في أحسن مكانة، وإنما العيب في مؤسسة لا تريد التطوير وتعتبره مضيعة للوقت، الولايات المتحدة بعد أن شعرت بتفوق الاتحاد السوفيتي عليها، بدأت في التفكير والتطوير في شتي المجالات وعلى رأسها التعليم.

لا أنتظر أن تتطور منظومة التعليم ولكن لن أتحول لـ«سيزيف».

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر