خايف ترد على التليفون؟.. اعرف السبب والعلاج من هنا
كتبت- مي مصطفى:
الهاتف وسيلة أساسية للتواصل في إجراء المحادثات الشخصية، أو العمل، وعليه أصبح من الطبيعي أن تزيد معدلات المرض النفسي الذي يطلق عليه المتخصصون فوبيا الهاتف أو رهاب الهاتف، ومصطلحه العلمي: Telephonophobia أوTelephobia.
وتتلخص أعراض «فوبيا الهاتف» في خوف الشخص من إجراء محادثة تليفونية، خوفا من أن تنتهي نهاية غير سعيدة أو أن يفشل في مهمته في التواصل بشكل صحيح، أو حتى في أن يحرجه الطرف الآخر بعدم الإجابة على أسئلته أو الاعتراض على أن وقت الاتصال كان غير مناسب، وربما يدفعه هذا لمطالبة شخص آخر الرد على هاتفه بدلا منه أو حتى إجراء مكالمة تليفونية من هاتفه الشخصي مكانه.
أسباب الإصابة:
- سماع نبأ غير سار
أول الأسباب التي قد تسبب ما يشبه العقدة من الرد على الهاتف هو مواجهة الشخص لموقف استقبال نبأ غير سار، مثل موت عزيز أو تعرضه لحادث، وهو الموقف الذي من الممكن أن يظل في ذاكرته طوال العمر ويتسبب في خوفه من الرد على أي مكالمات تليفونية طوال حياته.
- مكالمات من أرقام مجهولة
أحيانا ما يتعرض الشخص لاتصالات من أرقام مجهولة ويكتشف أنها معاكسات فيتولد لديه شعور تدريجي بالخوف والحذر من الرد على أي مكالمة من رقم مجهول، وهذا النوع تحديدا يعتبر منتشرا بين الفتيات أكثر، لأنهن عادة ما يتخوفن من الاصطدام مع أحد.
- التعرض لموقف محرج
إذا تكرر صد الشخص المطلوب لك بأنه لا يملك إجابة على سؤالك، أو اكتشاف أنك اتصلت برقم خاطئ وأوقعت نفسك في الحرج، أو رد الطرف الآخر عليك بأنك اتصلت به في وقت غير مناسب وتحجج بكونه مشغول، فأحيانا كثيرا يكون تكرار المواقف المحرجة في التليفون من الأسباب التي تصيب الشخص بفوبيا الاتصال.
- تلقي أوامر من مديري العمل
تعتر مكالمات ملاحقات العمل هي السبب الأبرز في إصابة الشخص بفوبيا الهاتف، حيث أن تلك النوعية من الاتصالات عادة ما تتمثل في مطالبة مديرك مهمة إضافية أو بتعديل مرغوب، أو تأنيبه ليك على أمر يخص عمل قدمته، أو حتى الرد على أحد عملائك أو زبائنك يسأل عن شيء ما أو يلومك على قصور في الخدمة التي قدمتها له، وهو نوع من العتاب والملاحقة كافي مرور الوقت أن يسبب للشخص عقدة من الرد على هاتفه بشكل عام وليس فقط على الاتصالات المتعلقة بالعمل.
التخلص من فوبيا التليفون
ويقول أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق وائل أبوهندي إن هناك 4 طرق على الشخص إتباعها للتخلص التدريجي من فوبيا الهاتف:
- اسأل الطرف الآخر عن إمكانية إتمام المكالمة أم لا
هناك حل سهل لتجنب شكوكك في كونك تتصل في وقت غير ملائم، وهو أن تعرف نفسك بالطرف الآخر ثم تسأله إن كان مشغولا أم يمكن إتمام المكالمة، فهذا سيرفع عنك الحرج ويجعلك تستطيع مواصلة المحادثة بشكل أفضل.
وفي حالة إن كنت متخوف من أن ترد على هاتفك، فليس هناك مانع من أن تؤجل الرد، على سبيل المثال فإنه في الأوقات التي تكون فيها مجهدا أو متوترا لا داعي للرد مباشرة بل من الممكن تحويل المكالمة إلى البريد الصوتي ثم سماعها لاحقا والاتصال بالطالب أو انتظار مكالمة أخرى منه.
- التدريب على المواجهة:
هذا يتحقق عن طريق إجبار نفسك على إجراء المكالمات الهاتفية ومواجهة الموقف، ويفضل أن يكون هذا بالتدريج، مثال أن تبدأ في الاتصال بمطاعم أو كافيهات لمجرد السؤال عن مواعيد عملهم، وبعدها تبدأ اتصال بمطاعم لعمل طلب أكل، وبعدها اتصل بشخص غريب عنك لتسأله سؤال بسيط، وعد ذك طور من أداءك أن تجري تلك الأنواع من الاتصالات أمام شخص آخر وليس فقط وأنت وحدك، وإن نجحت كل تلك التجار سيكون دليلا كافيا أنك قد بدأت مرحلة التخلص من فوبيا الهاتف فعلا.
- اصنع طرق مجابهة:
يساعدك التحضير قبل إجراء مكالمة على النجاح في إيصال المطلوب، فرغم أن المتصل يعرف جيدا ما سيقوله، إلا أن المحادثة قد لا تسير بالضبط كما خطط لها، وبالتالي فإن التحضير والتفكير في مختلف الاحتمالات والردود المناسبة يمكن أن يساعد، كذلك فإن من المفيد كتابة النقاط الهامة التي يجب أن تقال.
- لا تأخذ الرفض على محمل شخصي:
إذا رفض الطرف الآخر طلبا منك أثناء المكالمة، لا تنزلق إلى اعتبار الرفض موجها لك شخصيا، ذلك أن هناك أسبابا كثيرة أخرى يمكن أن تشكل سبب رفضه وهو رفض الإجابة عن السؤال أو تلبية الطلب نفسه أو الاستماع لعرضك، وليس رفضا لشخصك، فعليك ألا تسرف في قراءة عقول الآخرين بطريقة سلبية.
- فكر في الإيجابيات:
قبل إجراء المكالمات الهامة التي تتوجس من نتيجتها فكر في المكالمات الناجحة السابقة التي أجريتها، ونظراً لأنه من السهل إخافة نفسك من خلال التفكير في الفشل، لذا عليك التفكير في المكالمات الناجحة التي قمت بها والنتائج الإيجابية التي حصلت عليها من قبل.
وحتى في حالة تلقيك اتصال هاتفي من زميلك أو مديرك في العمل، فبدلا من توقع السيئ من قبل الرد، من الأفضل أن تفكر في مواقف إيجابية انتهت المكالمات فيها نهاية جيدة.