كيف تتعامل مع زوجتك إذا أصرت على إخفاء ماضيها؟

ردًا على أحد الخطابات، اقترحت ماريلا فوريستراب، الكاتبة في قسم العلاقات الإنسانية بصحيفة «أوبزرفر» البريطانية، حلًا لهوس الزوج بشأن معرفة جميع العلاقات السابقة التي مرت به زوجه قبل الارتباط به وما يترتب عليه من نزاعات دائمة وفقدان الثقة والحميمية بين الطرفين.

تعتبر «فوريستراب» سؤال زوجتك عن عدد الرجال الذين أحبتهم قبل الارتباط بك فظًا ولا يصح طرحه، ومن الممكن أن يدفعها الإلحاح في معرفة الأمر إلى تضليلك بعدد أقل من الحقيقي.

قبل العلاقة

قبل أن تبدأ علاقتكما، تقول «فوريستراب»، كان كلاكما يستمتع بالحياة بكل ما فيها من تجارب؛ يدعو بعضها للفخر ويدعو بعضها الآخر للخزي، وموافقة كليكما على الارتباط من خلال الزواج لا يعني إعطاء أحد الأطراف السلطة لمعرفة ماضيك بأكمله، وإنما اتفاق كلا الطرفين بالإخلاص إلى بعضهما البعض إلى الأبد.

"إذا أردت حقًا أن تعرف الأمر، فالغضب ليس الطريقة المثلى لمعرفة ما تريده، وعليك أن تسأل نفسك لماذا تريد معرفة تلك المعلومة؛ إذا فكرت قليلًا ستجد أنها لن تشكل فارقًا على الإطلاق لأنها مهتمة بك أنت الآن".

8 صفات تبعد النساء عنك

النزول بمستوى العلاقة

تضيف: أيضًا، ربما يعطي سؤالك إيحاءً بأنك تريد معرفة عدد الذين ارتبطت بهم قبلك لأنك لا تثق بقدرتك على كفايتها في حياتكما الزوجية، إلى جانب الشعور بعدم الأمان الذي سيحفزه هذا النوع من الأسئلة وكذلك النزول بمستوى العلاقة على عكس المفترض.

إذا كان صحيحًا ما قلته بشأن عدم ثقتك بنفسك، تستطرد «فوريستراب»، فبدلًا من حساب عدد الذين ارتبطت بهم زوجتك قبل الدخول معك في علاقة، حاول أن تحسن ما تتملكه من امتيازات.

تستكمل: "لا تُقدر قيمة العلاقات بكثرتها، وإنما بالقيمة التي تركتها التجربة في الشخص، ومقارنة العلاقات على نحو تنافسي يسيء إلى العلاقة، لأن ما هو مفترض أن يدركه الزوج أن التجربة هي انجذاب بين شخصين قررا استكشاف كيف ستكون علاقتهما سويًّا".

العلاقة الرائعة

«أن يكون ما تقدمه بالعلاقة مألوفًا أو اعتياديًّا ليس بالضرورة المقابل السيء للعلاقة الرائعة، بل من الممكن أن تكون ممهدًا لها».

عليك أن تعرف، أن العلاقة التي تشعر الطرفين بالاكتفاء بشريكهم هي التي يعرف الاثنين بعضهما البعض بدرجة كافية تمنكهم من التعبير عن رغباتهم الدفينة وما يحلمون به وتعمل على إزالة الحواجز بينهم، وهي درجة ستجعلك تلقائيًّا تتعرف على ما كانت ترغب به في العلاقات السابقة وفشلت في تحقيقه.

«الاعتقاد بحتمية معرفة كل شيء عن الشخص المرتبط بك ما هو إلا وهو، حتى إذا عرفنا الكثير من الأمور الكبيرة والصغيرة، سيظل كل منا لغزًا إلى درجة تجعل بعضنا يجد صعوبة في فهم نفسه».

هل يتسبب الزواج الثاني في سعادة الرجل؟

لا تُحصيها

أيًّا كانت طبيعة العلاقات التي مرت بها زوجتك قبل الارتباط بك، توضح «فوريستراب»، وبصرف النظر عن تعددها أو قلتها، فهي جميعًا قادتها إليك، ولهذا السبب يجب أن تكون ممتنًا لهذه التجارب؛ لا أن تعكف على إحصائها وجعلها ذريعة لعدم الثقة بزوجتك.

تلفت: "الحياة الإلكترونية التي انغمس فيها أغلب الشباب منذ عدة أعوام جعلت حياتهم الخاصة؛ ماضيها وحاضرها، مشاعًا أمام الجميع، بما يشاركونه على مواقع التواصل الاجتماعي من تفاصيل دقيقة بشأن حياتهم، إدراك ذلك يجعلك تقدر قيمة الاحتفاظ ببعض الأمور لنفسك؛ الأمر ذاته الذي تفعله زوجتك".

"في النهاية، إذا شعرت زوجتك أنك لا ترقبها أو ترصد أفعالها، ستشعر بأمان أكبر للتحدث معك، والعكس صحيح؛ فيمكن أن يدفعها إلحاحك إلى أن تعتبر ماضيها بلد آخر تلجأ إليه للابتعاد عن هذا الترصد، وعلى هذا فإن ترك مساحة شخصية لشريكة حياتك يجعلها أكثر انفتاحًا للحديث عن أمور شديدة الخصوصية، بل وتقربها منك".