هل يمكن أن يسقط قمر صناعي فوق رؤسنا؟ ماذا ستفعل وقتها؟
من الممكن أن تتوقع أي شي وأنت تسير في الشارع، إلا أن يسقط قمر صناعي فوق رأسك.. لكن ماذا ستفعل لو حدث فعلًا؟
فمع تزايد كميات النفايات الفضائية، مثل الأقمار الصناعية التي خرجت عن الخدمة، والشظايا الناتجة عن الرحلات الفضائية، تزيد احتمالية أن تخترق هذه النفايات الغلاف الجوي، وتسقط على رأسك فعلًا!
يقول باحث الفضاء الألماني «سباستيان ويليمز» أنه يوجد العديد من الأقمار الصناعية التي تسبح في مدار حول الكرة الأرضية، وستهبط عاجلًا أو آجلًا. ومن المحتمل أن تتحطم هذه الأقمار الاصطناعية.
اقرأ أيضا⇐«هذه القبائل تعيش مع النمور في سلام»
ويقول محاضر رئيسي لمادة هندسة الفضاء الجوي بإنجلترا، «هيو لويس» أنه من الواضح أن عدد الأجسام العالقة في المدار حول الأرض التي نتعقبها يتصاعد بشكل عام.
ويضيف لويس: «لقد رأينا بالفعل بعض الأجسام الفضائية تعود إلى الغلاف الجوي للأرض منذ بداية عصر الفضاء. فقد أصبح من المعتاد أن يعود جسم فضائي كبير الحجم إلى الغلاف الجوي للأرض كل ثلاثة إلى أربعة أيام، ولا يلوح في الأفق حل لهذه المشكلة».
على الرغم من أن الأقمار الصناعية الكاملة لا تنجو من الاحتراق عند اختراق الغلاف الجوي للأرض بسرعة هائلة، فإن الكثير من مكوناتها الكبيرة الحجم تتمكن من دخول الغلاف الجوي للأرض.
ولكن مع كل هذه المواد التي تسقط من السماء بانتظام، لماذا لا تنتشر كتل النفايات الفضائية في أنحاء الأرض، ولا تخترق أسطح منازلنا أو تسقط فوق رؤوسنا؟
في الغالب، يرجع ذلك إلى أن مراقبي البعثات الفضائية يخططون للكيفية التي ستعود بها الأقمار الصناعية المعطلة إلى الأرض، مستعينين في ذلك بالوقود المتبقي لدفعها خارج المدار في مسارات خاضعة للرقابة حتى تحترق فوق مناطق قصيّة من المحيط.
إلا أن مصدر القلق الأكبر هو عودة مركبات فضائية معطلة لم يُخطط لعودتها
وقياسًا بحوادث الطرق التي تحصد أرواح مليون شخص سنويًا، فإن احتمال أن تصاب جراء سقوط كتلة من قمر صناعي قديم من فوق رأسك ضئيلة للغاية. ولكن هذا الاحتمال لا يستهان به، لأن الدولة التي تطلق مركبة فضائية تتحمل المسؤولية القانونية والمالية، بموجب اتفاقيات الأمم المتحدة، عن أي ضرر تلحقه هذه المركبات الفضائية.
إلا أن مصدر القلق الأكبر هو عودة مركبات فضائية معطلة لم يُخطط لعودتها.
ولهذا، تحرص وكالات الفضاء على تقليل احتمالات سقوط أجسام من السماء إلى أدنى حدٍ. وسيستعان بتجارب وكالة الفضاء الألمانية للمساعدة في فهم الشظايا التي تهيم في الفضاء بصورة أوضح وتتّبعها، ولذا فحتى الأجسام التي لم يكن مخططًا لها أن تعود إلى الأرض سيصبح من الممكن مراقبتها بمزيد من الدقة.
اقرأ أيضا⇐«في دولة عربية.. منازل نصفها فوق البحر والآخر تحت الماء»
المصدر: BBC