لماذا اختفت الأعمال التاريخية من الدراما؟

لماذا اختفت الأعمال التاريخية من الدراما؟

شهدت الفترة منذ عام 1980 تدفقا في إنتاج المسلسلات التاريخية ذات الطابع الديني والسياسي والاجتماعي.

من أبرز هذه الأعمال مسلسل «محمد رسول الله» الذي أُنتج عام 1980، ويروي قصص الأنبياء ابتداء من النبى إبراهيم عليه السلام وانتهاء بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، ومسلسل «السيرة الهلالية» المستوحى من إحدى القصص الشعبية القديمة التي عشق المصريون الاستماع إليها، وتم إنتاجه في رمضان عام 1997، من تأليف السيناريست يسري الجندي، وإخراج مجدي أبوعميرة.

إضافة إلى ما سبق، برزت هذه المسلسلات: «القضاء في الإسلام» الذي قدم في 9 أجزاء في التسعينات، «بن حزم» إنتاج 1998، «الترمذي» انتاج 1990، «عصر الأئمة» انتاج 1994، «عقبة بن نافع»،  «عمر بن عبد العزيز»، انتاج 1990، «أبو حنيفة النعمان» انتاج 1997،  «الليث بن سعد»،  «الملك فاروق»، من انتاج 2007، «هارون الرشيد»، وغيرهم.

إلا أن أمرا ما تسبب في اختفاء أو إخفاء الأعمال التاريخية من الدراما المصرية خاصة. يظهر ذلك بوضوح حين تصنف مسلسلات رمضان للعام الحالي، التي تخطت الثلاثين منتجا، ليس من بينها ما يهتم بالحقب والشخصيات التاريخية.

في التقرير التالي «شبابيك» يستعرض سر الاختفاء المفاجئ والأسباب والدوافع من خلال نقاد سينمائيين ومتخصصون في الدراما.

فقر الابداع ومحاذير الرقابة

ترى الناقدة الفينة ماجدة خيرالله، أن فقر الابداع والانتاج معا، يتسبب في تحجيم عرض الأعمال التاريخية، ذات البحث المتعمق، والانتاج الضخم، كما أن مؤسسة الأزهر وسلطة الرقابة تفرض محاذير تجعل فكرة إنتاج عمل ديني أو تاريخي نوع من المجازفة. وبحسب خير الله، في حال شجعت الدولة على إنتاج مسلسلات دينية وتاريخية دون قيود، ستجد الكثير من الكتاب يتطرقون للأعمال التاريخية.

لا يفوتك في رمضان.. برامج المتعة والإفادة

الرصد الدقيق والموضوعي للأحداث

يعترض رئيس قسم السيناريو بمعهد السينما محمد كامل، على انتاج الدراما الدينية «أنا ضد أي مسلسل ديني لأن الدين موضوع خاص بين الشخص وربه والمسلسلات الدينية المصرية تسيء للدين».

إلا أن كامل لا يمانع سرد أعمال درامية لوقائع تاريخية سواء من التاريخ الإسلامي مثل مسلسل الحسن والحسين أو القبطي.

ويؤكد رئيس قسم السيناريو بمعهد السينما على ضرورة الرصد الدقيق والموضوعي للمسلسلات المرتبطة بالتاريخ حتى لا تقدم شائعات مغلوطة تاريخيا.

المثالية تسبب عزوف الجمهور

المخرجة هالة خليل، توضح أن الأعمال الدرامية لا يطلب منها أن تكون مثالية 100% سواء كانت تاريخية أو غير ذلك، المهم كما ترى أن يكتب بشكل إنساني، وبمنطق تربوي وبطريقة مباشرة وموجهة، مع مراعاة اكتساب قيمة الجاذبية.

توضح أن فقدان بعض الأعمال التاريخية لجاذبية المشاهدين، يسبب فقرا في إنتاج هذا النوع من الدراما، تضيف «الكتابة الفنية لها معايير وشروط، الكتابة الدرامية لها دور في جعل العمل يجذب المشاهد»، وتفرق هنا بين الأعمال التي تعتمد عل الشخصية في حد ذاتها كعنصر رئيسي في عملية الجاذبية والقبول لدى الجمهور، على حساب الكتابة، فهي ترى أن استمالة الجمهور تعتمد على الكتابة أكثر من شخصية الممثل.

وتعترض هالة خليل، على إظهار الشخصيات التاريخية بشكل مثالي طوال العمل، لأن الدراما تعتمد على «نقائص» في الشخصيات حتى تكون درامية، كمان أن المشاهد لا يشعر بقرب الشخصية منه باعتبار أنه ليس مثاليًا.

تؤكد المخرجة الشهيرة على التوازن بين الجانب الايجابي والسلبي في عرض الشخصيات على الجماهير، حتى لا تفقد الأعمال التاريخية متابيعها.

خلي بالك.. كل دي أخطاء تاريخية في مسلسلات رمضان

   

رغدة جلال الدين

رغدة جلال الدين

صحفية مصرية تكتب في المجال الفني، إلى جانب كونها ممثلة ومغنية بفرقة «بهججة»