ميسي مع الأرجنتين.. ثقة مفقودة واستسلام للإحباط

ميسي مع الأرجنتين.. ثقة مفقودة واستسلام للإحباط

كان ليونيل ميسي يرغب في الاحتفال بعيد ميلاده التاسع والعشرين حاملا لقب "كوبا أميركا"، لكن ركلة الجزاء التي سددها "في السماء" أمام تشيلي في نهائي البطولة حولت احتفاله المفترض إلى دراما مأساوية، بعدما خسر منتخب بلاده بركلات الترجيح 4-2.

السنوات تمر على ميسي الذي أصبح على حافة الثلاثين دون أن يشبع ظمأ جماهير الأرجنتين، وظمأه الشخصي، ببطولة مع "راقصي التانجو"، وخسر أفضل لاعب في العالم فرصة جديدة لتقليص الفجوة الهائلة بين إنجازاته في مسيرته العامرة مع العملاق الكتالوني برشلونة الإسباني، وإخفاقاته المكررة مع منتخب بلاده في الظفر بلقب كبير.

لكن ميسي الآن اختار طريقه وقرر اعتزال اللعب الدولي، بعد ضغوط كبيرة وانتقادات بالجملة وجهت له من جماهير الأرجنتين، التي كانت تتعشم في أن يصبح خليفة للأسطورة دييغو مارادونا.

فنظرة عابرة على سجل ليو مع الفريق الكتالوني تظهر أن اللاعب الفذ الذي حقق 28 لقبا في "كامب نو"، خسر جميع نهائيات البطولات الكبيرة التي خاضها بالقميص السماوي والأبيض.

وأحرز ميسي لقب الدوري الإسباني مع برشلونة 8 مرات وكأس ملك إسبانيا 4 مرات وكأس السوبر المحلية 6 مرات، كما فاز بدوري أبطال أوروبا 4 مرات والسوبر الأوروبية 3 مرات ومثلها في كأس العالم للأندية.

إلا أن سجل اللاعب الحاصل على الكرة الذهبية 5 مرات مع منتخب الأرجنتين يكاد يكون خاليا إلا من بطولة كأس العالم تحت 20 عاما سنة 2005، وذهبية كرة القدم في أولمبياد بكين عام 2008.

أما على مستوى المنتخب الأول فخاض ميسي 3 نهائيات من بطولة "كوبا أميركا" أعوام 2007 و2015 و2016، ونهائيا واحدا لكأس العالم عام 2014، والمحصلة صفر.

وتزداد التساؤلات عن سبب هذه الفجوة فيما قدمه ميسي مع برشلونة من جهة، ومع المنتخب الأرجنتيني من جهة أخرى، والإجابات يمكن أن تستند إلى أسباب نمطية على غرار الإرهاق من المواسم الكروية المتتالية مع برشلونة الذي يخوض ما يقترب من 60 مباراة في كل موسم، وحالة التشبع من البطولات التي يعيشها ليو مع البارسا، وتنعكس سلبا على أدائه الدولي.

لكن يبدو أن ميسي يخوض مباريات المنتخب الأرجنتيني، لا سيما المهمة منها، بأرجل مرتعشة وثقة مفقودة، ولا يتمكن المراوغ البارع من تحمل الضغوط الكبيرة الملقاة على عاتقه من قبل الجماهير التي لم تفرح بتتويج منذ عام 1993.

وقد يكون هذا هو الفارق الجوهري بين ميسي ومارادونا، الذي تحرر من الضغط الجماهيري وأصبح بطلا شعبيا في الأرجنتين عندما قادها للفوز بكأس العالم 1986 في المكسيك.

والآن أغلق ميسي الباب أمامه لتحقيق إنجاز دولي بقرار اعتزاله المفاجئ، فقد كانت أمامه فرصة شبه أخيرة للفوز ببطولة، إما مونديال روسيا 2018 أو كوبا أميركا 2019 في البرازيل، ليؤكد أنه رفع الراية البيضاء واستسلم للإحباط، ولم يعد قادرا على مواجهة الضغوط والانتقادات الأرجنتينية التي حولته إلى قزم في أعين محبيه.

المصدر: سكاي نيوز

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر