التجاهل بشياكة.. دليلك للتعامل مع اللي مش عايز تخسرهم
هل تعرضت من قبل لتصرفات غير محتملة من شخصيات قريبة منك؟ كيف تصرفت حينها؟ هل رأيت في التجاهل خير وسلية للرد أم كظمت غيظك حتى فاض الكيل بك ولم تحتمل؟
ربما يكون التجاهل وسيلة فعالة في بعض الحالات، ولكن ماذا عن بيئة العمل؟ أيكون فيها التجاهل أمر فعال أم لابد من الحزم؟ وإذا كان ذلك كيف يُمكنك إتقان فن التجاهل بطريقة تجعلك لا تخسر أحدًا وفي نفس الوقت لا تتركهم يدمرون نفسيتك؟
يقول استشاري العلاقات الاجتماعية والأسرية الدكتور أحمد علام، إن طبيعة العقل الباطن هي التي تتحكم في مدى احترافنا للتجاهل من عدمه، موضحًا أن برمجة العقل الباطن على رؤية السلبيات فقط سيجعل من عملية التجاهل أمرًا في غاية الصعوبة.
إزاي تتعاملي مع «البجحين»؟
وعن كيفية احتراف التجاهل، يضيف «علام»: «يجب أن نعلم أن نوعية الشخصيات هي التي تحدد لنا كيف سنتعامل معهم، فمثلًا الطريقة التي نحتاجها مع أشخاص باقيين عليهم تختلف كل الاختلاف عن هؤلاء الذين لا نرغب في استكمال الطريق معهم».
أولًا: بالنسبة لأولئك الذين نرغب في استكمال العلاقة معهم، أوضح «علام» أن: «هذه الشخصيات تحتاج منك نوع معين من التجاهل يعتمد على خطوتين، الأولى تقوم بها بينك وبين نفسك، بحيث إذا كان هذا الشخص غير متعمد لتلك التصرفات يُمكنك تدريب نفسك على تقبل الوضع بشكل صحيحٍ ودون خسارته، أما إذا كان عن قصد فهنا لابد لنا من اللجوء للخطوة الثانية والتي تعتمد على تصرفات حازمة لكنها ليست مباشرة؛ ضمانًا لاستمرار العلاقة بينكما ومنعًا لكبت المشاعر السلبية داخلك».
ركز على الإيجابيات
ما دام الشخص يفعل ما يُزعجك دون قصد، فهذا يعني أنك في حاجة إلى تذكر إيجابيته دائمًا حتى تساعدك هذه الخطوة على إصدار ردود مناسبة، لا هي تعمق إحساسك بالهزيمة ولا هي تدمر علاقتكما للأبد.
برمج عقلك على هذه الإيجابيات حتى تظهر أمامك دائمًا، فتكون وسيلة آمنة لعلاقة طويلة الآمد، ولكن لا تنس قبل التجاهل أن تتعرف على الأسباب الحقيقة لهذه التصرفات، التي قد تكون أنت سبب رئيسي فيها، فعلى سبيل المثال قد تكون طبيعة شخصيتك لا تفضل الحديث كثيرًا، فيرى من حولك وحتى أقاربك أنك شخص متكبر فيتهمونك بأمور بعيدة تمامًا عنك، فيكون رد فعلك هو التجاهل وهذا ليس بصحيحًا في هذه الحالة.
انسى المواقف السلبية
أنت في حاجة أيضًا إلى الابتعاد عن مواقف الشخص السلبية معك. لا تقل لنفسك «لابد وأنه قاصد، ولماذا لا فهو من يحرجني دائمًا أمام الآخرين»، هنا لاشك أن غضبك سيجعلك لا ترى حقيقة الأمر، كما ستزداد لديك شحنة الكراهية للآخرين.
عدم التواصل بالعين
عند الحديث مع الشخص المزعج لك لا تجعل عينيك دائمًا عليه، اجعلها غير مستقرة، مرة ثبتها عليه وأخرى على أي شىء آخر سواءً كان كتاب أو موبايل أو أوراق، ولكن احرص على عدم المبالغة في هذا الفعل حتى لا تخسره، فقط استخدمه بمعدل دقيقة له ودقيقة لأي شىء آخر حتى تشعره أنك غير راضي عن فعله.
الشعور بالانشغال
عندما يتحدث إليك، حاول أن تشعره أنك مشغول في فعل شيء ما ولكن احرص على الموازنة بين إبراز هذا الانشغال وبين الحرص على علاقتك معه، واجعل عينيك زائغة بينه وبين ما تفعل حتى يشعر أنك متغير ويراجع نفسه.
وفي حال أن الشخص في حاجة إلى موقف حازم، يقول الدكتور أحمد علام: «هناك أشخاص مهما حاولت أن تتجاهلهم يكونوا في حاجة إلى موقف صارم، ومادمت لا تريد خسارتهم فهنا يمكنك»:
7 نصائح للتعامل مع الشخص «العصبي»
الربط بين الموقفين
اذهب إلى هذا الشخص، واحكي له أنك مستاء من موقف تعرض له أحد الأفراد أمامك، بحيث يكون هذا الموقف هو ما تعرضت له أنت وليس أي شخص آخر، وهنا سيشعر لا محالة أن الكلام موجهًا له دون أن تنطق بكلمة.
الاستعانة بتمثيلية
رتب مع أحد أصدقائك أن تقوم أنت بفعل التصرف الذي تعرضت في شكل تمثيلية مع صديقك وذلك أمام هذا الشخص، ثم اجعل صديقك هذا يتخذ موقفا حازمًا ضدك، ليقوم بعد ذلك بالذهاب إلى هذا الشخص والشكوى له منك، حينها سيتذكر سريعًا مع قام به معك وإذا لم يعتذر لك لن يكرر خطأه مرة أخرى.
ويرى الدكتور «علام» أن: «هناك حالة وحيدة من الصعب ممارسة التجاهل بها، وهي عندما يكون هذا التجاهل موجهًا لرئيسك في العمل»، لافتًا إلى أن هذا لا يعني على الإطلاق تحمل هذا الكم من الضغوطات وإنما يحتاج فقط إلى معرفة طبيعة هذا الشخصية ومفاتيحها حتى تتوصل في النهاية إلى حل يُبقيك فترة أطول دون تقديم الاستقالة التي تأتي في حال عدم القدرة على تحمل الضغوطات النفسية.