المنفذ «مختل» والمتهم «عربي».. متى تتغير الصورة النمطية؟

المنفذ «مختل» والمتهم «عربي».. متى تتغير الصورة النمطية؟

لطالما أشارت أصابع الاتهام، عند وقوع أي اعتداء في الغرب، إلى العرب والمسلمين، حتى قبل إجراء التحقيق أو معرفة التفاصيل، إلا أن الهجومين اللذين وقعا مؤخرا في كل من ألمانيا واليابان، وأدين بعدهما متهمان ثبت أنهما يعانيان من "خلل عقلي"، يفترض أن يبدلا تلك الصورة الذهنية القاصرة والمتحيزة في آن. ولسنوات عدة اعتاد كثيرون إلصاق تهم تدبير وتنفيذ "الهجمات الإرهابية" بالعرب والمسلمين، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر الدامية، التي نفذها عرب يدينون بالولاء لتنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ثم ما أعقبها من هجمات متتالية ردا على حربي العراق وأفغانستان، وما تشهده المنطقة حاليا من أحداث عنف تتزامن مع معارك ببلدان عدة.

إلا أن الهجوم الدامي الذي شهدته مدينة ميونيخ الألمانية، الجمعة الماضية، واتهم على أثره ألماني الجنسية "مختل عقليا يعاني من الاكتئاب" بارتكابه قبل أن يقدم على الانتحار، يُفترض أن يحوّل بعض مؤشرات الاتهام إلى مرضى يرتكبون عمليات قتل وإرهاب، بغير وعي ولا دراية منهم.

فقد قال قائد شرطة ميونيخ، هوبرتوس أندري، في مؤتمر صحفي، السبت الماضي: "وجدنا دلائل تشير إلى أنه (مطلق النار في ميونيخ) مهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقليا" الذين يرتكبون عمليات قتل.

لا علاقة

ونفى أندري وجود صلة بين منفذ الهجوم وبين تنظيم داعش، أو أي تنظيم متطرف آخر، بعدما فتشت السلطات منزله. مؤكدا كذلك أن الهجوم لا علاقة له باللاجئين.

وعثر المحققون بالمنزل على كتب عن القتل الجماعي، بما فيها كتاب بعنوان "غضب في الرأس: لماذا يقتل الطلاب؟". وفسر قائد شرطة ميونيخ ذلك بأن المسلح "كان مهووسا بالقتل الجماعي بحوادث إطلاق نار".

دور داعش

ولطالما كان لتنظيم داعش، منذ ظهوره المريب قبل سنوات، السبق في تنفيذ العمليات الإرهابية في الدول الغربية، وهي العمليات التي تؤدي إلى تشويه صورة العرب والمسلمين.

كما أدى تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط بوتيرة سريعة إلى الدول الغربية، إلى "استسهال" إلقاء التهم عليهم "جزافا" عقب وقوع أي حوادث إرهابية، وذلك بدافع رغبة البعض في عدم استضافتهم، أو حتى لتورط عدد من اللاجئين في حوادث فردية.

لكن دور التنظيم الإرهابي وتأثيره، والتنفيذ المفترض دوما للأيدي العربية لم يكن لهم مرة أخرى أي علاقة بما جرى في اليابان في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، حين وقع هجوم نادر، نفذ خلاله المدعو ساتوشي يوماتسو جريمة بشعة بعدما قتل 19 شخصا طعنا أثناء نومهم، وأصاب 25 على الأقل، داخل منشأة للمعاقين بمدينة ساجاميهارا.

وبمجرد الإعلان عن الحادث انهالت "التخمينات" بأن المنفذ عربي، وهي تخمينات لم يخرسها سوى خروج مسؤول يعلن أن المشتبه به في عملية الطعن الجماعي كان قد نقل إلى المستشفى في وقت سابق هذا العام بعدما عبّر عن "استعداده لقتل المعاقين" إذا وافقت الحكومة..!

وأضاف المسؤول لـ"رويترز" إن يوماتسو أخبر الشرطة بأنه سيقتل العديد من المعاقين، إذا وافقت الحكومة على ذلك، ما يشير إلى خلل نفسي أكيد.. وخطير.

المصدر: سكاي نيوز

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر