رئيس التحرير أحمد متولي
 سيناريوهات تكرار تمرد.. هل تترك المعارضة السيسي «علشان يبنيها»؟

سيناريوهات تكرار تمرد.. هل تترك المعارضة السيسي «علشان يبنيها»؟

مع انتشار حملة «علشان تبنيها»، من أجل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى، للترشح لفترة ثانية، نجحت الحملة في جذب العديد من الفنانين واللاعبين السابقين والحاليين إليها، بالإضافة إلى أكثر من 120 من نواب مجلس الشعب، وذلك وسط حالة من الصمت لأحزاب لمعارضين وقوى سياسية.

انطلقت الحملة في جميع المحافظات وجمعت آلاف التوقيعات، وبدأت في الانتشار بشكل كبير، فهل تطلق القوى المعارضة حملات مناهضة ولماذا لا تترك السيسي لفترة رئاسية ثانية؟

أمر متوقع

مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الاشتراكي، يرى أن انطلاق حملات من أجل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي مثل حملة «علشان تبنيها» هو أمر «متوقع»، فهي عبارة عتن حملات تعبئة لدعمه وانتخابه في الدورة المقبلة، ولا يرى أي مشكلة في ذلك إذا كنا نرغب في حملة رئاسية حقيقية.

ويضيف الزاهد: «ليست المشكلة في وجود فريق يدعم السيسي، فهو أمر متوقع، ولكن يجب أن تكون هناك فرص تنافسية ويتاح نفس المناخ لمنافسيه، ويستطيع المؤيدين التعبير عن آرائهم بكل حرية، فيجب أن نكون من أنصار حرية الرأي ويصرح كل فرد بما يشاء».

الإفراج عن السجناء 

وأكد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الاشتراكي، أنه يقتضي توافر العديد من الاجراءات المهمة أبرزها: الإفراج عن سجناء الرأي، والعفو الشامل لأي سجين في قضية رأي، فنحن لا نطالب بالإفراج عن البلطجية، ولا يليق أن يكون أصحاب الرأي رهن السجون.. «هذا شرط مهم للغاية».

وتنفي الحكومة المصرية دائما وجود أي محتجز رأي في السجون المصرية، وتقول بأن جميع القضايا المتورط فيها معارضون جنائية.

المنافسون في قنوات الدولة

يجب إتاحة الفرصة للمنافسين للظهور في القنوات التلفزيونية المملوكة للدولة، وليست القنوات الفضائية الخاصة.. هكذا يرى الزاهد الذي يقول إن «هذا حق الشعب الذي يدفع الرواتب من الضرائب، وذلك سواء كانت هناك انتخابات أو لا، وهذا الشرط غائب وهناك تضييق على الأحزاب والمعارضة».

المواقع المحجوبة وحرية الرأي

وشدد مدحت الزاهد، على ضرورة توفير مناخ عام في المجتمع برفع الحصار عن النقابات والأحزاب، بالإضافة إلى ضرورة إعادة المواقع الإلكترونية المحجوبة، وقال إن: «حظر المواقع حرم الأحزاب والمعارضين من التواصل مع الجمهور، وفرض التواصل مع مواقع بعينها، وبات الرئيس هو المهيمن، ويقوم بتعيين رؤساء الهيئات الإعلامية وربع المجالس، وباتت فرص التواصل مع الجمهور منعدمة».

وأشار إلى أن رجال الأعمال أصبحوا مسيطرين على الفضاء الإعلامي، وأصبح «السيسي ينافس السيسي.. فتغليظ العقوبات وحظر النشر كلها أمور ترسم حدود حرية الرأي، فمثلًا قانون التظاهر وافق عليه الرئيس وحظر أي مظاهر احتجاج على بُعد 800 متر من المؤسسات الهامة، الرئيس لم يترك أي مساحة للرأي والمناخ مقيد للحريات، يجب أن يتاح للأطراف الأخرى المنافسة نفس الأمور».

الرئيس يترشح بناء على طلب الجماهير

السياسي حازم عبد العظيم، يرى هو الآخر أن ظهور حملة «علشان تبنيها» أو حملات أخرى مماثلة أمر متوقع، وقال لـ«شبابيك» إن: «هذه الحملة التي تم إطلاقها مؤخرًا مثل حملة تمرد في السابق، وزعم بوجود تهديدات من أجل جمع 6 أو 7 ملايين مؤيد».

جميع وسائل الإعلام ستحتفل عقب توقيع الملايين على استمارة حملة «علشان تبنيها» لتؤكد أن هناك رغبة شعبية لاستمرار الرئيس السيسي في منصبه.. هكذا يرى عبد العظيم الذي كان عضوا في الحملة الرئاسية السابقة للرئيس عبدالفتاح السيسي.

ويضيف: « بعد ذلك يخرج الرئيس ويعلن ترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة بناء على طلب الجماهير».

هاشتاج المعارضة يتصدر

وعن احتمالية ظهور حملات أخرى مضادة لحملة «علشان تبنيها»، استبعد الناشط السياسي هذه الفكرة، وقال «ولكني أطلقت هاشتاج مش عايزينك وأصبح ينافس علشان تبنيها وتفوق عليه في الساعات القليلة الماضية، وهذا الهاشتاج يوضح المطالب الشعبية الحقيقية، ولكننا نعلم أن الهاشتاجات متغيرة ويمكن أن يتم إطلاق هاشتاج آخر ويتفوق عليه خلال وقت قصير».

تراجع الشعبية سبب الحملة

«تدني شعبية السيسي خلال الفترة الماضية سبب إطلاق حملة علشان تبنيها»، هكذا علق شريف الروبي، القيادي بحركة شباب 6 إبريل «الجبهة الديمقراطية»، على حملة «علشان تبنيها»، مؤكدًا أن هذه الحملة ظهرت في الوقت الحالي بعد تراجع الاقتصاد والأمن في الدولة.

وقال الروبي إن: «شعبية السيسي تراجعت بشكل كبير للغاية، ولو كان لديه قناعة بأن شعبيته لم تتراجع لما كانت ظهرت هذه الحملة مبكرًا، والدليل أنها في البداية اعتمدت على مشاهير الفن والغناء والكورة، ولم تعتمد على الطبقة الفقيرة والبسيطة والطبقة العاملة أو الطلاب، ونحن نعلم أن الكثير من مشاهير الفن والكورة وقعوا على الاستمارة نتيجة الخوف وليست لقناعاتهم».

ظهور حملات مضادة

ويرى القيادي بحركة شباب 6 إبريل «الجبهة الديمقراطية»، أن هذه حملة «علشان تبنيها»، تُظهر نية الرئيس في الترشح والاستمرار في الحكم، ويضيف: «هناك حملات مضادة لتلك الحملة ظهرت حتى الآن، وهي «مش عاوزينك» و«كمل علشان تخربها»، كما أن هناك مجموعة من القوى الثورية الشعبية ستتبنى حملة ضد السيسي ونظامه خلال أيام».

السيسي ليس في حاجة إلى دعم

ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل الديمقراطي»، يرى أن الرئيس السيسي ليس في حاجة إلى دعم أو حملات تدعوه للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، لأنه سيترشح لفترة ثانية من أجل استكمال ما بدء فيه من مشروعات قومية عملاقة.

وأوضح رئيس حزب «الجيل الديمقراطي»، أن فترة 4 سنوات غير كافية لتقييم أداء الرئيس، لأنها فترة قصيرة للغاية، وتحتاج إلى زيادتها، ولكن بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة على أن تكون 6 سنوات.

ويضيف أن: «كل الحملات التي تعلن دعم الرئيس في الانتخابات هي حملات غير قانونية، وتتطلب إعلان اللجنة الوطنية للانتخابات إجراءات فتح باب الترشح ليتسنى للمؤيدين التحرك بشكل قانوني».

لا يوجد منافس قوي

والشهابي يتحدث عن «رائحة نفاق ومداهنة في الحملات المؤيدة للرئيس»، ووجه رسالة لمعارضي الرئيس السيسي، بالتأكيد على أنه سينجح في الانتخابات وسيظل رئيسًا للبلاد، خاصة أنه ليس أمامه أي منافس قوي.

اللجنة التأسيسية لحملة «علشان تبنيها»

وظهرت حملة «علشان تبنيها» نهاية شهر سبتمبر الماضي، وأعلنت عن تشكيل لجنة تأسيسية لها، تضم في عضويتها كلًا من؛ أحمد الخطيب، مدرس علوم سياسية مساعد، النائب البرلماني كريم سالم، أستاذ الإدارة والسياسات العامة، الدكتور حازم توفيق، أستاذ الموارد البشرية، الإعلامي أحمد بدوي، عضو مجلس النواب، النائب محمد شعبان، ومحمد الجارحي، اقتصادي ورجل أعمال.

وأعلن حزب «مستقبل وطن» انضمامه للحملة، وفتح جميع مقرات الحزب في كافة المحافظات من أجل التوقيع على الاستمارة.

مروة نبيل

مروة نبيل

صحفية مصرية تكتب في ملف العلاقات والرياضة بموقع شبابيك، حاصلة على كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، وعملت في عدة صحف مصرية