هل يعذب الله غير المسلمين؟ يارب ممكن تساعدنا؟.. الدين في أحاديث السيسي (فيديو)
منذ أن كان وزيرا للدفاع وقبل أن يتولى سدة الحكم، والرئيس عبد الفتاح السيسي يقول إن تجديد الخطاب الديني سيكون أكبر همومه، فهو يرتبط عنده بأمن البلاد ومواجهة التطرف.
وبالرغم من أن منصب الرئاسة سياسي بحت، إلا أن أحاديث السيسي وكلماته في المناسبات المختلفة كثيرا ما تربط الدين بأمور السياسة.
السيسي دائما ما ينطق بآيات القرآن والأحاديث النبوية في خطبه؛ حتى لو كان يتكلم في شئون الاقتصاد والسياسة أو الجيش.
وبعيدا عن علاقة الدين بالسياسة في معتقد رئيس الجمهورية، نرصد في السطور القادمة الوجه الدعوي في خطابات السيسي من خلال تتبع أحاديثه قبل وبعد تولي الرئاسة.
الخطاب الديني قبل فوز «السيسي» بالانتخابات
في مقابلة له مع الإعلامي إبراهيم عيسى، والإعلامية لميس الحديدي عام 2014، أكد «السيسي» أن تجديد الخطاب الديني من أكثر الأشياء الذي سيكون مهموما بها كرئيس دولة.
-
الحاكم مسئول عن دين الدولة
«هل يجب أن يكون الحاكم للبلاد داعية ديني؟» سؤال وجهه «عيسى» في المقابلة ذاتها، فرد «السيسي» بأنه ككقائد سيكون مسئولا عن الأفكار الدينية التي تنتشر في المجتمع، وأن جميع الحكام مسئولين عن «الطريقة التي يقدمون بها الله للناس».
وبعد أن فاز «السيسي» برئاسة الجمهورية في العام نفسه، أكد الكلام نفسه: «لا يوجد شيء اسمه قيادة دينية، والرئيس مسئول عن كل شيء في الدولة، حتى دينها».
-
خطاب «السيسي» عن حسن الخلق
وفي كل مواقف متنوعة وبعيده تماما عن تجديد الخطاب الديني ستجد «السيسي» يرجع إلى اقتباسات من الدين وأحاديث الرسول.
«ما وجدت في الميزان أثقل من حسن الخلق»، كلمات اقتبسها «السيسي» عن حديث الرسول «إن أثقل شيء يوضع في ميزان العبد يوم القيامة خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء» كما يروية «الترمذي».
كان الخطاب بعد أن تولى «السيسي» وزارة الدفاع، وخلال حديثه مع ضباط الجيش، حول القيم والمثل التي يجب أن يتحلوا بها، يقول: «الأدب جزاءه الجنة».
يستخدم أيضا خلال الحديث آيات قرآنية مثل: «والله غالب على أمره»، سورة يوسف الآية «21».
الخطاب الديني بعد فوز السيسي بالرئاسة
لم يترك «السيسي» فور فوزه بالمنصب الرئاسي أي فرصة للحديث عن تجديد الخطاب الديني؛ لنجده يوجه شيوخ الأزهر لتنقيح الدين من الأفكار التي لا تناسب العصر؛ حتى إنه وجّه حديثه لشيوح الأزهر في احتفالية المولد النبوي لعام 2015 قائلا: «والله لأحاجيكم أمام الله يوم القيامة».
يهاجم «السيسي» الفكر المتطرف الذي يقول إنه حوّل الأمة الإسلامية إلى مصدر للقلق والتدمير والقتل، كما يراها العالم.
وهو ينتقد أيضا بعض النصوص الدينية التي تم تقديسها حتى مئات السنين، وأصبح الخروج عنها صعبا للغاية، حتى أصبحنا بحاجة إلى «ثورة دينية».
-
تجديد الخطاب الديني لن يمس الثوابت
تجديد الفكر الديني كما يراه «السيسي» ليس دفاعا عن الإسلام فقط، ولكنه دفاع عن الأديان كلها، في زمن بدأ بعض الشباب يتجهون لأفكار إلحادية.
فالتجديد الذي يقصده هنا لا يعني التلاعب بثوابت الدين، ولكن سيكون الاجتهاد في القضايا التي تطلب أن تتوافق مع لغة العصر؛ لنحصل على فهم حقيقي للدين.
-
مواجهة الإرهاب بالفكر الديني
يعطي «السيسي» كل تلك الأهمية لتجديد الفكر الديني، لأنه هو أساس مكافحة التطرف والإرهاب.
فمواجهة الإرهاب ليست أمنية فقط - كما يراها - ولكنها مواجهة فكرية.
-
عدم التدبر في الدين يؤدي للتطرف
ينتقل «السيسي» من المطالبة بتجديد الخطاب الديني، لانتقاد تفاصيل يرى أنها شوهت هذا الخطاب.
هناك مشكلة كبيرة يراها في تطبيق القيم التي دعا إليها الدين الإسلامي. يتسائل: هل نحن فعلا «أعلم الأمم؟ هل نحن أكثر الأمم عملا؟ هل نحن أكثر الأمم سماحة؟ هل نحن أكثر الأمم احتراما للمرأة؟»
لقد افتقد المجتمع قيمة التدبر في القيم الدينية لينجرف في اتباع أفكار متطرفة لا تعبر عن الدين. المسلمون الأوائل أنفسهم تدبروا في كلام الرسول، ونقحوا الأحاديث وأخرجوا الزائف منها من الصحيح.
ثم يربط «السيسي» بين عدم التدبر في الدين وأحداث التطرف حول العالم، وكيفية تأثيرها عن نظرة العالم للدين الإسلامي.
يخاطب رجال الأزهر: «إذا كنتم معتقدين أن ما يحدث سيضيع الدين، فعدم تجديد النصوص سيضيعه أكثر. وأنهم سيحاسبون على هذا».
آراء السيسي الدينية
-
هل يعذب الله البشر لأنهم لم يؤمنوا به؟
يذهب «السيسي» إلى استنكار الممارسات المتطرفة التي تقتل غير المسلمين لإجبارهم على اعتناق الإسلام وهو الشي الذي «لم يأمر الله به».
وبذلك يكون تجديد الخطاب الديني ليس دفاعا عن الإسلام فقط ولكن دفاعا عن الله، كما يقول.
-
المرأة التي غيرت القانون على عهد الرسول
اقتبس «السيسي» بعضا من مواقف الرسول، ليثني على المرأة المصرية، خلال الاحتفال بعيد الأم 2017.
يحكي أن «امرأة جاءت تشكو زوجها إلى الرسول، وكان الرسول يشيح بوجهه عنها؛ لأنه لم يكن لديه رد على مسألتها بحسب الشرع.. وظلت المرأة تلح في سؤالها والرسول يشيح بوجهه عنها، حتى نزل الوحي بالإجابة عن تساؤلها».
جدل شديد أثاره هذا التفسير الذي استخدمه الرئيس لتفسير سورة «المجادلة»، فمنتقدوا هذا الخطاب قالوا إن الرسول لم يكن يشيح بوجهه عن المرأة، ويدعم هذا الرأي تفسير «ابن كثير».
-
ظروفنا صعبة ويارب حضرتك تساعدنا
تحدث في حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية 2014 عن التحديات الاقتصادية والديون الخارجية، والتحديات الأمنية التي تواجهها مصر، وكذلك مسئوليتها عن أمن المنطقة العربية ككل.
وفي نهاية الخطاب توجه بالدعاء إلى الله قائلا: «يارب ظروفنا صعبة، ويارب حضرتك تساعدنا».
الرئيس في هذا الخطاب أشار إلى القرارات الاقتصادية التي كانت الحكومة على وشك اتخاذها قبل تعويم الجنيه.
هذه الكلمات أثارت جدلا شديدا من المعارضية، واعتبرها البعض نوعا من عدم التأدب مع الذات الإلهية، بينما اعتبرها آخرون زيادة في التأدب مع الذات الإلهية.
-
أزمة الطلاق الشفوي
يرى «السيسي» أن الفكر الديني سيكون حلا لبعض المشكلات التي يعانيها المجتمع، وبالأخص الطلاق الشفوي، كان ذلك في يناير 2017 وخلال احتفالات عيد الشرطة.
يريد الرئيس من مؤسسة الأزهر مراجعة التشريعات الخاصة بالطلاق ليصبح الطلاق ممنوعا إلا أمام المأذون، منعا لتشريد الأطفال والأسر بمجرد نطق الزوج بكلمة «أنتِ طالق».
«تعبتني يا فضيلة الإمام»، جملة قالها «السيسي» ممازحا شيخ الأزهر، إلا أن البعض رأى أنها تكشف عن وجود أزمة بين الأزهر والرئاسة، بحسب تقارير إعلامية.