الوعي العرضي.. كابوس المرضى في غرفة الجراحة

الوعي العرضي.. كابوس المرضى في غرفة الجراحة

الوعي العرضي.. تخيل نفسك وأنت تخصع لعملية جراحية واستيقظت في منتصفها تحت مشرط الجراح، والأسوأ أنك غير قادر على توصيل رسالة للأطباء في غرفة الجراحة بأنك مستيقظ.

في عام 2013 أكدت دراسة بريطانية صادرة عن الكلية الملكية لأطباء التخدير أن حوالي 150 مريض يستيقظون خلال إجراء العملية الجراحية في العام، وهي تعتبر نسبة صغيرة مقارنة بعدد العمليات الجراحية التي تجرى.

لكن الأبحاث تشير إلى أن الأمر لا يتوقف على الألم فحسب خلال العملية الجراحية، بل إلى أبعد من ذلك بعد الانتهاء حيث يظل المريض يعاني من صدمة قد تؤدي به إلى اكتئاب مزمن يظل ملازم للمريض طوال فترة حياته.

المطمئن في الموضوع هو أن الوعي العرضي نادر الحدوث، بحسب بحث طبي أجري ونشرت نتائجه في مجلة «rcoa» المختصة بالتخدير، فمن بين 1000 حالة يعاني من الوعي العرضي حالة واحدة فقط، وهو رقم صغير نسبيا.

وتعتبر تلك الدراسة من أكبر الدراسات التي أجريت واستخدمت فيها 3 ملايين حالة أجرت عملية تخدير في بريطانيا وإيرلندا والولايات المتحدة.

ماذا يحدث لك خلال الوعي العرضي:

anigif_enhanced-30836-1439225634-2_preview

التخدير قبل الجراحة يؤدي إلى شلل مؤقت لأعضاء الجسم بالإضافة إلى غياب الوعي، وما يحدث هو عودة الوعي لحالتك وانتهاء الشلل المؤقت. لكن يظل جسمك في حالة استرخاء كامل بحيث لا تستطيع التعبير عما تشعر به للأطباء.

وأشارات الدراسات إلى أن التجربة تدوم لمدة 5 دقائق فقط في معظم الحالات ولكن هناك حالات استمرت معهم التجربة لنهاية العملية الجراحية.

الجانب المخيف في الدراسة أن آثار الوعي العرضي لا تنتهي بمجرد الانتهاء من العملية الجراحية، حيث يعاني المريض بعد إجراء العملية من صدمة نفسية قد تدوم طويلا إذا لم يعالج منها مثل الاضطراب في أثناء النوم وذكريات الماضي والكوابيس والاكتئاب. وعانى منها 6 حالات من 20 ألف حالة تعرضت للوعي العرضي وهي نسبة قليلة جدا أيضاً.

للرجال.. «الهوس الجنسي» مرض وهذا علاجه

كيف تتجنب حدوث ذلك؟

enhanced-13648-1438632195-1

بداية قبل إجراء العملية الجراحية تحدث مع طبيب التخدير الخاص بك عن مخاوفك من حالة الوعي العرضي ولا تتردد في ذلك.

وهناك أنواع معينة من التخدير لا يمكن حدوث الوعي العرضي بعد تعاطيها، بإمكانك معرفة المزيد عنها من طبيب التخدير الخاص بك، وتوفيرها لك إن أمكن.

بإمكان الأطباء داخل غرفة الجراحة، استخدام بعض المنبهات العصبية لديها القدرة على متابعة النشاط الزائد في الدماغ عند الاستيقاظ أو انتهاء الشلل المؤقت المصاحب للتخدير.

كما يمكن رصد نشاط الدماغ في أثناء إجراء الجراحة وملاحظة أية تغييرات من الممكن أن تحدث.

المراجع: 1, 2

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية