الابتزاز الجنسي.. حكاوي «مراهقات» وقعن أسيرات للحب
لا يعلم خطيب «يارا» حتى الآن بعلاقاتها السابقة، فقد فعلت مع حبيبها السابق ما «يذبحها»، بحسب قولها. تخشى الفضيحة إن اكتشف رجلها ما حدث، خاصة مع وجود دلائل مادية على فعلتها.
«يارا» اسم مستعار لفتاة كشفت قصتها، ضمن أخريات تحدثن إلى «شبابيك». لا أحد يعلم عن علاقاتهن السابقة شيئا سوى أنفسهن، وطبعا أحبائهن ممن ابتزوهن جنسيا.
في هذا التقرير تتحدث «يارا» و«منى» و«نسمة» و«شيماء»، وكلها أسماء مستعارة لفتيات سلمن أنفسهن لسكاكين الفضيحة. في هذه التجارب قصص عن الابتزاز الجنسي، وشرح للأسباب التي تدفع الفتيات لذلك.
تقول «يارا»: «لو تعرف البنات ايه اللي بيحصلهم بعد كلام الحب المعسول، هيتمنوا الموت ألف مرة مثلما أتمناه أنا، ماذا فعلت الآن؟ أحببت شخصًا غير جدير بالثقة» وتضيف «استغل طيبتي وحبي له والآن يساومني على صور وتسجيلات أرسلتها بنفسي له لكي يذبحني بدل المرة ألف مرة». وتضيف «ماذا سأفعل يا ربي هل سأتركه يرسلها إلى خطيبي الذي لا يعلم عن تجاربي شيئا أم أقبل الوضع منعًا للفضيحة».
أسباب الابتزاز
تقول استشاري العلاقات الأسرية الدكتورة أسماء مراد، إن السبب الرئيسي وراء تعرض الفتايات للابتزاز العاطفي وبخاصة في مرحلة المراهقة، يرجع إلى ما يُعرف بـ «الفقر العاطفي»، مشيرة إلى احتياج المراهقين في هذه الفترة إلى آباء قادرين على الاحتواء بأرواحهم وليس بأجسادهم التي ترى أن الاحتواء لا يتم إلا عن طريق الماديات.
وحول المزيد من التفاصيل عن هذه الفترة، أضافت استشاري العلاقات الأسرية، أنه مع بداية إفراز هرمونات الأنوثة تبدأ مشاعر الفتاة في الانجذاب ناحية أي عنصر ذكوري لأسباب فسيولوجية تبتعد تمامًا عن مشاعر الحب، أهمها الرغبة في الاحتواء، لافتة إلى أن هناك بعض الذكور ممن يسيطر عليهم الهاجس الجنسي قد يستغلون هذه النقط في تصوير الفتاة وابتزازها جنسيًا.
«وبدلًا من الاعتراض على الأمر تقرر الفتاة الانصياع لأوامر هذا الحبيب معتقدة أن هذا أفضل بكثير من تعرض الأهل للفضيحة».
الدكتورة أسماء، حذرت الفتايات من توابع الخضوع الأولي لأي ابتزاز، مؤكدة أنه سيكون خطوة أولى للقيام بمزيد من الأبتزازات الأخرى، بل والسقوط في حافة الهاوية التي ستحوله من مجرد فعل عابر إلى إدمان ترغب دائمًا في ممارسته مع أي شخص.
للبنات.. إزاي تتعاملي مع تغيرات المراهقة؟
سبل الوقاية
أما بخصوص طرق الوقاية قبل التعرض للابتزاز وبعده، ذكرت استشاري العلاقات أن هناك خطوتين لهما دورا فعالًا في وقاية الفتاة من التعرض للأمر وهما:
- قياس مدى صدق مشاعر هذا الشخص عبر التواصل مع الأهل وليس بشكل خفي يعتمد على المقابلات الظلامية والتجاوزات.
- عدم الاستماع كثيرًا للأصدقاء واستبدال الأمر بشخص على قدر من الوعي والثقة لمناقشة أي شىء تريدين معرفته.
وحال تعرض الفتاة للإبتزاز بعد العلاقة، نصحت «مراد» الفتيات بعدم الانصياع لتهديدات الحبيب، مشيرة إلى أن هذه النوعية من الذكور غاية في الخوف، بمجرد أن تقولي له أنكِ غير خائفة وستخبرين أسرتكِ حتى تلقين به في السجن، حينها ستجدينه خائفًا ولن يفعل أي شيء مما يقوله.
الفضول يضرك
منى أحمد (اسم مستعار)، 18 سنة، تقول: «لما اتعرفت عليه في البداية مكنتش متوقعة إن الشخصية اللي بتعمل ماجستير في كلية دراسات إسلامية هتبقى هي نفس الشخصية اللي بتسألني بعد كده عن الثقافة الجنسية».
وتوضح «في البداية كلامنا كله كان مناقشات في الأدب والشعر، وقدام الناس، بس فجأة لقيته بيكلمني على الرسائل الخاصة بدل كلامنا على المنتديات الثقافية، ومرة على مرة الكلام بقى إنه بيطمن عليا».
وتتابع «بعدها لقيته بيسألني عن معلوماتي عن الثقافة الجنسية، ومكنتش أعرف عن المكالمات الجنسية حاجة وأول مرة اسمع عنها، وهو عرفني عليها وشرحلي وفضولي خلاني اسمع كويس ومصدوش خالص سواء صوت أو صورة، وكل ده هو مكنش لسه شاف صورتي بس كان معرفني إنه بيحبني وإن البنت اللي لازم يرتبط بيها لازم تكون مثقفة جنسيًا علشان يكمل معاها».
وتضيف «منى»: «بعد ما شافني في الحقيقة اتصدم من شكلي وقالي إني منفعهوش ولازم أبعد عنه، وبالرغم إنه مبتزنيش جنسيا بس هو عمل فيا الأكتر لإني كنت اتعودت خلاص على ممارسة الجنس بالتليفون، وده خلاني أدور على الحاجة دي مع أي حد دلوقتي».
إخصائي الطب النفسي محمد مزيد قال إن مرحلة المراهقة من أكثر المراحل المائعة التي يمر بها الفرد على مدار حياته؛ نظرًا لتأرجح شخصيته بين مشاعر الذنب والرغبة في معايشة تلك التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي يتعرض لها.
«مزيد» أوضح أيضًا أن حل أزمة المراهقة يكمن في التربية الصحيحة منذ البداية، مرورًا بالتوعية الاجتماعية الصحيحة التي تساعد المراهق في التفريق بين الخطأ والصواب، ومن ثم يستطيع أن يحمي نفسه من أي خطر مهما كانت المغريات أمامه.
غياب القدوة
وعن باقي الأسباب التي تقف وراء تعرض المراهقين للاستغال الجنسي، أشار إخصائي الطب النفسي إلى أن غياب القدوة له عامل كبير في هذا الجانب، خاصة مع اتجاه عدد كبير من المراهقين إلى نجوم الفن والرياضة للسير على خطاهم حتى وصل الأمر إلى التقليد الأعمى في الملابس.
أما في حال تعرض المراهقة لأي ابتزاز، نصح الدكتور محمد هؤلاء الفتايات بضرورة الرجوع للأهل أو أي أشخاص آخرين ممن تثق في حسن تصرفهم، دون الخوف من تبعات هذا التصرف، لافتًا إلى أن أفضلية هذه الخطوة لا تقارن بخضوعها له فتصبح الكارثة أكبر.
نصائح أسرية لا بد منها
تقول استشاري العلاقات الإنسانية الدكتورة شيرين عبدالعزيز عما سبق، إن السبب في تعرض المراهقات عن غيرهن لما يسمى بـ«الابتزاز الجنسي» يرجع إلى سوء تعامل بعض الأسر مع هذه المرحلة التي تعتبر بداية الصعود لمرحلة الاكتمال العقلي والجسدي لذا فالمراهقة هنا في حاجة إلى بعض الأمور المهمة من قبل أسرتها أبرزها ما يلي:
- رعاية أسرية جيدة، حيث تساعدها هذه الخطوة في توفير الاحتواء اللازم لها؛ منعًا للبحث عنه خارج المنزل ما قد يوقعها في بعض الأمور الخاطئة كتلك الخاصة بالابتزاز الجنسي.
- تعريفها بحدود التعامل الصحيح مع الغير حتى لا يكون تعاملها قائم على سذاجة أقل من اللازم أو جراءة زائدة على حساب النفس.
- تذكيرها دائمًا بأن الحرية تحتاج من صاحبها القدرة على تطويعها بشكل صحيح، ببساطة قولي لها «سأعطيكي حريتكِ ولكن لا بد أولًا أن تتعلمي كيف تحافظين على نفسك».
- التفكير الدائم في كل ما يحدث دون تقبل الأمر هكذا، بمعنى أن حبيبكِ حينما يطلب منكِ صور شخصية أو مكالمات جنسية لابد أن تصديه ولا تتقبلي الوضع كما هو لأن الطبيعي ليس ما يحدث.
لماذا يخفين الابتزاز
استشاري العلاقات الإنسانية شيرين عبدالعزيز ذكرت أن تصريح الفتاة أو عدم تصريحها بما تتعرض له يرجع إلى بعض الأمور مثل: الخوف من التعرض للملامة الدائمة، وتربية الفتاة على أنها المسؤولة عن أي تصرف يقوم به الولد. ونصحت «عبدالعزيز» الآباء بالتعامل الصحيح مع بناتهن عند اكتشاف تعرضهن لأي ابتزاز حتى لا يخسر صداقتها وثقتها للنهاية.
للمراهقات.. نصائح هتحميكي من «التنمر الإلكتروني»
الابتزاز غير المباشر
شيماء إبراهيم (اسم مستعار) 16 سنة تقول: «من أول لحظة عرفنا فيها بعض اتعاهدنا إننا نبقى لبعض، وفعلًا هو كان بيحبني جدًا بس علشان الطريق قدامنا طويل كان دائمًا بيطلب مني أصور نفسي من غير هدوم علشان يعرف يستمتع بيا لما أكون مش قدامه، بس المصيبة حصلت لما جه قالي إن الموبايل بتاعه ضاع».
وتضيف «في الوقت ده أنا مكنتش عارفة فعلًا هو ضاع ولا هو عمل كده علشان يجبرني على أي حاجة هو عاوزها، بس الكارثة الأكبر لما بفكر إن الموبايل ده وقع في إيد حد ونشر الصور اللي عليه على الإنترنت».
لماذا تلجأ الفتاة للعلاقات المحرمة؟
أما عن أسباب لجوء الفتايات لمثل تلك العلاقات، أرجعت استشاري العلاقات الأسرية الأمر إلى:
- غياب الوعي الكافي لدى الفتاة
- القصور الواضح في فهم طبيعة العلاقات وحدودها مع الآخرين.
- الاستماع لما تقوله صديقتها من أن الطبيعي أن يكون هناك علاقة حميمة بين الشاب والفتاة حتى قبل الخطوبة، وأن غير ذلك هو أمر شاذ، أو أن هذه هي الطريقة المثلى لضمان استمرار الشاب في العلاقة معها.
وعن أسباب لجوء الشباب لمثل هذه الأفعال في فترة المراهقة، قالت استشاري العلاقات الإنسانية شيرين عبدالعزيز إن ذلك يرجع إلى الرغبة في اختبار قدراته الجنسية وفقًا لما شاهدة في الأفلام الجنسية والمقاطع الإباحية.
وأضافت: «هنا إذا لم يكن هناك نشاط رياضي يُفرغ فيها الفتى طاقته التي ليس بالضرورة أن تكون شهوة وإنما طاقة مكبوتة، سيلجأ بالطبع لممارسة تلك الأفعال».