للحامل المصابة بالسكر.. هكذا تنجبين طفلا سليما
لا نبالغ حينما نقول إن «للأمومة» ثمنا غاليا، وصحيح أن أغلب النساء يتقاسمن آلام الحمل بنسب متساويًة إلى حد كبير، إلأ أن رحلة الحامل المصابة بمرض السكر تختلف تماما.
ففي الوقت الذي تعيش فيه الحامل غير المصابة بالمرض حياة ليس بها قوائم ممنوعات، تترقب الأخرى المصابة بمرض السكر الجميع وهم يمارسون حياة ليس مسموح لها بعيشها.
تمر الأيام على أمل تحقيق حلم أكبر وهو «الأمومة» إلا أنها تجد المصاعب تزداد، فهناك من يقول أن المريضة بالسكر ليس لها أن تنجب وأن فرصها قليلة، وآخرون يحذرونها من ولادة طفل يعاني من داء السكر.
مرض «السكر» يُقصد به إرتفاع معدل السكر في الدم عن الحد الطبيعي فلا يستطيع الجلوكوز الانتقال إلى الخلايا ويبقى في الدم.
هذا الأمر لا يؤذي فقط الخلايا التي تحتاج إلى الجلوكوز، ولكن يضر أيضًا الأعصاب والأنسجة والتي تتعرض بشكل مستمر لمستوى عالٍ من الجلوكوز.
أنواعه:
النوع الأول: ينتج عن توقف البنكرياس تمامًا عن إنتاج الأنسولين، أو عن نقص حاد في إنتاجه للكمية التي تكفي لتنظيم الجلوكوز في الدم ويعتمد في علاجه على الأنسولين.
النوع الثاني: وهو الأكثر انتشارًا وينتج عن نقص فاعلية وتأثير الأنسولين أو نقص إفرازه.
النوع الثالث: يطلق عليه سكر الحمل والذي تصاب به المرأة أثناء حملها، وهي أكثر عرضة للإصابة به في المستقبل.
إخصائي أمراض النساء والتوليد الدكتور أسامة إسماعيل يقول إنه ليس هناك أي مخاطر على الطفل الحاملة أمه لمرض السكر ما دامت حريصة على ضبط نسبته الصحيحة.
وأضاف «إسماعيل»: «بمجرد ضبط نسبة السكر تختفي المخاطر التي تدور في أذهان أغلب النساء، أما في حالة الاستهانة بهذا الإجراء فقد يتعرض الطفل لاحتمالية مخاطر صعوبة التنفس ومشاكل الكلى والكبد».
وبخصوص التحاليل الواجب إجرائها في هذه الحالة، تابع «إسماعيل»: أن «هناك العديد من التحاليل التي يجب الالتزام بها من قبل مريضة السكر منها: أولًا السكر التراكمي ويتم خلاله معرفة مدى ضبط نسبة السكر على مدار شهور محددة، وثانيًا: السكر الصائم بعد الأكل بساعتين؛ لمعرفة مدى انضباطه على مدار اليوم، وثالثًا: تحاليل وظائف الكبد والكلى».
إجراءات يجب مراعاتها
أما عن الإجراءات الواجب مراعاتها لمنع إصابة الجنين بالسكر، نصح «إسماعيل» بالحفاظ على ضبط نسبة السكر، وإجراء التحاليل المذكورة بصفة دورية، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على النشويات والدهون والسكريات، وتقسيم الغذاء بين كربوهيدرات وبروتينات.
اتفق أستاذ الأمراض الباطنية والكبد الدكتور محمد حماد مع «إسماعيل»، مشيرًا إلى أن المرأة الحامل لا تأخذ الأقراص أثناء فترة الحمل وإنما الإنسولين الذي يزداد معدله خطوة خطوة بحسب كل مرحلة.
وبخصوص صعوبة الحمل للمرأة المصابة بالسكر، أوضح «حماد»: «ليس هناك أي موانع للحمل مادامت نسبة السكر مظبوطة ونحن لا نقول أن هناك موانع إلا في حالات فردية تتعلق بقصور الكليتين».
وبما أن هناك بعض الحالات التي يكون فيها الإصابة بالسكر ناتج عن عامل الوراثة، نصح أستاذ الأمراض الباطنية ببعض الإجرءات بعد الحمل لممارسة الحياة بشكل طبيعي منها: «ممارسة التمارين الرياضية، إجراء التحاليل بصفة دورية، إتباع نظام غذائي سليم بالتنسيق مع الطبيب».
اخترنا لك..
